نصرالله: الاتصالات حول تبادل الأسرى بدأت منذ فترة وجيزة .. مبادرة حزب الله بدفع أكثر من 150 مليون دولار مساعدات فاجأت كل الأوساط

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
حسن نصرالله يتحدث أمس في مقابلة مع تلفزيون الجديد اللبناني
حسن نصرالله يتحدث أمس في مقابلة مع تلفزيون الجديد اللبناني
طمأن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الاحد في مقابلة تلفزيونية الى انه لن تكون هناك "مظاهر مسلحة" في جنوب لبنان مؤكدا ان لا مشكلة مع قوة الامم المتحدة المعززة طالما ان هدفها ليس نزع سلاحه وذلك عشية زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى لبنان.

من جهة اخرى اكد نصر الله ان الاتصالات بدأت للتفاوض حول عملية تبادل الاسرى بين لبنان واسرائيل وذلك عبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مشيرا الى انه لو علم حزب الله بان عملية اسر الجنديين الاسرائيليين ستقود الى الدمار الذي لحق بلبنان لما تم القيام بها "قطعا".

وقال نصرالله في مقابلة مع تلفزيون "الجديد" اللبناني (نيو تي في) هي الثانية التي يجريها منذ الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 14 اغسطس الجاري "بالتاكيد لن يكون هناك مظاهر مسلحة لحزب الله في الجنوب سواء بالاستنفار او تشييع الشهداء وهذه سياستنا باننا نتجنب المظاهر المسلحة".

وشدد على انه "اذا لاحظ الجيش اللبناني غدا اي مسلح فمن حقه الطبيعي ان يصادر له سلاحه".

واضاف نصرالله "سيلقى الجيش منا كل تسهيل وكل الدعم والمساندة واي شيء ممكن ان يحرج الجيش لن نفعله، المقاومة ستكون مؤازرة للجيش وداعمة له".

وينتشر تدريجيا نحو 15 الف جندي لبناني في جنوب لبنان بموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي وضع حدا في 14 اغسطس لنزاع دام نحو شهر بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله.

ويأتي كلام نصرالله عشية وصول الامين العام للامم المتحدة الى بيروت للبحث في انتشار تعزيزات قوة اليونيفيل في جنوب لبنان. وقال نصرالله ان "هناك بعض الاتصالات للتحضير للقاء" بينه وبين انان "لكن الاشكال الوحيد هو امني"، مشيرا الى ان "لا مشكلة لدي بلقائه".

الى ذلك قال نصر الله ان "لا مشكلة" مع قوة الامم المتحدة المعززة في لبنان (يونيفيل) "طالما ان مهمتها ليس نزع سلاح المقاومة".

وينص القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي على نشر 15 الف عنصر من اليونيفيل لدعم الجيش اللبناني الذي انتشر في الجنوب بعد اكثر من ثلاثة عقود من الغياب عن المنطقة.

اما في ما يتعلق بعملية تبادل الاسرى، فقال نصرالله ان "الاتصالات بدأت منذ فترة وجيزة للتفاوض، ويبدو ان ايطاليا تحاول الدخول في الموضوع والامم المتحدة مهتمة والتفاوض يتم عبر الرئيس بري".

من جهة ثانية، اعلن نصرالله انه لو علم حزب الله بان عملية اسر الجنديين الاسرائيليين كانت ستقود الى الدمار الذي لحق بلبنان، "لما قمنا بها قطعا".

وقال "ان قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحد بالمئة ان عملية الاسر ستؤدي بهذه السعة وبهذا الحجم لانه بتاريخ الحروب هذا لم يحصل"، و"لو علمت ان عملية الاسر كانت ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا".

واوضح ان حزب الله "فاجأ العدو الاسرائيلي بالتوقيت" وان اسرائيل "كانت ستعلن الحرب اواخر سبتمبر بداية اكتوبر".

وقال نصرالله "لسنا متوجهين الى جولة ثانية" من الحرب مع اسرائيل واضعا كلام المسؤولين الاسرائيليين حول هذا الموضوع في خانة "التهويل".

وقال "لو لدى العدو الاسرائيلي نية جديدة بجولة ثانية فعليه ان يعزز مواقعه وتواجده في النقاط المتواجد فيها حاليا لا ان يسحبها، ثم هناك عودة النازحين لديهم وقد بدأوا بإعادة اعمار الشمال، والذي يتعاطى بهذه الطريقة لا يبدو انه ذاهب الى حرب، لسنا متوجهين الى جولة ثانية".

مئذنة مسجد ببلدة بنت جبيل بجنوب لبنان ما زالت قائمة وسط الأنقاض أمس
مئذنة مسجد ببلدة بنت جبيل بجنوب لبنان ما زالت قائمة وسط الأنقاض أمس
وتابع "ان العدو الاسرائيلي كذاب من الدرجة الاولى فهم يقولون انهم لن يسمحوا لحزب الله بالعودة الى الجنوب ولكن هل نحن خرجنا من الجنوب كي يسمحوا لنا بالعودة؟".

واضاف نصرالله "طالما هناك احتلال فنحن لدينا الحق بالمقاومة واذا حتى الآن صبرنا فليس معناه اننا سنصبر على طول الخط ونحن نحتفظ بهذا الحق ويمكن ان نمارسه بأي وقت وبالتالي انا لا اعطي اي تطمينات لاي احد".

وشدد على انه "من الخطأ تقديم الضمانات للعدو الاسرائيلي بان المقاومة لن تقاومه".

وكان متحدث باسم الجيش اللبناني اعلن لوكالة فرانس برس ان الجيش الاسرائيلي لا يزال يحتل تسعة مواقع في جنوب لبنان بعد نحو اسبوعين على دخول الهدنة بين الدولة العبرية وحزب الله حيز التنفيذ.

من جهة اخرى، قال الامين العام لحزب الله ان "الحجم الحقيقي للصواريخ التي سقطت على اسرائيل اكثر من اربعة آلاف صاروخ وهذا اقل بكثير من خمسين بالمئة من قدرتنا العسكرية"، مشيرا الى انه "حتى الآن لم يتم احصاء لعدد الشهداء" لدى حزب الله الذين سقطوا في المعارك.

واوضح انه لن يشارك في الحوار الوطني على المدى المنظور "حفاظا على سلامة وارواح المتحاورين".

حزب الله يسجل تقدما على الدولة اللبنانية في اعادة البناء

بعد اسبوعين من وقف الاعمال الحربية في لبنان، سجل حزب الله الشيعي تقدما على الدولة في عملية اعادة البناء، وخصوصا في معقله ضاحية بيروت الجنوبية حيث يكاد ينهي احصاء الاضرار بحسب مسؤوليه.

ففرق جمعية جهاد البناء التابعة للحزب والمتخصصة في ورش مماثلة تمركزت في مجمع مدرسي قرب السفارة الكويتية، وهو احد المباني القليلة التي لم يطاولها القصف الاسرائيلي.

وتحول هذا المبنى خلية لا تهدأ تجمع نحو 300 متطوع، بينهم العديد من المهندسين الذين يعملون على رسوم مخططة بالاحمر والاخضر.

واوضح رئيس الفرق غانم سليم مشيرا الى احدى الخرائط "قسمنا الضاحية الجنوبية 86 منطقة، كل منها يتولاها فريق يضم مهندسا وثلاثة مساعدين ومهمته رصد الاضرار، الدوائر الحمراء تعني الاحياء المدمرة بالكامل وتلك الخضراء تعني المناطق الاقل تضررا".

واضاف ان "العمل انجز بنسبة تسعين في المئة، وضعنا حتى الآن جدولا ب182 مبنى مدمرة بالكامل و192 اخرى دمرت جزئيا".

ولفت الى ان اربعة آلاف شقة سكنية دمرت تماما في الضاحية الجنوبية.

وتابع سليم "سنباشر الاسبوع المقبل ترميم المساكن المتضررة، وسيتم ذلك استنادا الى لوائح بالتنسيق مع المالكين والسكان".

ومنذ وقف الاعمال الحربية في 14 اغسطس الجاري، باشر حزب الله توزيع مساعدة عاجلة قيمتها 12 الف دولار لكل عائلة دمر مسكنها بالكامل لتتمكن من ايجاد شقة بديلة والاقامة فيها طوال عام بعد تأثيثها.

وبعد عشرة ايام، دعا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اللبنانيين المتضررين الى تقديم ملفاتهم بهدف تعويضهم.

وفي موازاة ذلك، لا تزال ضاحية بيروت الجنوبية ورشة لا تهدأ، والاشراف طبعا لحزب الله بمساعدة البلديات التي يديرها مناصرون له.

وكانت قافلة من الشاحنات افرغت السبت في مكب قرب مطار بيروت آلاف الاطنان من الركام بحيث باتت كل الطرق الرئيسية في الضاحية الجنوبية سالكة.

ورأت مصادر قريبة من حزب الله ان تحركه السريع ومبادرته الى دفع اكثر من 150 مليون دولار فاجأت الاوساط اللبنانية والخارجية.

وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الجمعة المجتمع الدولي، وخصوصا دول الخليج، الى عدم ترك "القوى الاكثر تطرفا في لبنان تحتكر تقديم المساعدات الى السكان".

لكن مدير جمعية جهاد البناء قاسم علم الدين رفض هذه الاتهامات وقال لوكالة فرانس برس "اخذنا المبادرة لان الامر عاجل ولمنح الناس الامل، ونحن مستعدون للانسحاب اذا بدأت الدولة العمل".

منظر عام لبلدة بنت جبيل الجنوبية بعد أن دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية
منظر عام لبلدة بنت جبيل الجنوبية بعد أن دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية
وقدمت المملكة السعودية والكويت 800 مليون دولار لا تزال تنتظر استخدامها، علما ان مجلس الانماء والاعمار الذي تولى في بداية التسعينات اعادة بناء العديد من المرافق اللبنانية، قدر الاضرار المادية المباشرة ب4،3 مليارات دولار.

وقدرت آنذاك الاضرار المباشرة التي لحقت بالبنى التحتية (مياه وكهرباء وطرق ومدارس ومبان عامة) جراء 15 عاما من الحرب بنحو 12 مليار دولار.

ولاحظ المدير المساعد السابق لمجلس الانماء والاعمار بطرس لبكي ان اسرائيل كبدت لبنان في 33 يوما ربع هذه الخسائر.

مسئول: إسرائيل لا تزال تحتل تسعة مواقع في جنوب لبنان

أعلن مسئول عسكري لبناني أن إسرائيل تواصل احتلالها لتسعة مواقع في جنوب لبنان وذلك بعد أسبوعين من بدء سريان وقف إطلاق النار بينها وبين وحزب الله.

وقال المسئول الذي طلب عدم كشف هويته إن القوات الاسرائيلية تواصل القيام بتوغلات أثناء الليل في القرى الحدودية "مستغلة احترام الجانب اللبناني لوقف إطلاق النار".

ويتعين على القوات اللبنانية بموجب وقف إطلاق النار الذي توسطت الامم المتحدة في التوصل إليه ووضع نهاية للقتال في 14 أغسطس الحالي أن تسيطر على جميع حدودها مع إسرائيل إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة.

وطبقا للمصدر فإن الجيش اللبناني لم يتخذ مواقع على الحدود مع إسرائيل حتى الآن.وأوضح المسئول أن "أقرب المواقع توجد في شبعا وبوابة فاطمة لكن لا تزال هناك مواقع أخرى سيتولى الجيش السيطرة عليها".

وأضاف أن "قيادة الجيش لا تزال تنتظر وصول قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة إلى نقاط عديدة على طول الحدود المتنازع عليها".

ويتوقع أن يصل نحو 15 ألفا من القوات الاجنبية إلى جنوب لبنان في إطار مهمة حفظ سلام دولية موسعة. وتابع المسئول قائلا إن الانسحاب الاسرائيلي يمكن أن يكتمل خلال أسبوع في أعقاب نشر القوات الدولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى