الصحافة اليومية الفرنسية تعاني من ازمة كبيرة

> باريس «الأيام» كريستين بوجيه :

> تمر الصحافة اليومية الفرنسية التي يواظب عليها ثمانية ملايين قارئ كل يوم بازمة حادة تشهد عليها المصاعب التي تواجهها صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية ويتحتم عليها اجراء تحول عميق للاضطلاع بتحديات الانترنت والنشرات المجانية.

وحمل الامر الكاتب جاك اتالي على القول في مجلة "ميديا" ان "الصحافة اليومية ماتت كصحافة مدفوعة الثمن وذلك ببساطة لان الانترنت فرض على الاعلام المكتوب اسلوب الاذاعة".

وفي الواقع تعكس الارقام وضعا صعبا لهذه الصحافة اليومية الوطنية اذ تشير الى تراجع في حجم اعمالها على مدى 15 عاما بين 1990 و2005 بنسبة 7،15% الى 875 مليون يورو.

كما تراجع عدد الصحف الوطنية من 28 صحيفة تبيع اكثر من ستة ملايين نسخة عام 1946 الى 11 صحيفة توزع مليوني نسخة يوميا حاليا.

ورأت هيئة تطوير وسائل الاعلام (هيئة حكومية) اخيرا انه "يمكن التكلم عن ازمة" تطاول "الصحف الوطنية والمجلات الاخبارية على حد سواء" عام 2005.

فالى تراجع مداخيل الاعلانات، تراجعت حركة توزيع الصحف اليومية الوطنية عام 2005 بمعدل 95،1% بحسب ارقام مكتب مراقبة التوزيع ولم تظهر بوادر تغير في هذا التوجه خلال النصف الاول من العام الجاري حيث اشارت ارقام شركة توزيع الصحافة الباريسية الى تراجع في مبيعات صحيفة ليبيراسيون بنسبة 5،10% وصحيفة "لو فيغارو" بنسبة 4،6% و"لوموند" بنسبة 5،5%.

وفي المقابل، بقيت مبيعات صحيفة "لا تريبون" الاقتصادية مستقرة بصورة اجمالية (-2،0%)، فيما ازدادت المبيعات بنسبة 4،6% لصحيفة "لي زيكو" و5،7% لصحيفة "ليكيب" الرياضية و8،7% لصحيفة "اوجوردوي آن فرانس" الشعبية.

وذكرت هيئة تطوير وسائل الاعلام انه "بالرغم من اقدام بعض الناشرين على تغيير الصيغة المعتمدة لاجتذاب القراء او اضافة منتوجات جانبية الى اعدادهم (مثل الاقراص المدمجة والكتب)، لم تتمكن اي وسيلة من وقف تدهورهم"، في اشارة الى الصيغ الجديدة التي اعتمدتها صحف مثل "لو موند" او "لو فيغارو".

وانتقلت صحيفة "فرانس سوار" بعد ان كانت في الماضي من ابرز الصحف الفرنسية، الى رجل الاعمال جان بيار برونوا بعد الغاء مئة وظيفة، فيما تعاني صحيفة ليبيراسيون من خسائر وصلت الى خمسة ملايين يورو خلال النصف الاول من السنة وسرحت 56 من موظفيها.

ووصلت خسائر "لو موند" بين الصحيفة والمطبعة الى سبعة ملايين يورو عام 2005 والهدف للعام الجاري هو خفض هذه الخسائر الى النصف.

وفيما سجلت مجموعة "لو موند" عام 2005 خسائر صافية بقيمة 9،27 مليون يورو، من المتوقع ان تخفض هذا المبلغ بمقدار ثمانية الى عشرة ملايين يورو خلال العام 2006.

صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية من جهتها سجلت خسائر بقيمة 12،3 مليون يورو عام 2005 بالرغم من زيادة انتشارها بنسبة 7،5% و"اكثر من 4%" خلال النصف الاول من العام 2006 بحسب مديرها باتريك لو هياريك، وقد طلبت من الدولة في تموز/يوليو المساعدة لمواجهة "النفقات غير القابلة للتخفيض" و"تكاليف" القروض.

واوضح معهد "مونتانيه" الليبرالي للدراسات اخيرا ان كلفة الطباعة والورق والتوزيع تمثل حوالى "50% من الكلفة الاجمالية لصحيفة ما" في فرنسا مشيرا الى هذه النفقات هي "من الاعلى في العالم الغربي".

وبموازاة ذلك تراجع عدد نقاط البيع بمقدار 4600 نقطة من اصل ثلاثين الفا بين 1995 و2003.

وما يساهم في حدة هذه الازمة ايضا انتشار صحف مجانية مثل "20 مينوت" و"مترو" اللتان اطلقتهما مجموعات اسكندنافية عام 2002 وتوزع الاولى حوالى 800 الف نسخة يوميا في باريس وسبع مدن اخرى.

وتجتذب وسائل الاعلام هذه شبان "الجيل الرقمي" الذين يختلف تماما عن الجيل السابق له من حيث نمط استهلاكه لوسائل الاعلام، ما يحمل صحف مثل "لو موند" و"ليبيراسيون" على الاستثمار بشكل متزايد في مواقعها على الانترنت لزيادة قرائها. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى