يوم من الأيــام..الجرح الصامد

> عبود الشعبي:

>
عبود الشعبي
عبود الشعبي
إن كانت سماء لبنان تلبدت بدخان طائراتهم، وتجهمت أجواء لبانة القلب في عيون أطفال (قانا) والنسوة اللواتي صمدن في الدار الكبيرة.. في الوطن الكبير يسطرن مع الرجال ملحمة الجرح الصامد، فان إيليا أبوماضي صاحب (الجداول) السلسلة إلى (الخمائل) المترعة بالجمال، كأنه حس بوجدانه الشاعر أن سماوات بلاده الصافية ستأتي عليها أيام مشوبة بسحابات من بارود الصواريخ التي تقذف نارا تحرق الأطفال والزهور مرسلة من العدو اللدود الذي بدأ كيانه الغاصب يبشر باحتراق العروش، خاصة بعد النكسة التي أصيب بها في الجنوب عندما تصدى رجال (حزب الله) ببسالة للترسانة العسكرية التي طالما لوحت بها إسرائيل في وجه العرب، فلقد محت عمامة السيد نصر الله تلكم الهالة التي حاول جنرالات الكيان الغاصب إضفاءها على معسكر الجيش الذي لا يقهر، على أنه (العملاق) الذي يحذر الاقتراب منه.. وأمعن المهزومون من السادة الحكام في تخويف الشعوب العربية لئلا تفكر بزحزحة الطواغيت الذين تتم صناعتهم وفق المشيئة الإسرائيلية.

تصوروا الرجل الذي يقود المعركة في الميدان رابط الجأش، بارد الأعصاب يتحدث بهدوء الواثق بنصر الله، بينما كلماته تصلي نفوس أعدائه، وربما أن أولمرت تمنى أن لو كان مكانه، وأيضا الذين كانوا (مظلة) للعدوان!!

ذلك لأن حسن نصر الله قلبه في رأسه.. كذا يكون الزعيم كما قال الحكماء.. وعليه فإن أمين عام حزب الله لا يناقش إلا في (المبادئ)، وهي سمة أصحاب العقول الكبيرة، فالرجل يستميت من أجل المبادئ، ويصبر على الجراح في لذة غامرة، حتى كأن الرصاصات التي تنفذ إلى صدور الأحرار من جند المقاومة هي من قبيل ما يلتذ به المرابطون عند الثغور لا سيما عندما تطغى قوة الإرادة، وتسمو روح المقاومة إلى (عليين).. {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله}.

صباح السلام.. (بنت جبيل) و(مارون الرأس).. تلال لبنان.. هضبات الجنوب الحبيب كأنها قباب تضيء من سراج الحرية.. قرى لكنها لا تفزع من برق المدافع مثل (صور) و (قانا) علمتا الذين يخذّلون (درس) الخلاص من الوصي المستبد، وأما أطياف لبنان فقوس قزح تتناغم ألوانه ولا تختلف .. كلهم يخفقون وسط الراية المنتصرة تحت بندقية صاحب (الوعد الصادق) والذي شدا بـ «قال السماء كئيبة وتجهما»، فكأنه اصطف في نسق مبدعي لبنان الذين يدعون إلى الابتسامة والأمل العريض، ولو ضاقت عليهم الأرض.. وكثر عدد النازحين، وتجهمت الأجواء فهو ينصح الذي قال (...) بـ «قلت ابتسم يكفي التجهم في السماء».. إنها أغنية الحب المكتنزة برائحة التفاح، لأن بيروت مدينة الابتسامة ومن بين شفاه سيد المقاومة (ابتسامة) حب للأهل في ربوع لبنان.

و(ابتسامة) من نوع آخر يرسلها نصر الله للعدو ليريه عاقبة أمره، وكيف أن حماقته أسقطت القناع وبان العور طيلة أربعة أسابيع ظهر خلالها جنود «الجيش الذي لا يقهر» خاشعة أبصارهم ترهقم ذلة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى