ضحايا المتمردين في أوغندا يبادلون العدالة بالسلام

> أوغندا «الأيام» تيم كوكس :

>
أوغندا
أوغندا
لدى هيلين نيكوراك أمنية واحدة فقط بالنسبة للمتمردين الأوغنديين الذين أخرجوا زوجها عنوة من منزلهما وأطلقوا عليه الرصاص في حقل مجاور,وقالت "أريد أن يصدر العفو عنهم" وانحنت لتلتقط كومة من الأطباق خارج كوخها في أحد مخيمات اللاجئين المتداعية بشمال أوغندا الذي مزقته الحرب.

وفي الشهر الماضي وقعت الحكومة الأوغندية على هدنة طال انتظارها مع جيش الرب للمقاومة وهو من أعنف حركات التمرد في افريقيا على أمل إنهاء 20 عاما من التمرد الذي أسفر عن مقتل الآلاف ونزوح نحو مليوني شخص.

وتتطلب الهدنة من جيش الرب للمقاومة التي اشتهرت بوحشيتها وخطف آلاف الأطفال للعمل كمقاتلين أو في الدعارة أن يتجمع أفرادها في مكانين في الوقت الذي تستمر فيه محادثات السلام في جوبا عاصمة جنوب السودان.

ومطلوب القبض على كبار قادة جيش الرب للمقاومة لارتكاب جرائم حرب لمثولهم أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وقالت نيكوراك إنها تريد التخلي عن تحقيق العدالة مع هؤلاء المتمردين الذين جعلوها أرملة ترعى أطفالها السبعة من أجل إنهاء الحرب.

وقالت "معاقبة المتمردين لن تعيد إلي زوجي.. فما العمل إذن..أنا أسامحهم إذا كان من الممكن تحقيق السلام."

وينظر لأول اتهامات توجهها المحكمة الجنائية الدولية والتي وجهت لخمسة من زعماء جيش الرب للمقاومة في أكتوبر تشرين الأول على أنها أحدث اختبار لهذه المحكمة حديثة العهد. ولكن الكثير من الأوغنديين الذين تحملوا أغلب العبء في أطول حركات التمرد في افريقيا يعتبرون هذه المحاكمات عائقا.

وقال فالنتينو أوبوكا المسؤول الطبي في أميدا وهو مخيم مترب في كيتجوم أكثر المناطق تدميرا في الشمال "المحكمة الجنائية الدولية لا فائدة لها... هذا هو السبب الذي يجعل جيش الرب للمقاومة خائفا من الخروج."

وتساءل قائلا وهو يحيط به مجموعة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ويرتدون ملابس بالية ."لماذا يعدون هذه التهم في الوقت الذي نقترب فيه للغاية من إنهاء هذه الحرب البشعة."

وقال سكان إن مجموعة من المتمردين مرت بالمخيم يوم الجمعة الماضية وهم في طريقهم إلى نقاط للاجتماع تم الموافقة عليها في الهدنة,ولقد جاءوا ولو لمرة واحدة دون أي حروب تذكر.

وقال جورج أوتشيرا وهو صاحب متجر "نحن سعداء للغاية أنهم مروا لشراء البسكويت والصودا وتحدثوا مع الناس بدلا من مهاجمتنا."

ولكن فينسنت أوتي نائب قائد جيش الرب للمقاومة وهو بين من وجهت إليهم اتهامات قال في الأسبوع الماضي إن مقاتليه لن يخرجوا من مخابئهم ما لم يجري إلغاء الاتهامات التي توجهها المحكمة الجنائية الدولية.

ويقول الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني إنه لن يسلم المتهمين إذا ما أسفرت المحادثات عن معاهدة سلام دائمة مما يجعل كمبالا على خلاف مباشر مع الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى