الونسو:الفيا يحاول مساعدة شوماخر للفوز بلقبه الثامن

> مونزا «الأيام الرياضي» وكالات:

>
فريق فيراري سعيد بإنجازات بطلها العملاق (شوماخر)
فريق فيراري سعيد بإنجازات بطلها العملاق (شوماخر)
اعتبر سائق رينو الاسباني فرناندو الونسو بطل العالم ان الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" يحاول مساعدة سائق فيراري الالماني ميكايل شوماخر للفوز بلقبه الثامن قبل ان يعتزل.

وجاء تصريح الونسو اثر فوز شوماخر بجائزة ايطاليا الكبرى، المرحلة الخامسة عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، بحيث قلص الالماني الفارق الى نقطتين مع الونسو قبل 3 مراحل على انتهاء البطولة، وذلك بعد انسحاب الاسباني قبل 10 لفات على انتهاء السباق عندما كان في المركز الثالث بسبب انفجار محركه.

وكان الونسو انطلق من المركز العاشر عوضا عن الخامس بعد ان تقدم البرازيلي فيليبي ماسا، السائق الثاني في فيراري، بشكوى قال فيها انه تعرض للمضايقة من قبل الاسباني خلال التجارب الرسمية.

واكد الونسو ان هذه العقوبة لم تكن عادلة، ما دفع الجميع الى مساندته لكي يتغلب أمس على شوماخر وفيراري، وتمثل هذا الدعم برأيه بالدعم الذي تلقاه من مراقبي السباق على جانب حلبة مونزا.

واعتبر الونسو ان فورمولا واحد لم تعد رياضة، مضيفا "اشعر ان الاتحاد الدولي للسيارات كان يحاول مساعدة شوماخر للفوز بلقبه الثامن. وهذا الاحساس لا ينحصر بي فقط".

ورأى الونسو ان الجميع يشعر بما يحصل، مرتكزا على السؤال الذي وجه اليه من قبل التلفزيون الاسباني حول موضوع امكانية تدخل "الفيا" لمساعدة شوماخر، مردفا "الجميع هنا يفكر بنفس الطريقة (كما هو يفكر)، لكن الشيء الوحيد الذي يشجعني هو الدعم الذي احصل عليه من الجميع. فرؤية مراقبي السباق يحيوني ويشجعوني ويقولون لي اهزم فيراري والصحافة الايطالية تتحدث عما حصل كـ(سرقة) يحفزني لكن لا يواسيني".

وتابع الونسو "اشعر بالعار، انا خجول بهذه الرياضة. ما يحصل هذا العام يعتبر على الارجح اكثر اللحظات إحراجا في تاريخ الرياضة المعاصرة".

ولم تكن العقوبة بحق الونسو ورينو الاولى هذا العام، اذ غرم الاسباني بالتراجع الى الصفوف الخلفية خلال جائزة المجر على حلبة "هنغارورينغ" في اغسطس الماضي بسبب مخالفة خلال التجارب الرسمية، كما منع الاتحاد الدولي رينو من استعمال "ممتص الصدمات" او ما يعرف بـ"ماس دامبر".

وواصل الونسو هجومه قائلا "هذه القرارات لن تحسم البطولة، اعتقد اننا سنتفوق في السباقات الثلاثة المتبقية لهذا الموسم. اعتقد أن اللقب سيكون لنا والعار سيكون لهم".

وأثار قرار معاقبة الونسو حفيظة العديد من السائقين والاشخاص المعروفين في رياضة الفئة الاولى، بحيث اعتبر الاسترالي مارك ويبر سائق وليامس كوزوورث ان ما حصل "سخيف للغاية"، فيما رأى الايطالي يارنو تروللي سائق تويوتا وزميل الونسو في رينو سابقا انه يجب اعادة النظر بجميع العقوبات المشابهة.

اما السائقان السابقان مارتن بروندل ومارك بلوندل اللذان يعملان كمحللين للتلفزيون البريطاني فعبرا عن سخطهما بدخولهما في مشادة كلامية مع رئيس "الفيا" ماكس موزلي.

وذكر ان بروندل صرح بانه تم "سرقة" الونسو من فرصة الفوز باللقب، فيما طلب سائق فيراري السابق النمسوي نيكي لاودا بطل العالم ثلاث مرات من متتبعي رياضة الفئة الاولى إطفاء شاشات التلفزة لانه كان غاضبا من طريقة ادارة هذه الرياضة.

وكان مدير رينو الايطالي فلافيو برياتوري اعتبر في وقت سابق ان سباقات فورمولا واحد رياضة يتلاعب بها ويحدد بطلها سابقا، مضيفا "لقد حدد لقب هذا العام حول الطاولة"، معتبرا ان اللقب قدم مسبقا الى شوماخر الذي اكد انه سيعتزل نهاية الموسم.

ميكايل شوماخر: البحث عن تحد جديد مع فيراري
اتخذ الالماني ميكايل شوماخر قرارا حاسما في مسيرته بتحوله عام 1996 من فريق بينيتون الذي توج معه باللقب في العامين السابقين الى فريق فيراري الايطالي المتقهقر والغائب عن الالقاب منذ عام 1979، في تحد جديد امل من خلاله "شومي" ان يعود بـ"الحصان الجامح" الى خارطة المنافسة الجدية.

واضطرت فيراري الى دفع ما يقارب 30 مليون دولار سنويا للحصول على خدمات الرجل الذي سينتشلها من سباتها العميق، مدركة ان النتائج لن تتحقق بسرعة، بل انها بحاجة الى بعض الوقت لكي تستعيد نغمة الانتصارات.

فتعاقد الفريق الايطالي الذي فاز بسباقين فقط خلال 5 اعوام سابقة، مع الايرلندي ايدي ايرفاين سائق جوردن ليقود الى جانب شوماخر الذي تمكن في موسمه الاول مع "الحصان الجامح" وسيارته "اف 310" من تحقيق 3 انتصارات (اسبانيا وبلجيكا وايطاليا) بفضل حنكته وليس بفضل اداء سيارته التي افتقدت الى جدارة التشغيل وإلى التماسك.

كما انطلق الالماني من المركز الاول خلال سباقات سان مارينو ومونتي كارلو وفرنسا والمجر، واحتل المركز الثاني في جائزة اوروبا على حلبة نوربرغرينغ وفي سان مارينو واليابان، لينهي موسمه في المركز الثاني خلف البريطاني دايمون هيل سائق وليامس.

وكان سباق اسبانيا على حلبة كاتالونيا الافضل لشوماخر خلال ذلك العام، اذ اظهر فيه انه من طينة الابطال، اذ احتل المركز الثالث على خط الانطلاق خلف ثنائي وليامس هيل والكندي جاك فيلنوف، الا ان الالماني وبسيارة متواضعة مقارنة مع منافساتها تمكن من تحقيق "سباق العمر" والفوز بالمركز الاول.

وكانت ردة فعل شوماخر قبل انطلاق السباق بعد ان وجد نفسه خلف سائقي وليامس "على الارجح ان الامور ستكون اسوأ بكثير خلال السباق، الحلبة ليست لنا (لفيراري) على الاطلاق، علينا الانتظار على الارجح سباق كندا على حلبة مونتريال لتحقيق نتيجة ايجابية".

وفي الليل الذي سبق يوم السباق فتحت السماء ابوابها وبدأت الامطار بالهطول فتغيرت معطيات الالماني الذي يبدع في الطقس الماطر وبدأ يدب الامل في صدره بإمكانية تحقيق فوزه الاول مع فيراري، الا ان انطلاقته لم تكن مشجعة على الاطلاق فتراجع الى الصفوف الخلفية: "انطلاقتي كانت كارثة، لقد واجهت مشكلة في علبة السرعات فلم يكن باستطاعتي الانطلاق، لا اعلم كم سيارة تجاوزتني".

وعندما تمكن من الانطلاق متخطيا مشكلته الاولية، واجه مشكلة اخرى متمثلة بصعوبة الرؤية بسبب المياه التي تبعثها السيارات المتقدمة عليه، لكن الالماني اظهر "معدنه" ليجد نفسه في المركز السادس بعد انتهاء اللفة الاولى متخلفا بفارق 2.6 ثانية عن رجل الصدارة فيلنوف الذي تخلى عن مركزه الى الالماني خلال اللفة 12 في اول مواجهة بينهما، ثم بدأ يتراجع مع تقدم السباق بعد ان فشل في اللحاق بشوماخر احد افضل السائقين على الاطلاق في التعامل مع الطقس الماطر.

فكان الفوز الاول لشوماخر خلف مقود "الحصان الجامح"، وجاءت ردة الفعل الاولية للالماني بعد الفوز "ساطلب من الفريق ان يزود السيارة بجهاز تدفئة، شعرت اني اتجمد من الصقيع، لم استطع ان اسمع النشيد الوطني بسب الاصوات التي كانت تصدرها اسناني ارتجافا من شدة البرد".

وكانت نتيجة الشراكة بين شوماخر وفيراري وفي عامها الاول احتلال الالماني المركز الثالث في الترتيب العام خلف هيل البطل وفيلنوف الوصيف.

وتحولت المنافسة في العام التالي بين شوماخر وفيلنوف بعد تخلي وليامس عن هيل الذي انتقل الى جوردن، فكانت المنافسة على اشدها بين الالماني والكندي، خصوصا بعد التطور الملحوظ الذي شهدته فيراري من حيث الاداء وجدارة التشغيل.

نجوم كرة القدم الهولندي سيدورف والبرازيلي كاكا في حوار باسم مع شوماخر
نجوم كرة القدم الهولندي سيدورف والبرازيلي كاكا في حوار باسم مع شوماخر
فتمكن "شومي" من حصد المركز الاول في 5 سباقات (موناكو وكندا وفرنسا وبلجيكا واليابان) ودخل الى المرحلة الاخيرة من البطولة في جائزة اوروبا الكبرى على حلبة خيريز متقدما بفارق نقطة واحدة عن منافسه فيلنوف.

فقرر الالماني ان يكرر سيناريو بطولة عام 1995 عندما اصطدم بهيل في المرحلة الاخيرة وخرج معه من السباق ليتوج بطلا للعام الثاني، الا ان الرياح لم تجر كما اشتهى شوماخر الذي كان في الصدارة حتى منتصف السباق ثم بدأ اداؤه بالتراجع حتى وصل اليه فيلنوف فاصطدم الالماني بمنافسه عندما حاول الاخير تجاوزه، الا ان النار ارتدت على الالماني الذي خرج من الحلبة فيما اكمل الكندي السباق ليتوج بطلا العالم بعد احتلاله المركز الثالث.

ولم تنته عواقب هذه الحادثة بعد انتهاء السباق ولم يتملص شوماخر من العقوبة كما حصل عام 1996، اذ قرر الاتحاد الدولي للسيارات حسم جميع النقاط التي حصدها الالماني خلال ذلك الموسم وتجريده من المركز الثاني، ليحرم نفسه وفريقه من العائدات المالية التي تؤمنها هذه النقاط وهذا المركز على الطرفين.

وبدأ شوماخر يشعر بضغط تطلعات "التيفوزي" الايطاليين المتعطشين الى الالقاب خلال موسم 1997، خصوصا بعد الاحداث الختامية للموسم الذي سبقه، لكن الالماني واجه خلال ذلك العام تفوق ماكلارين بشخص سائقيها الفنلندي ميكا هاكينن والاسكتلندي ديفيد كولتهارد اللذين وقفا حائلا بين شوماخر واللقب العالمي.

واظهرت فيراري خلال ذلك الموسم تحسنا كبيرا في ادائها، ما جعلها بقيادة شوماخر المنافسة الوحيدة لثنائي ماكلارين.

وكانت بداية الالماني سيئة في ملبورن اذ تعرض محركه لعطل ما اضطر "شومي" الى الانسحاب في اللفة الخامسة ثم حل ثالثا في سباق البرازيل قبل ان يتوج بلقب سباق الارجنتين، ثم كرر النتيجة نفسها في 3 سباقات على التوالي في كندا وفرنسا وبريطانيا، ورغم ذلك وجد نفسه متأخرا بفارق 16 نقطة عن هاكينن قبل خوضه غمار سباق المجر في المرحلة الثانية عشرة من البطولة، اي قبل 5 سباقات على انتهاء الموسم.

فدخل شوماخر الى هذا السباق واضعا امامه هدف الفوز ولا غير لكي يحافظ على آماله في الفوز باللقب، لكن قبل ساعات قليلة على بداية المعركة على حلبة "هنغارو رينغ"، بدأ ثنائي ماكلارين يطلقان حملة ترويجية مفادها ان سيارة فيراري مخالفة للقوانين من حيث تصميمها، ما دفع الالماني الى الرد "ان ما يحصل يذكرني بعام 1994 عندما ادعى المنافسون ان بينيتون مخالفة بتصميمها للقوانين، وكثر الحديث عن هذا الامر في نهاية ذلك ما دفع معظم المراقبين الى الاخذ بهذه الهراءات على محمل الجد. الامر بهذه السهولة: الجميع يسعى الى التفوق وهذا ما يدفع البعض الى التحري عن اي شيء يمكن ان يحد من افضلية المنافس، لقد رأوا (ماكلارين) بتفوقنا من ناحية "التحكم بالانطلاق" أمرا مريبا، الا ان ما يدعونه ليس صحيحا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى