رئيس وزراء ماليزيا السابق يكتشف الحقيقة المهينة

> كوبانج باسو «الأيام» جليل حميد:

> اكتشف رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد الذي قاد الامة لمدة عقدين حقيقة مهينة كان خصومه قد عرفوها منذ وقت طويل,ففي ماليزيا حيث الهيمنة لسياسة الوصاية فإن السلطة دائما تكون اكثر اهمية من الشهرة.

وقد كشفت تلك الحقيقة عن نفسها لمهاتير (81 عاما) أمس الأول السبت اثناء جلوسه في قاعة عامة ارضيتها من الرخام كانت قد بنيت تحت كفالته في كوبانج باسو وهي بلدة صغيرة تقع في الشمال الغربي الريفي من البلاد.

فخلال اجتماع للقطاع الذي يتزعمه من الحزب الحاكم كان مهاتير يحتاج الى نحو 240 صوتا لانتخابه ممثلا للاجتماع السنوي القادم للحزب حيث كان يعتزم توجيه انتقادات للحكومة.

لكن مهاتير اكثر رئيس وزراء بقاء في السلطة بماليزيا لم يحصل الا على 227 صوتا.

وقبل الاعلان عن نتيجة التصويت كان قد غادر بالفعل القاعة المزدحمة بمفرده لا تلاحقه سوى بعض الهتافات التي رددت "يحيا مهاتير". وقال عضو سابق بالبرلمان من كيدا مسقط رأس مهاتير "هذا حدث لزعماء ماليزيين آخرين. بمجرد ابتعادك عن السلطة لا يعبأ بك احد." ورفض العضو السابق الافصاح عن اسمه.

وتدين بلدة كوبانج باسو الواقعة وسط زراعات المطاط وحقول الارز بالكثير لسنوات حكم مهاتير التي بلغت 22 عاما.

وبالقرب من مسقط رأسه في ولاية كيدا بالشمال الغربي الريفي تتفاخر كوبانج باسو بوجود جامعة وطريق سريع من اربع ممرات بالاضافة الى قاعة ضخمة للاجتماعات.

ولكن منذ تقاعد مهاتير في اواخر عام 2003 وتنحيه عن رئاسة الوزراء ورئاسة الحزب اصبح لكابونج باسو وصي جديد هو عبد الله احمد بدوي الذي اختاره مهاتير بنفسه لخلافته.

وكانت صور عبد الله تغطي الجدران داخل القاعة.

واصبح عبد الله بمقتضى العرف رئيسا للوزراء ورئيسا للمنظمة الوطنية المتحدة للملايو وهي القوة التي لها الهيمنة على الشؤون السياسية بماليزيا منذ الاستقلال عام 1957 . وتعمل المنظمة بموجب نظام الوصاية وهو اسلوب قديم في ثقافة الملايو المهيمنة والذي اصبح عرفا.

وقال احد اعضاء المنظمة الذي رفض ايضا الكشف عن هويته "هذا هو تفكير وسياسة الملايو.

اذا لم تكن في السلطة فإنك لا تساوي شيئا." واضاف "مهاتير يتجه الى المجهول."

وتمثل المنظمة الوطنية المتحدة للملايو غالبية الملايو الذين يشكلون ما يزيد عن نصف سكان البلاد البالغ عددهم 25 مليون نسمة.

والملايو هم القوة المهيمنة سياسيا رغم انهم يتراجعون بشكل كبير امام الاقلية ذات الاصول الصينية فيما يتعلق بمعدل الدخل للفرد الواحد.

ومنذ اندلاع اعمال الشغب العرقية الدموية بين الملايو والصينيين في عام 1969 انتهجت ماليزيا نهجا بموجب سياسة اقتصادية جديدة تعطي الافضلية للملايو وتـساعد في سد الفجوة فيما يتعلق بالثروة.

وتخصص الحكومة التي تقودها المنظمة الوطنية المتحدة للملايو عقودا ووظائف وامتيازات اخرى للملايو وتستخدم بشكل فعال المنظمة نفسها كأداة لتوزيع هذه المزايا على طائفة الملايو.

وغالبا ما يتم اشراك قادة افرع المنظمة في شركات تحصل على عقود حكومية بموجب تلك السياسة وهم كما هو المتوقع يقتسمون بدورهم المكاسب مع انصارهم والا لن يظلوا طويلا في مناصبهم.

وبالنسبة للمنظمة الوطنية المتحدة للملايو فإنه لا يمكن الفصل بين السلطة والمال.

ومادام زعماء الحزب يستطيعون الحفاظ على تدفق العقود فإن بإمكانهم البقاء في السلطة.

ولم يعد مهاتير يمنح العقود.

وقال زينون احمد المحرر السياسي لصحيفة الصن المحلية "الامر يعود الى سياسة (الوصاية).

انه ضحية للنظام الذي أقامه.

" واتهم مهاتير عبد الله الذي اختاره بنفسه لخلافته بخيانة سياسات الادارة السابقة واراد ان يفسر انتقاداته في اجتماع الحزب في نوفمبر.

وتعهد مهاتير ايضا بمواصلة هجومه على سياسة الحكومة لكن محللين سياسيين يرون بشكل متزايد انه وصل الآن الى نهاية الطريق.

ويقولون انه راهن على سمعته وخسر.

لكن المصير الذي آل اليه مهاتير لا يقدم سوى عزاء عقيم لعبد الله الذي لا يحظى بالشعبية بين اقسام المنظمة الوطنية المتحدة للملايو لانتهاجه استراتيجية مالية اكثر تحفظا والتي كانت تعني في اول عام له في السلطة تعليق بعض المشاريع الحكومية الكبيرة التي رسمها مهاتير.

واصاب الكساد صناعة التعمير وهو ما اضر بأعداد كبيرة من اعضاء المنظمة الذين يعتمدون على المشروعات الحكومية.

ويقول محللون سياسيون ان عبد الله يجب ان يزيد من انفاق الحكومة لاسترضاء انصار المنظمة وهناك دلائل على انه يفعل ذلك.

ففي الاشهر الستة الماضية كشف النقاب عن خطة تنمية مدتها خمس سنوات بتكلفة 54 مليار دولار وعجز اعلى في الميزانية.

وقال عضو مخضرم بالمنظمة "المنظمة الوطنية المتحدة للملايو ليست حزبا ايديولجيا لكنها مؤسسة شخصية.

" واضاف "الامر يتعلق الان بصفة اساسية بالاموال." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى