المدير التنفيذي لمؤسسة الأثاث والتجهيزات المدرسية لـ«الأيام»:نعمل كقطاع خاص 100% ومازال شبح الخصخصة يطاردنا

> «الأيام» خديجة بن بريك

>
العمال منهمكون في عملهم
العمال منهمكون في عملهم
بلغ «الأيام» أن المؤسسة العامة للاثاث والتجهيزات المدرسية تشكو من مديونية لدى وزارة التربية والتعليم تقدر بأكثر من مليار ريال وعدم تسديد هذه المديونية يهدد المؤسسة بالشلل.. والمؤسسة تكاد تكون الوحيدة من مؤسسات القطاع العام التي تضطلع بأعمال جبارة في توفير الأثاث والتجهيزات المدرسية في عموم الوطن وحظيت باحترام وتقدير حكومة الولايات المتحدة الامريكية ممثلة بسفيرها في اليمن الذي ثمن ثمينا عاليا الأعمال والجهودالتي تضطلع بها المؤسسة وذلك أثناء زيارة قام بها في فترة سابقة وعلى اثرها قدمت الحكومة الامريكية دعما للمؤسسة.

«الأيام» زارت المؤسسة في إطار التحقيقات التي تجريها في المرافق الناجحة وطرقت موضوع المديونية.. إلا أن مسئوليها رفضوا الخوض في هذا الموضوع ومع ذلك أجرينا الحوار الآتي مع الأخ فضل الهلالي المدير التنفيذي للمؤسسة.

< تعرضت المؤسسة لأزمة شديدة في عامي 1997 و1998 ما هي أسباب تلك الأزمة؟

- مؤسسة الأثاث المدرسي تعرضت لأزمة شديدة في عامي 1997 و1998م وعلى أثرها أغلقت لمدة سبعة أشهر وتوقف نشاطها الإنتاجي، كما كانت معداتها وآلاتها خارج الجاهزية كون بعض الآلات قد مر عليها ما بين 40 إلى 50 عاما وقد عُرضت للبيع بمبلغ 5 ملايين وكان الهدف في تلك الفترة الحصول على خمسة ملايين لدفع مرتبات العاملين حيث كان هناك 160 عاملا وعاملة ومكثوا سبعة أشهر دون راتب.

عملية البيع فشلت فيما يتعلق بالآلات والمعدات وفي تلك الفترة حدث إضراب وقد استدعينا من قبل فرع وزارة الصناعة وذلك على أساس تهدئة الموقف وقد حررت مذكرة لوزير الصناعة لخصخصة المؤسسة وبالتالي البحث من خلال وزارة الصناعة عبر مجلس الوزراء لدفع مرتبات العمال الأساسية إلا أنه تصاعدت الأمور إلى مرحلة الإضراب وظل العمال مضربين حوالي شهر وبعدها تدخلت أكثر من جهة وبعد ذلك تم اختياري لتولي قيادة المؤسسة وكان شرطي أنني لا أستطيع العمل بطريقة القطاع العام وذلك كون قوانينه معقدة واشترطت أن أديرها بطريقة القطاع الخاص.

وفي عام 1998م كان أول منشور أضعه هو أي عامل يحضر اتفاقية له 5% واستمرينا لمدة 15 يوما دفعنا مرتبات العاملين وكانت معارضنا مغلقة وخالية والآلات خارج الجاهزية.

ومن بعدها قمنا بتغيير أساليب الإنتاج والموديلات وتم خلق علاقة مع بعض التجار في القطاع الخاص لتمويلنا ببعض المواد وقمنا بإعادة الكهرباء والمياه والتلفون وبدأنا نعمل وأخذنا اتفاقيات وكانت المرة الأولى التي نقوم بها بأخذ اتفاقية صناعة الكرسي المدرسي في عام 1998 و1999م وقد عملنا لجامعة عدن ما يقارب 11 مليون كرسي وذلك في عام 1999م كما عملنا لمصافي عدن وقد تبرع بـ 5000 كرسي ومن هنا بدأت المؤسسة تمارس عملها ولكن بالاعتماد على التجار.

< هل كان هناك دعم من قبل الدولة؟

-لا لم يكن لدينا أي دعم من قبل الدولة، في تلك الأيام صيغت رسالة بأن تخصخص المؤسسة وأن يبقى العمال في منازلهم مع الحصول على المرتب الأساسي لكن العمال رفضوا ذلك وخاصة أنهم يعلمون أن مرتباتهم ضيئلة وكان العمال هم خير سند بالنهوض بالمؤسسة.

< كيف تجاوزتم تلك المرحلة؟

- من خلال إدخال عقلية السوق وتغيير الموديلات ونوعيتها وبدأنا العمل بنظام الأجر بالقطعة وأدخلنا الحوافز الانتاجية وكل هذه الأمور خدمت المؤسسة واستعنا ببعض الفنيين في المحافظات الشمالية ومن عاد من الخارج بعد عام 1990 كما استعنا ببعض الفنيين الهنود في تدريب العمالة المحلية في مجال التصميم والدهان.

< متى بدأتم تدخلون في صناعة الأثاث المدرسي؟

-في عام 1999 بدأنا التواصل مع وزير الصناعة في وقتها ووضعنا فكرة أن هذه المؤسسة بإمكانها أن تخدم التربية والتعليم وذلك في إعطائنا الاتفاقيات ونعطيهم سعرا تشيجعيا وقد انتعشت المؤسسة في هذا المجال.

العمال في احدى الورش
العمال في احدى الورش
ولكن اصطدمنا بالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لأنهم بدأوا يستخدمون وسيلة للخصخصة وبدأوا يقيدون المؤسسة بالصرفيات بعدم دفع العمولات وغيره .

لم نتحصل أي دعم من الدولة، فنحن ندفع مرتبات العمال بأنفسنا ونشتري الآلات والمعدات واشترينا الارض وهي من أكثر من جهة محيطة بنا حوالي أكثر من 10 الف متر مربع والدولة لها حوالي 7 ألف متر وقمنا ببناء الهناجر والمؤسسة بنت نفسها بنفسها. نحن نعمل كقطاع خاص 100% وبالنسبة لأرضية المؤسسة كانت عبارة عن صحراء قمنا بصبها والعمالة وصلت إلى 720 ورواتبهم تصل إلى 21 مليونا فالمؤسسة تمتص البطاله في المحافظة.

< ما هي الإجراءات التي قمتم بها للنهوض بالمؤسسة؟

-أولاً أنشأنا ورشة كبيرة جداً لصناعة الأثاث الحديدي ووفرنا آلات الخط الحديدي والدهان بالبودرة وهي الأولى من نوعها في اليمن ولكن الغريب كل ما نعمله والبعض يضايقنا بحجة القطاع العام أين هو القطاع العام فالدولة لم تستثمر ريالا في هذه المؤسسة وكل ما لديها هو 7 ألف متر من أرضية المؤسسة.

وكانت المؤسسة من ضمن كشوف الخصخصة ولولا فخامة الرئيس الذي زارها مرتين وشرحنا له أن الدولة تستفيد منا ونحن لم نستفد منها وأن المؤسسة تعتمد على نفسها لذلك أبعد عنا شبح الخصخة إلا أن الشبح مازال يطاردنا.

وأنا أقول إذا كانوا يشعرون أن هذا عار عليهم فليس لدينا مانع في توزيعها كأسهم للعاملين.

نشكر الرئيس الذي دائما ما يطالب بامتصاص البطالة إلا أننا نلاحظ بالجانب الآخر من يعرقل ويسعى لبيع المؤسسة ويعرقل مستحقات المؤسسة حتى يتوقف التجار عن دعمنا في اعطائنا المواد الخام الأمر الذي فرض علينا ضرائب تتجاوز 200 مليون.

< وفي الجولة توجهنا إلى عيادة ومختبر المؤسسة وما لفت انتباهي من الوهلة الأولى هي نظافة العيادة والمختبر والتقينا بالدكتورة سلوى عبدالرحمن التي قالت لنا:«تأتينا إصابات العمل منها الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وأمراض القلب والكلى والمسالك البولية فنحن نستقبل كل الحالات وبعض الحالات المستعصية نقوم بتحويلها إلى المستشفيات الخاصة وبالنسبة للأدوية فجميعها متوفرة ومن ضمنها دريبات التسمم الغذائي، وبعض الحالات تحتاج للسفر إلى الخارج وتم تسفيرها إلى الخارج لتلقي العلاج».

< وبعدها توجهنا إلى عدد من الورش حيث وجدت شباناً يعملون بجد كل منهمك في عمله وسط أصوات قوية صادرة من الآلات، منهم من يضع الخشب تحت المنشار الكهربائي ومنهم من يحمل الخشب ومنهم من يقوم بدهنها، وسط الضجيج التقينا الأخ علي محسن مشرف الانتاج في دائرة الانتاج الذي بادر بالقول:«في هذه الورشة نقوم بعمل الكرسي المدرسي، حيت لكل آلة مهمة خاصة ومنها القص وهناك من يقوم بتجميعها ودهنها في أقسام مختلفة».

< وأثناء جولتي لفت انتباهي اسطوانتان كبيرتان في أعلى مبنى المؤسسة وتوجت بالسؤال لمدير المؤسسة عنهما فقال: «هي وسائل الاطفاء في الأمن الصناعي فقد عملنا شبكة متكاملة أرضية فيما يتعلق بجانب المياه كما عملنا اسطوانات وقمنا بإحضار مادة لكل قسم حسب نوعية العمل ونوعية المواد.

< هل تقومون بتصدير منتجاتكم إلى الخارج؟

- نعم وخلال الاسابيع القادمة سنقوم بشحن أربع قاطرات تتجه إلى المملكة العربية السعودية وهذه أول بادرة لنا بحيث يكون لدينا وكيل هناك ولدينا القدرة على العمل والتصدير للدول المجاورة.

< توجهت إلى ورشة بها آلة ضخمة وعلمت أنها تعمل من خلال مراقبة بالكمبيوتر. وهذه أول آلة من نوعها في اليمن تسمى الدهان بالبودرة، والهدف الرئيسي من ادخال هذه الآلة هو التطوير وكذا لامتصاص البطالة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى