ضحايا حملة الانفال ينتظرون محاكمة صدام حسين بفارغ الصبر

> السليمانية «الأيام» شوان محمد :

>
امرأتان ناجيتان من حملة الانفال
امرأتان ناجيتان من حملة الانفال
يقول عبدالله محمد الذي فقد اطفاله الخمسة وثلاث من شقيقاته مع اطفالهم وازواجهم في حملة الانفال التي استهدفت الاكراد عام 1988 "انتظر بفارغ الصبر رؤية صدام حسين في قفص الاتهام كي اتمتع برؤيته ذليلا".

ومن المتوقع ان تبدا الاثنين محاكمة الرئيس العراقي المخلوع وستة مسؤولين سابقين بينهم ابن عمه علي حسن المجيد في قضية حملة الانفال التي اسفرت عن مقتل حوالى مئة الف شخص وتدمير اكثر من ثلاثة الاف قرية، وفقا لمصادر عديدة.

ويؤكد عبدالله ان قريته "هومر مل" الواقعة في منطقة كرميان (140 كم جنوب السلميانية) كانت تسكنها 30 عائلة حين هاجمتها القوات العراقية عام 1988.

ويضيف "تحولت قريتنا الى كتلة من النار والدخان وحوصرنا من قبل القوات المدرعة تساندها طائرات مروحية مقاتلة قبل نقل سكان القرية بواسطة الحافلات العسكرية الى مكان مجهول".

وقد بدات حملة الانفال في اذار/مارس 1988 في منطقة دولي جافايتي القريبة من قصبة دوكان (70 كم شمال-غرب السليمانية) وشملت بلدات وقرى منطقة كرميان والبلدات القريبة من محافظة دهوك المعروفة بمنطقة بارزان وانتهت في ايلول/سبتمبر 1988.

من جهته، يتذكر ملا عومر حسن (50 عاما) الذي فقد والدته وخمسة من اشقائه واطفاله الثلاثة في الحملة ابنه الصغير وهو يصرخ "لا تتركني وحدي يا ابي"، عندما هرب حسن امام تقدم القوات العراقية,ويقول والدموع تترقرق في عينيه "لم اره بعد ذلك اليوم ولا يزال ماثلا امامي".

ويؤكد ملا عمر ان احدا لم ينج من سكان قريته تبة جرمو البالغ عددهم 102 اشخاص سوى امراة توفيت فيما بعد تحت تأثير المرض.

وينتظر ملا عمر بدء المحاكمة بتوق شديد قائلا "انتظرنا هذا اليوم كثير وها هو يقترب".

وبدوره، قال آريان رؤوف مدير دائرة حقوق الانسان في كرميان التابعة لوزارة حقوق الانسان في حكومة اقليم كردستان "هناك 2500 وريث لضحايا الانفال والمفقودين بينهم اشخاص فقدوا عشرة من افراد عائلاتهم".

واضاف "هناك عائلات ابيدت عن بكرة ابيها (...) ففي بلدة جمجمال (65 كم جنوب السليمانية) يوجد حوالى 2700 ممن نجوا من حملة الانفال وفقدوا ذويهم، تخصص وزارة حقوق الانسان لكل عائلة منهم راتبا شهريا قدره 100 دولار".

وتقول رحمة عمر (70 عاما) التي تسكن بلدة صمود انها فقدت 14 شخصا من اقاربها اثناء الحملة وتسال بلهفة عن موعد بدء جلسات محاكمة صدام وعلي حسن مجيد الملقب ب "علي الكيمياوي" في اشارة الى اتهامه باستخدام الغاز السام في حلبجة عام 1988.

وتضيف رحمة ان "الله ينصر المظلومين ويقتص من الجلاد صدام"ومن جهته، يروي عبد المطلب محمد (30 عاما) من سكان قرية جوري التابعة لقضاء كفري تصرفات الجنود في القرية قائلا "كانت قريتنا محاصرة من قبل القوات الغازية الصدامية وعزلوني مع والدي عن افراد عائلتنا".

ويتذكر كيف كانت والدته تلوح بيدها لزوجها قائلة بصوت عال "+كن حذرا واحرص على حياة ابني وسنلتقي فيما بعد+" ويضيف "اقتادتنا القوات العسكرية الى منطقة نقرة السلمان (محافظة السماوة جنوب العراق)". ولم ير امه واخواته الثلاث منذ ذلك الحين.

ويتلهف عبد المطلب لمشاهدة صدام على شاشات التلفاز مكبلا مشيرا الى انه يحاول تخزين الوقود لتشغيل المولد الكهربائي "لانني اخشى انقطاع الكهرباء في ذلك اليوم مما يفسد علي نشوتي برؤية صدام ذليلا".

ومع اقتراب موعد المحاكمة، ذكرت الصحف الكردية المحلية نقلا عن احد محامي الدفاع ان ثمانية من المحامين الاكراد سيشاركون في الجلسات. وقال "هؤلاء تبرعوا للدفاع عن ضحايا الانفال مجانا من اجل نصرة الحق". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى