النخبة في فلك الصناديق

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
أستطيع أن أجزم بأن نضوج الديمقراطية اليمنية بأصنافها وفروعها (حريات، حرية التعبير، انتخابات، مجتمعات مدنية، أحزاب، شفافية.. الخ)، ما زالت تسير في طورها الأول ناهيك عن أن درجة الوعي الديمقراطي والانتخابي لدى شريحة كبرى من الناس ما زالت تعيش حالة من الهبوط واللا استقرار بفعل تلك الخطوط والقنوات المعيشية المفروضة عليهم .. كما أن «موطن السكينة» ما زال مطلبا بعيد المنال وهو ما أرسى حالة واسعة من التوهان وسط هذا الهاجس الديمقراطي الجديد.

العالم المتمدن في شتى بقاع الأرض يقر ويعترف بأن دائرة الديمقراطية لم تكتمل بعد، وأن المبادئ والأهداف السامية المحشورة في بطنها ما زالت تتعرض للخدش والأذى في كثير من الحالات، وأن الديمقراطية المأمولة لم ينلها أحد بل إن التصريح والادعاء بأنها مرسخة يعد ضربا من الزيف والخيال.

ورجوعا إلى المشهد الانتخابي في ساحة الوطن، فإن كثيرا ممن يقفز فوق الواقع والأرض، ليعلن بهتانا أن بطولات قادمة ستغير وجه وملامح التخلف وستجعل عجلات النماء تسير بأقصى سرعتها .. بينما (النفس الديمقراطي) يشع بجلاء وهو ما زال ضيقا ومحدودا وكل ذلك بفعل تنافر العقليات السياسية ذات الأفق الضيق، ناهيك عن تفشي حالة واسعة من الأحداث والوقائع المؤلمة التي تكشف هشاشة الأفكار والبرامج وهرولة البعض إلى الصناديق أملاً في كسر حالة الانهيار المعيشي الشخصي ومن ثم حصد بعض الميداليات التي ستقودهم إلى مصافحة الأثرياء من الوسط حيث السلطة والمال والنفوذ وبناء وضع جديد لا يعرف أي عناوين لميزانيات الأسر أو لوائح التقشف.

وعلى الرغم من مرارة هذا التوصيف الدقيق الذي يفرزه الواقع يوميا الا أنه لا يحق لنا أيضا أن نصادر «نوايا وبرامج القادمين» وتوصيفهم بالظن.. ونتمنى أن يرفعوا راية الصلاح والعمل..!

لكن ما نريد أن نؤكده هو أن قضايا المطحونين من البسطاء ومصالحهم الحياتية المملوءة بالفجوات والانكسارات المتلاحقة، لا يمكن أن تتأثر ويصلحها بعض الأشخاص القادمين إلى الصناديق لأن الوطن يا سادتي - وحتى تتبلور فيه سلامة النهج الديمقراطي وصدق العمل ونضج البرامج التنموية والإصلاحات البيّنة - بحاجة إلى كثير من الأعمال والبرامج الكثيفة الشاقة التي تسبق الهتافات إلى جوف الصناديق الفارغة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى