من فتاوى رمضان

> «الأيام» متابعات:

> قضاء الصوم .. مسألة: علي قضاء شهر رمضان الماضي، ولم أقضه حتى الآن لكوني مريضة، والآن لا أعرف ما هو الحل افتوني؟

الجواب: إنك لم تذكري هل أنت قادرة على الصوم في المستقبل، وهل صمت هذا العام؟ فإن كنت قادرة على القضاء لأنك صمت هذا العام فإن الواجب عليك هو القضاء للعام الماضي فقط فاقضيه، ولو مفرقاً على حسب استطاعتك، ولا شيء عليك غير ذلك لأن التأخير إذا كان بعذر المرض فلا شيء فيه، وأما إن كنت لا تزالين مريضة لأنك لم تصومي رمضان هذا العام، فهذا يرجع إلى رجائك للشفاء، وقدرتك عليه في المستقبل، فانتظري حتى تقدري على القضاء فتقضي، وإن لم يكن عندك أمل في الشفاء والقدرة فيمكنك أن تخرجي الفدية مدّاً عن كل يوم، وهذا المد عبارة عن ربع من مقدار الفطرة عن كل يوم، يعني أن مقدار الفطرة يكون فدية عن أربعة أيام، كل هذا إذا لم يمكن لك للقضاء، ولا أمل عندك في القدرة عليه بعد الشفاء، حاصلاً فما عليك إلا القضاء على مهلك والله أعلم.


صلاة التراويح
مسألة: ما هو الافضل في صلاة التراويح: إحدى عشرة ركعة أو عشرون ركعة، وما هو الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: إن صلاة التراويح هي من قيام الليل، و قد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أمته قيام رمضان، من غير تحديد، فقال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان أيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» وفي رواية قتيبة (وما تأخر)، ولم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام ليالي رمضان عدد محدود، وقد أجمع الصحابة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على صلاتها عشرين ركعة، ثم يوترون بثلاث، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اقتدوا بالخليفتين بعدي أبي بكر وعمر»،ويقول صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» وهذه من سنتهم، وقد أجمع عليها الصحابة بعد عمر عثمان وعلي، وأخذ بهذا الأئمة المتبوعون الأربعة: الشافعي وأحمد وأبو حنيفة ومالك.

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أجرك على قدر نصبك» وكلما زاد فهو خير، إذ لم يحدد الرسول صلى الله عليه وسلم عددا ولو حدد لما أمكن للصحابة مخالفته، أما قول عائشة رضي الله عنها: «ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة» فلا يعتبر تحديداً، وربما خفي عليها بعض ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم عند زوجاته الأخر، كما أن حديث أبي ذر رضي الله عنه يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يزيد في العشر، ففيه: «فإذا دخل العشر شد مئزره، وأيقظ أهله» وعلى كل فقد لازم الرسول صلى الله عليه وسلم الإحدى عشرة ركعة، فلا يكون في فعله ما يمنع الزيادة، لأن السيدة عائشة رضي الله عنها، نفسها كانت تقول إن رسول الله صلى الله عليه «قد يترك العمل وفعله أحب إليه، رفقاً بأمته»، فليس على من زاد على الإحدى عشر ركعة حرج ولا بدعة، وإنما الموضوع عبادة مطلقة، ولو أوصلها المؤمن إلى ألف ركعة في الليلة، لجاز كما يقول الحافظ ابن حزام (رحمه الله) ولكن المتنطعين الذين يتشددون في هذه الأمور، ويبدعون الصحابة والأئمة والأمة ويكتبون كلاماً يستحقون به العقوبة، لو كانت هناك حكومة إسلامية راشدة فإن في قول بعض الكتاب إن الزيادة على الإحدى عشر ركعة، كمثل من يزيد في الظهر ركعة، وهذا كلام قبيح جداً يمهد للهدم، حتى بات من يقول إن الصحابة بما فيهم الخلفاء أهل بدعة، ولهذا فلا يصح قبول حديثهم ثم يترك الدين كله، نعوذ بالله من الضلال والسير في سلك الهادمين المتسترين بمثل هذا الحديث على السنة كذباً وزوراً وتضليلاً.

للعلامة المفتي عبدالله محفوظ الحداد العلوي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى