في استقراء لآراء عدد من الصحفيين الإعلاميين حول الخطاب الانتخابي لمرشحي الرئاسة:خطابات عامة تصارع بعضها ولا تتجه لمشكلة معينة وفيها بعض التجاوزات

> المكلا «ألأيام» عبدالفتاح حيدرة:

> إلى اي مدى وصل الخطاب الانتخابي لمرشحي الرئاسة؟ وما هو تأثيره على جماهير الناخبين؟ وكيف ينظرون الى الخطابات الرئاسية؟ وهل هناك موعد آخر لخطاب انتخابي متكامل وواضح؟ وهل الانتخابات الرئاسية غيبت الانتخابات المحلية التي هي المفتاح الحقيقي للعمل الديمقراطي؟ وهل السباق على المناصب اهم من الأساس؟.. هذه الاسئلة وضعناها أمام نخبة من الصحفيين والمحللين للواقع الانتخابي وللخطابات الانتخابية لمرشحي الرئاسة اليمنية 2006 فإلى ردودهم:

< صادق هزبر، صحفي «الثورة» قال: «أولاً القول ان هناك مقارنة للخطابات الانتخابية لا أساس له ولا مقارنة اصلا فهناك من يتحدث بواقعية وبإنجازات وبرامج ملموسة على صعيد الواقع العملي وهناك من يتحدث عن برامج لا تزال مكتوبة ولا تزال في الادراج وفي العقول، وهذا ينطبق على مرشح المؤتمر الشعبي العام ومرشح أحزاب اللقاء المشترك، وهناك سؤال يطرح نفسه: هؤلاء المتحدثون عن الفساد مثلا أين كانوا في السابق وأين كان دورهم في بناء الوطن؟.. وفي كل الاحوال هنا يوجد مناخ ديمقراطي جيد يخدم المصلحة العامة ويخدم البلاد، وهذا يحتسب بالمقابل لفخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

< عرفات مدابش رئيس تحرير (التغييرنت) قال: «في كل الاحوال نحن في مرحلة دعاية انتخابية واعتقد أن كل طرف يسعى الى كسب الجمهور وأعتقد أن عليه أن يستخدم كافة الطرق المشروعة في خطابه السياسي من أجل الوصول الى هدفه ولكن أعتقد أن ما يجب الانتباه له هو أن لا تخرج هذه الخطابات عن اطار القانون وتتجاوزه بحيث يصبح هناك تحريض وتحريض مضاد يؤدي الى الاحتقان، والعواقب ستكون وخيمة ليس فقط على طرف سياسي معين.. والوطن اليمني بطبيعته عاطفي يمكنه الاستماع الى خطاب مرشح المؤتمر رئيس الجمهورية ويتفاعل، ويمكنه الاستماع الى خطاب مرشح المعارضة ويتفاعل، ولكن في نهاية المطاف هذه الخطابات ستشكل رؤية بعد صندوق الاقتراع لدى الناخب اليمني، ونجد أيضا ًأن رونق الانتخابات الرئاسية يطغى على الانتخابات المحلية وبالتالي المواطن اليمني الآن يشعر أن هناك حراكا سياسي لأول مرة .. وأتمنى أنا شخصياً أن يستمر هذا الزخم الجيد ومن قبل كل الاطراف».

< عبدالله الوزير، رئيس تحرير صحيفة «البلاغ»: «من وجهة نظري ومن متابعتي للانتخابات وخطاباتها أجد أن كثيراً منها لا يخلو من بعض التجاوزات ولو قلنا ان 60% منها خطابات واقعية سواء فيما يتعلق بالتحليل للوضع اليمني الراهن أو بالمستقبل، لكن في ظل التنافس الانتخابي والحمى الانتخابية نقول إن هذه التجاوزات قد تكون مقبولة وإن كانت حادة بعض الشيء في بعض الخطابات سواء خطابات اللقاء المشترك وردود الفعل التي قابلتها من الآخر، ولكنني استطيع القول إن ما صرح به الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر لموقع (سبتمبر نت) أتى ليضع حداً للمخاوف التي كان البعض ينظر اليها في التنافس بين الطرفين، ليؤكد أن ما يقوم به اللقاء المشترك أو بالأصح ليوضح أن فيصل بن شملان وقع في فخ كان يحذر منه البعض بأن اختيار أحزاب اللقاء المشترك لمرشح من خارجها عبارة عن شخصية ستكون كبش فداء أو إحراقا لشخص ما وتصريح الشيخ عبدالله بن حسين أحرق التنافس الانتخابي تماماً».

< نبيل الصوفي رئيس تحرير (نيوزيمن): «أعتقد أننا إذا عملنا تفكيكا للخطابات الرئاسية سأقتصر الحديث على ثلاثة مرشحين وهم علي عبدالله صالح وفيصل بن شملان وفتحي العزب، وإذا وضعنا مقارنة للثلاثة في خطاباتهم سنجد مستويين، فهناك مستوى مفصول لوحده وهو فتحي العزب يتحدث عن تفاصيل دقيقة وقضايا صغيرة ولكن في خطاب مغلق في مؤسسة مغلقة، وهو تعبير عن مؤسسة للحزبية التقليدية، أما خطاب فيصل بن شملان فهو خطاب سياسي فيه الكثير من التفاصيل والجزئيات ولكن لا تستطيع أن تقول إن هناك سمة محددة باستثناء الحديث الذي يستهدف التخفيف من سلطة وصلاحيات رئيس الجمهورية، في منصب رئيس الجمهورية وليس في شخص رئيس الجمهورية، أما الرئيس علي عبدالله صالح فبدأ خطابه باتجاه قضايا محددة مثل صعدة الذي كان واضحا في خطابه تجاه قضايا صعدة وحل مشكلاتها وربما قليلاً اتجه في مارب والجوف الى التطرق لقضايا الثأر والباقي نجد أنه خطاب عام.

وملخص القول إن الخطابات للانتخابات الرئاسية وبالذات الخطابين الرئيسين للمؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك هي خطابات عامة تصارع بعضها بعضاً ولا تتجه نحو مشكلة معينة، وهذا يؤكد أن اليمن حقيقة ليس فقط غير جاهزة للتداول السلمي للسلطة لكن حتى أن مراكز قواها لا تفكر باعتماد التواصل السلمي للسلطة بالديمقراطية، وكان لا بد ان يكون هناك إدارة للخطاب السياسي فليس هناك إدارة للخطابات السياسية فعلي عبدالله صالح ليس لديه إدارة للخطاب السياسي وليس لديه فريق وأنا شخصياً لا ألمس هذا ربما يكون لديه سكرتارية أو فريق ولكنني لا ألمس ذلك، ونلاحظ أنه يأتي بخطاب مكتوب ولكنه لا يقرؤه ويتحدث خارج ما أُعد له، وفيصل بن شملان ايضاً لم نلمس لديه إدارة لخطابه السياسي تحدد هدفاً معيناًويكفي بهذا أن نقول إن اليمن ستخرج من هذا التنافس الانتخابي كما دخلته تماماً، فلم يحدث تغيير على مستوى الخطاب السياسي، والتفكير العملي لم يحضر، والعمل الاداري لم يحضر ولم يستغل كل هذا في خدمة القضايا التي نشكو منها».

وأضاف: «الانتخابات المحلية الناس لا يعولون عليها كثيراً إلا في بعض المدن كحضرموت وعدن وصنعاء، لكن في الريف اليمني الذي يشكل 73% من الكتل البشرية لا يعولون كثيرا على الانتخابات المحلية إلا ان فاز فيها شيخ، وهذا العامل سببه الانشغال بالانتخابات الرئاسية والأهم أن التفكير بإدارة الدولة اليمنية غائب لدى المتصارعين وهنا نجد أنهم لا يعيشون تفاصيل بناء الإدارة ومازالوا يسخنون للانفصال عن بعض في الخطاب السياسي وللأسف فإن الانتخابات المحلية الآن تدفع الثمن ولم يفكر أحد ببنائها، وستنتهي الانتخابات ويعودون للنوم مرة أخرى حتى عام 2009م ونعود للنقطة الأولى من جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى