رياح التغيير تهب في اليمن

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
حاولت المؤسسة الإعلامية (للسلطة الحاكمة) في فرعها الرئيسي (القناة الفضائية اليمنية) بالتعاون الوثيق مع اللجنة العليا للانتخابات، أن تسد جميع الأبواب والمنافذ أمام رياح التغيير الديمقراطية القوية التي هاجمت وتسربت إلى داخل أروقة استديو الأخبار للقناة دون أن تنجح في ذلك، فقد ألقت الرياح بورقة خطاب (بن شملان) مرشح اللقاء المشترك على طاولة المذيع في نشرة الأخبار الرئيسية على غير العادة.. وحينما (اضطر) المذيع (الميري بامتياز) أن يقرأ فقرات من خطاب المهندس بن شملان، اجتهد وتفنن في تسريع قراءته لعله يبهت بقراءته (الباهتة) بعض العبارات غير المألوفة على أذنيه وحتى على حركات شفتيه.. والمستغربة على عقليته المبرمجة كل يوم، على عبارات التبجيل والإطراء لكل ما هو حكومي.. ولكل ما هو رسمي.

قراءة الخطاب بذلك الأسلوب الباهت.. وتثبيت صورة المرشح على الشاشة، عوضاً عن النقل الحي للمهرجان، عكس (نفس) التحايل المبيت تجاه كل ما اتفق عليه مع الحزب الحاكم (الوكيل الشرعي) للسلطة الحاكمة، ودلل بشكل قاطع على أن اللجنة العليا للانتخابات لا تعتبر إلا بمثابة طرف منافس (لبن شملان) أكثر من كونها مؤسسة وطنية مهمتها الرئيسية التزام الحياد والمهنية في جميع أعمالها الكبيرة.. وهو ما دفع بالأخ رئيس الجمهورية إلى معاتبة اللجنة على هذا التصرف غير العادل وحثها على اتباع (الحياد) في بقية أعمالها!! الحياد الضرورة الذي يعتبر في واد و(جهابذة) اللجنة العليا في واد آخر.. وما اجتماعها الاستثنائي يوم الجمعة الماضي بفعل (زجر) الرئيس لهم، إلا دليل آخر على هذا (الحياد) غير المعلن.. ترى هل يعلم هؤلاء أن الوطن ومصلحة الوطن أكبر بكثير من حساباتهم الصغيرة المخزية؟!

شخصياً.. وعلى الرغم من جميع تحفظاتي المبررة على اتفاق المبادئ الذي تم ما بين المشترك والحزب الحاكم، وعلى الرغم من علمنا ويقيننا بأن مسألة التحايل عليه والالتفاف من حوله ومن فوقه هي مسألة محسومة مسبقاً، ومقدور عليها بفعل عبقرية جهابذة الخداع والتحايل على تشويه كل ما هو جميل ومفيد.. إلا أنه يمكن القول، ومن خلال الأيام الأولى للحملة الانتخابية لمرشح المشترك، أن هناك رياحاً ديمقراطية قوية قد أطلقتها الظروف والمتغيرات السياسية، على سائر محافظات الجمهورية، وأنها قد بدأت بالفعل تلامس وتدغدغ عواطف الناس وآمال فقراء اليمن في كل مكان، وتعدهم بغد أفضل بكثير من حاضرهم المر هذا، وذلك إذا ما أرادوا الحرية لأنفسهم وتاقوا إلى الانعتاق من العبودية بإرادتهم وعزيمتهم.

بفعل هذه الرياح.. ونسائم الحرية التي تنشرها في مختلف أرجاء الوطن، سيواجه المواطن اليمني، وللمرة الأولى (أجواء) جديدة.. جدية وتنافسية، سيتعرف من خلالها على معاني (الديمقراطية الحقيقية) وستتشنف أذناه بعبارات سيستمع لها لأول مرة عبر قناته المبجلة (الفضائية اليمنية) التي كان يعتقد - على خطأ - أنها جزء يسير من أملاك الحزب الحاكم وحده.. وبفعل هذه الرياح التي تهب على اليمن بشكل نوعي غير مسبوق على مستوى الوطن العربي ككل، سيجد المواطن نفسه أمام مهرجانات خطابية للمتنافسين، تكفل له (للمرة الأولى) أيضاً الخروج إلى الساحات العامة في تجمعات كبيرة (آمنة) من (قمع) و(تفريق) و(مهاجمة) رجال الأمن الأشاوس وتوجيهاتهم الفوقية.. وسيتمكن من رفع مختلف الشعارات التي يريدها، والتلويح بمختلف (الأعلام والرايات) التي يؤيد أصحابها، وسيجد المواطن نفسه في حل من ترديد الكثير من العبارات التقليدية (الممجوجة) التي ميزت شعوبنا العربية عن باقي شعوب الأرض الحرة.

إن رياح التغيير التي تهب حالياً على اليمن.. لن تتوقف، وسوف يستمر هبوبها وتحركها من الآن وصاعداً، حتى تسقط معها عبر الأيام جميع أركان ومراكز الفساد والإفساد وحتى تدخل بهوائها العليل، مختلف مؤسسات الدولة التي شل الفساد مختلف مفاصلها وأركانها.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى