الشيخ يوسف القرضاوي يطالب البابا بالاعتذار .. أزمة في الفاتيكان بعد تصريحات البابا التي هزت العالم الاسلامي

> عواصم «الأيام» وكالات :

>
البابا
البابا
قالت مصادر دبلوماسية وكنسية أمس الجمعة إن رد فعل العالم الإسلامي الغاضب على تصريحات للبابا بنديكت عن الإسلام هو اكبر تحد للبابا حتى الآن ويثير القلق بشأن امنه.

وقال أحد المصادر عن كلمة ألقاها البابا في ألمانيا يوم الثلاثاء "كان رد فعلي الشخصي هو..هذا تصريح مثير للدهشة...هل كان زلة نادرة.."

وأضاف المصدر "لايملك المرء سوى ان يتساءل لماذا لم يدرك البابا المعروف عادة بأنه حذر للغاية فيما يقوله أو يكتبه وبحرصه الشديد رد الفعل الذي سيسببه ذلك.."

وفي محاضرته بجامعة ريجينسبورج الالمانية يوم الثلاثاء اقتبس البابا انتقادا للاسلام والنبي محمد على لسان الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوجوس في القرن الرابع عشر الذي كتب في حوار مع رجل فارسي ان كل ما جلبه النبي محمد كان شرا وغير إنساني مثل "أمره بنشر الدين الذي يدعو اليه بحد السيف."

وكرر بنديكت مرارا اقتباسه لوجهة نظر مانويل القائلة بأن نشر العقيدة بالقوة غير منطقي وأضاف "العنف يتعارض مع الطبيعة الإلهية وطبيعة الروح."

وقال دبلوماسي "شعرت بدهشة كبيرة (بسبب الكلمة)...وضع (البابا) نفسه في موقف دقيق وسيكون من المثير للاهتمام رؤية ما سيفعله بعد ذلك."

ورغم أن الفاتيكان قال إن نية البابا لم تكن المساس بحساسيات المسلمين فإن هذه الأزمة هي أول جدل ضخم يواجه البابا منذ انتخابه في أبريل 2005.

وطالب عدد متزايد من زعماء المسلمين البابا بالاعتذار. ويقول علماء الإسلام إن تصريحات البابا تظهر قلة فهمه للاسلام ويرى البعض أن الدول الإسلامية يجب ان تهدد بقطع العلاقات مع الفاتيكان.

وعبر مصدر كنسي رفيع عن خوفه على سلامة البابا "رغم اعتقادي بأن الجدل سيخفت فإنه أحدث ضررا ولو كنت خبيرا أمنيا لشعرت بالقلق."

ودعا زعيم مسلم واحد على الأقل وهو سيد احمد بخاري إمام مسجد جامع أكبر مساجد الهند المسلمين "بان يردوا بشكل يجبر البابا على الاعتذار" لكنه لم يذكر تفصيلات.

وذكر المصدر الكنسي أن البابا الذي كان استاذا لعلم اللاهوت لسنوات في ألمانيا ربما ارتكب خطأ عندما مزج بين دوره في الماضي ودوره الحالي.

وقال "السؤال هو هل يتعين عليه بصفته البابا أن يلقي محاضرات أكاديمية معقدة للغاية وإلى أي مدى سيجازف بتعريض نفسه للمشاكل بعمل ذلك.."

وأضاف "ما يمكن للمرء أن يقوله بصفته أكاديميا أمر وما يمكن للبابا أن يقوله أمر آخر."

لكن دبلوماسيا آخر أشاد بالبابا لانه "سمى الأشياء بمسمياتها"

وقال المصدر الدبلوماسي "سيكون من المشوق رؤية ما ستكون عليه الخطوة المقبلة لكنني لا أعتقد أنه يتعين عليه الاعتذار عن أي شيء ولا أعتقد أنه سيفعل."

وعبرت بعض المصادر عن خشيتها من أن يؤثر الجدل على خطط البابا لزيارة تركيا في شهر نوفمبر المقبل لاجتماع كبير مع زعماء الطائفة الارثوذكسية. وارتفعت أصوات بالفعل في تركيا تطالب بإلغاء الزيارة.

وجاء هذا الخلاف فيما تولى وزير خارجية الفاتيكان الجديد الكاردينال تارسيسيو بيرتوني مهام منصبه أمس الجمعة في مراسم بالمقر البابوي الصيفي جنوبي روما.

وليس لبيرتوني وهو إيطالي أي خبرات دبلوماسية لكنه سيتولى الإشراف على العلاقات مع 174 دولة بحكم منصبه. وستكون أول مهامه احتواء آثار الأزمة التي ثارت بسبب التصريحات عن الإسلام.

الشيخ يوسف القرضاوي يطالب البابا بالاعتذار

طالب الشيخ يوسف القرضاوي احد اشهر الدعاة في العالم العربي أمس الأول الخميس البابا بنديكتوس السادس عشر بالاعتذار لدى المسلمين بعد "الاساءة" الى دينهم.

ودعا القرضاوي (80 عاما) رئيس اتحاد العلماء المسلمين وعضو المجلس الاوروبي للفتوى، البابا الى "ان يعتذر لامة الاسلام عن الاساءة الى دينها"، متسائلا في بيان مطول تلقت فرانس برس نسخة منه، ان كان الحبر الاعظم "يريد ان نغلق ابواب الحوار ونستعد لحرب او حروب صليبية جديدة؟".

واضاف "ليست هذه المرة الاولى التي يقف البابا الحالي من الاسلام والمسلمين موقفا سلبيا يظهر فيه الاهمال اوالتوجس او ما هو اكثر".

وكان البابا قد عرض الثلاثاء في المانيا تأملات مشوبة بالحذر حيال الاسلام آخذا على هذه الديانة انها لا تدين بالشدة المطلوبة العنف الذي يمارس باسم الدين وان "المشيئة الالهية" فيها منقطعة عن العقل.

كما اقتبس نصا لحوار تاريخي دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي ومسلم فارسي مثقف سأل فيه الامبراطور "ارني ما جاء به محمد ...لن تجد الا اشياء شريرة و غير انسانية مثل امره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف".

وعلق الشيخ القرضاوي على ذلك في بيانه قائلا " لم يذكر البابا ما رد به الفارسي المثقف على الامبراطور"، مضيفا "نسي البابا ان محمدا جاء بالكثير الكثير الذي لم تأت به المسيحية و لا اليهودية قبلها".

وقال الداعية الاكثر شعبية في العالم العربي والذي يتابع ملايين المشاهدين برنامجه الاسبوعي "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة القطرية ان "الامر بنشر دينه (محمد) بحد السيف قول مبني على الجهل المحض او الكذب المحض (...) واكذوبة كبرى".

وتحدى القرضاوي بابا الفاتيكان ان يبدي رأيه "فيما جاء في الكتاب المقدس في سفر الثنية من التوراة: ان البلد التي يدخلها موسى ومن معه عليهم ان يقتلوا جميع ذكورها بحد السيف ... اما بلاد ارض الميعاد فالمطلوب دينا الا يستبقوا فيها نسمة حية".

واضاف ان ذلك يعني "الابادة والاستئصال الذي نفذه الاوروبيون النصارى حينما دخلوا امريكا مع الهنود الحمر وحينما دخلوا استراليا مع اهلها الاصليين"، كما جاء في البيان.

واضاف القرضاوي في البيان ذاته "كنا نربأ بالبابا ان يستدل بهذا الكلام المبتور في سياق حديثه عن الاسلام ونبي الاسلام". وقال ان هذه "طريقة لا تليق ان تصدر من مثله" مطالبا "بتفسير لما حدث".

ولدى تطرقه الى ما اسماه "حروب صليبية جديدة" في بيانه الذي جاء في سبع صفحات، قال القرضاوي " قد بدأها (الرئيس الاميركي جورج) بوش واعلنها صريحة باسم اليمين المسيحي ونحن ندعو الى السلم لان ديننا يأمرنا بذلك ولكننا اذا فرضت علينا الحرب خضناها كارهين نتربص فيها احدى الحسنيين".

ودافع القرضاوي "عما يمارسه بعض المسلمين من العنف فبعضه مشروع بإقرار الاديان والشرائع والقوانين والاخلاق مثل دفاع المقاومة الوطنية ضد الاحتلال في فلسطين او في لبنان او في العراق"، مضيفا قوله ان "تسمية هذا عنفا وارهابا ظلم بين وتحريف للحقائق".

لكنه استطرد قائلا بان "بعض ذلك (العنف) انكرته جماهير المسلمين في كل مكان مثل احداث 11 سبتمبر" في الولايات المتحدة.

وشدد القرضاوي "لو كلف الحبر الاعظم نفسه او كلف احدا من اتباعه بالرجوع، ولو قليلا، الى مصدر الاسلام الاول (القرآن) لوجد فيه من عشرات الآيات بل مئاتها ما يمجد العقل ويأمر بالنظر ويحض على التفكير ويرفض الظن في مجال العقائد".

ودعا القرضاوي بابا الفاتيكان الى الحوار قائلا "كنا نود من البابا ان يدعو الى حوار ايجابي بين الاديان وحوار حقيقي بين الحضارات بدل الصدام والصراع".

دول الخليج العربية تطالب البابا بالاعتذار

طالبت دول الخليج العربية أمس الجمعة باعتذارات شخصية من البابا بنديكتوس السادس عشر بشأن تصريحاته "التي اساءت للاسلام والرسول الكريم محمد".

وجاء في بيان صدر عن الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلا من السعودية والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر، ان "عملية الاقتباس الانتقائي الاحادي الجانب التي وردت في حديث بابا الفاتيكان تعبر عن عدم وعي واقتناع ولذا فإن مجرد التوضيح الصادر عن الفاتيكان لا يكفي وانها تدعو الى صدور اعتذار واضح وصريح من قداسته مباشرة على ما صدر منه في محاضرته من مغالطات مسيئة وتطاول على الاسلام والنبي الكريم محمد".

وادلى البابا بنديكتوس السادس عشر خلال محاضرة القاها الثلاثاء في المانيا، بتصريحات حول الاسلام والجهاد تشير الى علاقات بين الاسلام والعنف واثارت موجة استنكار وغضب شديدين في العالم الاسلامي.

وقال بيان مجلس التعاون "اعربت الامانة العامة للمجلس عن اسفها الشديد لما ورد على لسان بابا الفاتيكان الذي تجاهل وبشكل متعمد مبادئ الاسلام السمحة وتعاليمه الانسانية التي تحث على المحبة والسلام لا العنف والبغضاء".

واضاف البيان "ان خطورة مثل هذه الاقاويل انها تأتي من شخص في مكانة بابا الفاتيكان وفي وقت كثرت فيه الحملات التي تمس مشاعر المسلمين والتي لا تثير الا نعرات التطرف الديني والتنافر بين الاديان وذلك في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى الحوار والتعايش والسلام".

وقال ايضا "من الاجدر بقداسة البابا بحكم مكانته الدينية الرفيعة ان ينأى بنفسه عن مثل هذا الجدل العقيم والمغلوط فهو المطالب اكثر من غيره بالبحث والتشجيع على ما يدعو الى التآلف بين البشر والاديان".

من جهة اخرى، دعا الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الاسلام اليوم" التي تضم اصواتا اسلامية معتدلة، الى "غضبة اسلامية قوية ضد بابا الفاتيكان".

وقال في بيان ان البابا بنديكتوس السادس عشر "اساء الى الاسلام في محاضرته" التي القاها في المانيا.

وقال البيان "ان ما قاله البابا كان مرتبا ومدروسا ومخططا له ولم يكن زلة لسان ابدا، فهو يلقي خطابه في جامعة اكاديمية حول العقل والمنطق وكأنه لم يجد الجراة في مهاجمة الاسلام ونبيه بشكل مباشر فاستعار هجوما لامبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر في حوار مع احد المثقفين الفارسيين...".

واضاف ان تصريحات البابا "محاولة لوضع غطاء ديني للبغي والعدوان السياسي الذي تمارسه الادارة الاميركية على المسلمين"، مؤكدا ان هذه التصريحات "لا يمكن ان تمر مرور الكرام".

ومن جهته، ادان وزير العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية الكويتي عبد الله المعتوق أمس تصريحات البابا "المسيئة للاسلام والمسلمين".

وقال المعتوق في تصريح لوكالة فرانس برس "ان الاساءة للرسول الكريم محمد تعتبر اساءة لجميع الانبياء والرسل الذين ارسلهم الله تعالى رحمة للعالمين".

وحذر الوزير الكويتي "من مغبة اشعال فتيل الفتن بين الامم والاديان".

منظمة المؤتمر الاسلامي تطالب البابا بتوضيح موقفه من الاسلام

طالبت منظمة المؤتمر الاسلامي أمس الأول الخميس البابا بنديكتوس السادس عشر بتوضيح موقفه ازاء الاسلام بعد تصريحاته الاخيرة في المانيا.

وقال بيان للمنظمة التي تتخذ من جدة مقرا انها "ترجو ان يصدر عن الفاتيكان ما يعبر عن حقيقة موقفه من الاسلام وتعاليمه".واضاف البيان الذي وردت نسخة منه على وكالة فرانس برس "تأمل المنظمة الا تكون هذه الحملة المفاجئة معبرة عن توجه جديد لسياسات الفاتيكان ازاء الدين الاسلامي، خصوصا بعد عقود من الحوار جمعت رجال الفاتيكان ورجال الدين والفكر في العالم الاسلامي منذ عهد البابا الاسبق بولس السادس".

وقال البيان "تأسف منظمة المؤتمر الاسلامي للاقتباس الذي اورده البابا عن سيرة الرسول الكريم وعما اسماه بنشر الاسلام بحد السيف كما تأسف للمغالطات الاخرى المسيئة للعقيدة الاسلامية".

واضاف "ان نعته انتشار الدين الاسلامي في العالم بكونه تم عن طريق اراقة الدماء والعنف ما يتعارض مع طبيعة الله، اتهام باطل يدل على جهل بالدين الاسلامي وتاريخه".

واكثر ما اثار الغضب في محاضرة القاها البابا في المانيا اقتباسه حوارا دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"مثقف فارسي" حول دور النبي محمد. وقال فيه الامبراطور للمثقف "ارني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد الا اشياء شريرة وغير انسانية مثل امره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف".

واضاف "ان العنف لا يتفق مع طبيعة الرب وطبيعة الروح".

كما انتقد ضمنا علاقة الاسلام بالعنف و"الجهاد" بشكل خاص وعدم ارتباط الاسلام بالمنطق.

وقال الناطق باسم الفاتيكان أمس الأول الخميس ان البابا بنديكتوس السادس عشر يحترم الاسلام لكنه "حريص على رفض استخدام الدافع الديني مبررا للعنف" في رد على موجة الاستياء التي خلفتها في العالم الاسلامي تصريحات البابا خلال زيارته لالمانيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى