في لندن.. أربطة العنق تتشبث بالحياة

> لندن «الأيام» ليزا ايسيكس :

> مع ارتفاع درجات الحرارة صيفا علت في كثير من الدول النداءات المطالبة بخلع أربطة العنق في العمل.. لكن ارتداء ملابس صيفية غير رسمية على مدار العام قد يحسب ضدك في مكان العمل او عند تقدمك لإجراء مقابلة للحصول على وظيفة.

وفي اليابان كان الهدف من حملة ارتداء الملابس غير الرسمية اثناء الصيف هو توفير الطاقة من خلال تشجيع الموظفين على التخلي عن أربطة العنق والسترات الرسمية وعدم تشغيل أجهزة تكييف الهواء.

اما في بريطانيا فقد نصحت النقابات المهنية اصحاب العمل بالسماح للموظفين بارتداء "ملابس غير رسمية" بما في ذلك الصدريات والسراويل القصيرة (الشورت),ربما يبدو هذا منطقيا لكنه لم يحدث بسهولة.

وبالرغم من ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قياسية حول ناطحات السحاب المصنوعة من الزجاج والصلب في منطقة كناري وارف المالية بلندن فإن مجرد إلقاء نظرة على الحانات والمقاهي والمطاعم يكشف أن كثيرا من الرجال حذرون بشأن التخلي عن مظهرهم الرسمي.

يقول جون ميلن من رابطة صناع أربطة العنق في بريطانيا إن هذه ليست مفاجأة وإن ظاهرة التخفف من القيود على ارتداء الملابس في العمل والتي نبعت من سياسة السماح بارتداء ملابس أقل رسمية ايام الجمعة تمادت اكثر مما ينبغي.

ومضى يقول "معظم الرجال البريطانيين لا يعرفون كيف يرتدون ملابس أنيقة,إنهم ليسوا مثل الايطاليين والألمان."

وأضاف أن رجالا كثيرين يكونون أسعد حين يعلمون ما الذي يرتدونه تحديدا وليس هناك أسهل من ارتداء سترة ورابطة عنق ملائمة لها,لكن آخرين انتقدوا أربطة العنق واعتبروها عديمة الفائدة بل وخطيرة.

وكانت الجمعية الطبية البريطانية قد نصحت الأطباء في وقت سابق هذا العام بالكف عن ارتداء أربطة العنق "عديمة الفائدة" والسترات البيضاء لأنها قد تنشر أوبئة مهلكة من المستشفيات.

وقالت الجمعية في بيان "نادرا ما تنظف أربطة العنق وهي تستخدم عادة يوميا."

غير أن شركات كثيرة في بريطانيا تؤمن فيما يبدو بأن لأربطة العنق فائدة حيث ظلت مبيعاتها على نفس معدلها البالغ نحو 20 مليون رابطة سنويا في الأعوام القليلة الماضية.

وقالت وكالة (مانباور) وهي وكالة للتوظيف مقرها بريطانيا تفحص اكثر من 1.2 مليون مرشح لوظائف سنويا إنها ما زالت تنصح الرجال بارتداء أربطة العنق في مقابلات التقييم للحصول على فرصة عمل.

وقالت جولي بادون مديرة أعمال فرع وكالة (مانباور) في هولبورن والذي يوفر موظفين لمدينة لندن "اذا ارتديت ملابس أنيقة يكون تخفيف هذه الصورة أسهل من محاولة إحداث الانطباع الأول من جديد."

ومضت تقول "اذا كنت تريد أن تعمل موظفا في بنك فعليك أن ترتدي ملابس موظف في بنك."

وتعود جذور فكرة أن رابطة العنق تحدد شخصية الانسان الى نشوء أربطة العنق نفسها وهي التي تقف وراء ظاهرة أربطة العنق المدرسية او ارتدائها لإخضاع مجموعة من الأشخاص لنسق موحد خاصة في بريطانيا التي تحتل فيها الفروق بين الطبقات الاجتماعية أهمية كبرى.

ويعتقد أن رابطة العنق بشكلها الحديث جاءت من (الكرافات) وهي قطعة قماش عريضة كان الجنود الكروات يرتدونها في فرنسا في القرن السابع عشر للتعرف على بعضهم بعضا.

وقالت لورا فيرجاني مديرة العلاقات العامة ببنك باركليز إن حرارة الطقس لم تدفع البنك الى التخفيف من القواعد التي يفرضها فيما يتعلق بارتداء الملابس,وأضافت "ينتظر من موظفي باركليز ارتداء ملابس رسمية احتراما للزوار."

غير أنه لا شك أن المواقف التي تستدعي ارتداء أربطة العنق لم تعد بالصرامة التي كانت عليها.

وفي بريطانيا كرمت الملكة اليزابيث الثانية الطباخ الشهير جيمي اوليفر عام 2003 وقد اختار اوليفر أن يتسلم وسام الامبراطورية البريطانية مرتديا سترة بلا ربطة عنق,وقد أثار هذا ضجة في الصحف لكن هذا لم يزعج قصر بكنجهام فيما يبدو.

وقالت متحدثة باسم القصر "معظم الناس يرتدون ملابس أنيقة مثل البدلة ورابطة العنق بالنسبة للرجال او المعطف الصباحي. وتميل النساء الى ارتداء الثوب او البدلة وعادة ما يرتدين قبعات.

"لكننا لا نملي على الناس ما يرتدونه... البعض يسألوننا النصح ونميل الى قول (ربما يرغب السادة في ارتداء بدلة) لكنها مجرد نصيحة."

لكن بعض الأماكن ما زالت محتفظة بالقيود التي تفرضها على ارتداء الملابس,فاذا كنت ترغب في احتساء الشاي عصرا في فندق ريتز بلندن وهي تجربة انجليزية محضة.. فحري بك أن ترتدي رابطة عنق,لكن لا تقلق اذا نسيت فالفندق سيقرضك ما تحتاجه. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى