محاولة انقلاب 19 آب/اغسطس 1991 في روسيا غابت عن ذاكرة الروس

> موسكو «الأيام» فيكتوريا لوغينوفا :

>
جنود روس
جنود روس
لم يعد الشعور بالفرح الذي تلى انتصار القوى الديموقراطية في موسكو بعد محاولة الانقلاب الشيوعي الفاشلة في موسكو في 19 اب/اغسطس عام 1991 سوى ذكرى بعيدة بالنسبة الى الروس يطويها النسيان وخيبات السنوات ال15 التي تلتها.

وقد واجه المتظاهرون المؤيدون للديموقراطية دبابات الانقلابيين طوال ثلاثة ايام في شوارع العاصمة قبل اعتقال منفذي المحاولة الانقلابية التي سعت الى انقاذ الاتحاد السوفياتي السابق من التفكك.

ولفترة، اعتبر فشل محاولة الانقلاب بمثابة "الاسطورة المؤسسة" للمجتمع المدني الروسي في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي الذي اعلن حله بعد اربعة اشهر على المحاولة الانقلابية، في كانون الاول/ديسمبر 1991.

وينظر 36% من الروس الى تلك الفترة باعتبارها "حدثا ماساويا كان له نتائج كارثية على البلاد والشعب"، وفق بوريس دوبين عالم الاجتماع في مركز لافادا.

وكشف استطلاع اجراه المركز مؤخرا ان 13% فقط من الروس يعتبرون ان انتصار بوريس يلتسين على منفذي محاولة الانقلاب كان "انتصارا للثورة الديموقراطية"، في حين يعتبر 39% من السكان ان هذه الاحداث لم تكن سوى "حقبة من الصراع على السلطة بين المسؤولين في البلاد".

وقال الباحث في علم السياسة سيرغي ماركوف "لم ينجح هذا الانتصار في التحول الى رمز لبلد جديد لان تفكيك الاتحاد السوفياتي تبعه اضافة الى ازمة اقتصادية وحروب دموية في الجمهوريات السوفياتية السابقة".

ولم تترك السنوات الصعبة التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي، في غالب الاحيان سوى شعور بالخيبة لدى سكان الجمهوريات السوفياتية السابقة التي تواجه الفقر وظروف الحياة البدائية.

ويؤكد دوبين من جهته ان المكتسبات على المستوى الديموقراطي "تعرضت للخيانة من قبل يلتسين وفريقه، وكذلك من جانب الشعب الذي ابدى الكثير من السلبية".

وفي عهد فلاديمير بوتين، باتت التظاهرات نادرة، واختفت وسائل الاعلام المعارضة، واصبحت المعارضة ذاتها مهمشة في حين سيطرت الاحزاب الموالية للسلطة على البرلمان الروسي.

وروى الدبلوماسي المتقاعد فيكتور فلاديميروفيتش الذي يتذكر انه امضى "ثلاثة ايام تحت المطر" بين المتظاهرين الذين تجمعوا خارج برلمان موسكو "كانت معركة ضد الشيوعيين,كنا على استعداد للدفاع عن الديموقراطية حتى الموت".

وتوافق اولغا اندوكاييفا وهي في الاربعين من العمر على ذلك وتضيف "كنا نشعر بالحرية، بالفرح. كنا ساذجين، كنا نعتقد ان حياة جديدة، حياة افضل، تنتظرنا".

وتابعت "بيد انه كان من المستحيل التحرر في يوم واحد من العبودية التي عشنا فيها طوال 70 عاما في الاتحاد السوفياتي. نحتاج لسنوات لبلوغها".

ويدين اب البريسترويكا (الاصلاح) الرئيس ميخائيل غورباتشيف الذي اشتبه خلفه بوريس يلتسين في انه كان على علم بسيناريو الانقلابيين، سقوط الاتحاد الذي اعقب فشل المحاولة الانقلابية.

ويقول غورباتشيف في حديث لاذاعة "صدى موسكو" "لا اهنء احدا (بالذكرى ال15 للانتصار على الانقلاب) لانها اكثر الصفحات سوادا في تاريخنا".

ويعرب غورباتشيف اليوم عن دعمه لسياسية فلاديمير بوتين وينتقد الغرب الذي يقول انه يعاني من "عقدة المنتصر".

ولن تلفت الذكرى ال15 للانقلاب عمليا انتباه احد ذلك ان شبكات التلفزة الرسمية ستكتفي بعرض فيلمين وثائقيين عن الموضوع.

وحده الحزب الليبرالي (اتحاد قوى اليمين) الذي لم يحصل على اي مقعد في البرلمان في 2003، سينظم تظاهرة للمناسبة.

وفي المقابل، سيلتزم الخاسرون الصمت. واوضح احد قادة الحزب الشيوعي الروسي اوليغ كوليكوف "كان الامر بمثابة دفن السلطة السوفياتية، ولا يتم الاحتفال بمناسبات الدفن عبر التظاهرات".

وتمكن بعض قادة الانقلاب من الاندماج بسهولة في مجتمع ما بعد الحقبة السوفياتية مثل فاسيلي ستارودوبتشيف، الذي انتخب عام 1997 حاكما لمنطقة تولا قرب موسكو، او الكسندر تيزياكوف الذي يدير تجمعا لرجال الاعمال.

ويعتبر بعض الروس ان الانقلابيين "ابطالا حاولوا وحدهم التصدي لتدمير البلاد"، كما قال ماركوف.

وعنونت الاسبوعية الروسية "اوغونيوك" عددها لهذا الاسبوع "لا احتفالات ولم يتم استخلاص اي عبرة". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى