وتلك الأيــام..مسؤولية الاختيار

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
ما هي نظرتكم للمسؤول؟ هل هو ذلك الإنسان المؤمن القوي والعفيف الشريف الذي ينصر المظلوم ويقف في وجه الظالم؟.. هل هو ذلك الإنسان الذي يأتي إلى الناس قبل أن يأتوا إليه ويسأل عن أحوالهم قبل أن يسألوا ويساعدهم قبل أن يطلبوا منه؟ هل هو ذلك الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويتألم لآلام الناس ويشاركهم أحزانهم ويفرح لفرحهم، ويشاركهم ابتهاجهم؟

أم أنه ذلك الإنسان الذي يرى إلا نفسه ولا يفرح إلا لنفسه ولا يحزن إلا على نفسه، إنسان تمرد على من صعد على أكتفاهم وتنكر لماضيه وحجب عنوانه عن أهله وجيرانه، وأغلق هاتفه في وجه رفاقه في العمل وأصدقائه، واستخدام بدلاً عن ذلك جهاز الهاتف الآلي (الانسر مشين) المبرمج على جملة من التساؤلات المعروفة مسبقاً للمتصل، وفي الوقت نفسه يسمع هذا المسؤول صوت المنادى لكن غرور العظمة يمنعه عن رفع سماعة الهاتف ويتوقف لسانه عن الإجابة لأن المتصل مواطن بسيط، والمواطن البسيط غير مرغوب فيه إلا في موسم الانتخابات، حيث ينزل بعض المسؤولين من أبراجهم العاجية وينتشرون في المناطق حاملين الوعود ومفاتيح الفرودس القادم؟ وبقدرة قادر يتحول المسؤول من ذلك الإنسان الذي يتجاهل المواطن واحتياجاته إلى إنسان وديع ودود يسأل عن الحال والأحوال وعن الاحتياجات والنواقص يلعب لعبة الذئب الأزلية مع الخروف والتي في نهايتها يكون الخروف ضحية.

كثيرون من المسؤولين من مختلف الأحزاب من الطامحين لخوض الانتخابات المحلية يرفعون شعارات التطور ورفع مستوى المعيشة وتغيير الواقع وتوفير الوظائف ويقولون أشياء كثيرة هي في الواقع فوق طاقاتهم وفوق مستواهم، لكنهم لا بد أن يقولوها للحصول على أصوات الناخبين سواء أكانت لهم الكراسي أو لأحد أفراد أحزابهم ويكونون بذلك حققوا أهدافهم.

وحتى لا يكون التعميم سمة موضوعنا هذا لا بد من الاعتراف بوجود الطيبين المخلصين في كل زمان ومكان وفي مختلف النخب والأحزاب والذهب يبقى ذهباً سواء أكان في أعالي القصور أو مدفوناً تحت التراب ولا يتغير لونه ولا معدنه ولا تزال هناك جواهر مدفونة وعلى المواطن أن يبحث ويمتحص ويختار الأفضل لإعطاء صوته ويتحمل مسؤولية اختياره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى