الجيش الاسرائيلي انسحب من جنوب لبنان باستثناء بلدة الغجر

> الناقورة «الأيام» جهاد سقلاوي :

>
الجيش الاسرائيلي ينسحب من جنوب لبنان
الجيش الاسرائيلي ينسحب من جنوب لبنان
سحب الجيش الاسرائيلي جنوده فجر أمس الأحد من المواقع التي كان يحتلها في جنوب لبنان منذ اكثر من شهرين باستثناء منطقة الغجر الواقعة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية والتي تامل الامم المتحدة ان ينسحب منها خلال اسبوع، رغم التحصينات التي اقامها حولها.

وانسحب نحو مائتي جندي بدون حادث يذكر، كما اكد الجيش الاسرائيلي الذي قال انه احتفظ بالجزء اللبناني من قرية الغجر بانتظار التوصل الى اتفاق مع القوة الدولية الموقتة في لبنان (يونيفيل) والجيش اللبناني حول الوضع الامني في هذه المنطقة الخالية من السكان والتي كان يسيطر عليها مقاتلو حزب الله قبل اندلاع المعارك في 12 تموز/يوليو.

واكدت "يونيفيل" في بيان انسحاب الجنود الاسرائيليين، وقال قائد هذه القوة الجنرال الفرنسي الان بيليغريني ان الامم المتحدة "على اتصال وثيق مع الجيش الاسرائيلي لتسهيل الانسحاب السريع من منطقة الغجر".

وقال الجنرال بيليغريني في بيان "تم تحقيق تقدم كبير اليوم (..) واتوقع ان يغادر الجنود الاسرائيليون منطقة الغجر في غضون اسبوع، وان يكملوا بذلك انسحابهم تماشيا مع القرار 1701".

وقال ان "القوات اللبنانية باتت الان في موقع يتيح لها السيطرة والانتشار في هذه المناطق بما في ذلك على طول الخط الازرق".

وتابع ان "الجيش اللبناني قادر على توفير الامن والاستقرار لسكان الجنوب الذين عانوا الامرين (..) ويونيفيل هنا لتقدم المساعدة ولضمان الحفاظ على سلامة لبنان ووحدة اراضيه".

وتابع ان "قوة يونيفيل تعمل على التاكد من عدم وجود جنود اسرائيليين في المناطق التي اعلن اخلاؤها (..) والقوات اللبنانية ستبدأ الانتشار في هذه المناطق اعتبارا من صباح اليوم" الإثنين.

وتنقسم قرية الغجر السورية اللبنانية الى قسمين، احدهما ويشكل الثلثين ويعيش فيه قرابة 2500 شخص، احتلته اسرائيل من سوريا سنة 1967 مع هضبة الجولان، والثاني يشكل الثلث ويقع داخل الاراضي اللبنانية على تلة تشرف على نهر الوزاني الذي ينبع من لبنان وتؤكد الحكومة اللبنانية ان اسرائيل تقوم بتحويل مياهه.

ومع توقف المعارك في منتصف اب/اغسطس، قام الجيش الاسرائيلي باحاطة البلدة بسياج حديدي شائك ارتفاعه متران ونصف المتر من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.

وخلف السياج الشائك على بعد عدة امتار منه، قام الجيش الاسرائيلي بحفر خنادق بعرض مترين وعمق مترين. هذا بالاضافة الى سواتر ترابية اقيمت من الجهات الثلاث للقرية بحيث باتت معزولة تماما عن الاراضي اللبنانية.

وبعد توقف المعارك، وبموجب القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي، بدأ الجيش اللبناني تدريجيا بنشر 15 الف جندي في الجنوب، في حين بلغ عدد عناصر القوة الدولية الذين تم نشرهم حتى الان خمسة الاف.

ورغم انسحابهم الذي تاجل مرارا، عاد الاسرائيليون أمس الأحد لتهديد حزب الله الذي يرفض نزع سلاحه.

وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس "اذا اقترب حزب الله من الحدود بسلاحه وحاول اقامة تحصينات قمنا بتدميرها، سنستخدم كافة الوسائل المتاحة لمنعه من ذلك".

اما وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر فقال أمس الأول السبت ان الجيش الاسرائيلي قد يضطر مجددا للعودة الى الاراضي اللبنانية "خلال ثلاثة او اربعة اشهر".

وقال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف انه "ما من احد يتوقع ان تلتزم اسرائيل من جانب واحد (بتطبيق القرار 1701) اذا لم يلتزم الطرف الاخر (حزب الله) به".

وقالت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان الجيش نشر قوات على الحدود مع لبنان تحسبا لاي تصعيد.

وفي جنوب لبنان الذي ذاق ويلات الحرب والدمار وفقد نحو 1200 قتيل مدني، استقبل السكان خبر انسحاب الجيش الاسرائيلي بمشاعر الفرح والارتياح.

وفي قرية مارون الراس التي شهدت اعنف المعارك وشكلت الجبهة الاولى في الحرب، قال حمد فارس، وهو مزارع في الثامنة والعشرين من عمره "هذا انتصار كبير لسكان الجنوب ولحزب الله,سننظم احتفالا كبيرا. انا سعيد جدا، الان استطيع العودة الى ارضي".

لكن سيتعين على السكان الانتظار قليلا قبل الاحتفال. فالجيش الاسرائيلي حول مارون الراس الى خراب ومعظم اهلها نزحوا الى بيروت ومناطق اخرى، ولم يعد سوى بضع مئات من اصل ستة الاف قبل الحرب الى المنازل القليلة التي لم يدمرها القصف عن آخرها.

وشكل الانسحاب انفراجا كذلك لسكان قرية مروحين السنية التي شهدت في بداية الحرب "مجزرة" ذهب ضحيتها 26 شخصا اثناء نزوحهم هربا من الحرب، والتي كان الجنود يقيمون فيها حواجز للتدقيق في الهويات وتفتيش السيارات.

ومع انسحابه من الجنوب اللبناني، هدد الجيش الاسرائيلي بشن حملة عنيفة على قطاع غزة لوقف اطلاق الصواريخ المحلية الصنع على جنوب اسرائيل، كما اعلن الجنرال دان حالوتس. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى