تصريحات وزير بريطاني بشأن النقاب تثير غضب الجالية المسلمة

> لندن «الأيام» مايكل هولدن:

> قال وزير بارز في الحكومة البريطانية أمس الجمعة إنه سيكون من الأفضل لو لم ترتد النساء المسلمات النقاب مثيرا غضب الكثيرين في الطائفة المسلمة وجدلا محتدما بشأن الاندماج في نسيج المجتمع.

وأثار زعيم الأغلبية في مجلس العموم جاك سترو مزيجا من الغضب والسخرية أمس الأول الخميس بعد أن قال إن ارتداء النقاب يجعل العلاقات بين طوائف المجتمع "أكثر صعوبة" لأنه "تعبير واضح عن الانفصال والاختلاف".

وقال سترو الذي كان وزيرا للخارجية خلال فترة حرب العراق عام 2003 لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "لا أتكلم عن اصدار ارشادات لكن في ظل كل هذه الايضاحات فنعم أفضل ألا (ترتدي النساء النقاب)." وقال إنه وجد استجابة عندما طلب من النساء أن يرفعن النقاب عندما يحضرن لرؤيته بخصوص بعض القضايا في بلاكبيرن البلدة الانجليزية الشمالية التي يشكل المسلمون فيها 30 في المئة من السكان والتي يمثلها سترو في البرلمان.

لكنه دافع عن حق المسلمات في ارتداء الحجاب على النقيض من الحكومة الفرنسية التي حظرت الحجاب في المدارس العامة الأمر الذي أثار احتجاجات في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ورغم إشادة الصحف والمعلقين بموقف سترو الذي قال إنه يرمي لفتح "نقاش ناضج" فإن رد فعل الكثير من المسلمين اتسم بالغضب. ووصف مجلس مساجد لانكشير تصريحاته بأنها نابعة من تقييم وفهم خاطئين وقال إن الكثير من النساء اعتبرنها "مسيئة ومثيرة للاستياء".

وأصبحت مسألة دمج الطائفة الإسلامية في المجتمع البريطاني بشكل أفضل قضية سياسية مهمة منذ أن نفذ أربعة مسلمين بريطانيين هجمات انتحارية على شبكة النقل في لندن العام الماضي.

وتنقسم التجمعات السكانية في كثير من البلدات البريطانية ويندر أن يكون هناك أي تواصل بين الجماعات العرقية إن وجد أصلا. ويخشى معلقون من أن هذا يؤدي إلى إذكاء التوترات والتطرف.

وقبل أسبوعين تعهد وزير الداخلية جون ريد وهو خلف محتمل لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي سيترك منصبه خلال عام بأنه سيمنع الاسلاميين المتطرفين من إقامة مناطق يحظر دخولها على غير المسلمين.

ويوم الأربعاء قال ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض ان طوائف كثيرة تعيش "حياة موازية" وان التواصل بشكل افضل هو الذي سيتغلب على الخلافات.

وقال سترو "التجمعات ترتبط ببعضها عن طريق العلاقات غير الرسمية التي تعتمد على الصدفة بين اغراب. هذا يصبح أكثر صعوبة إذا ارتدى الناس النقاب." ويعيش في بريطانيا نحو 1.8 مليون مسلم لكن راجنارا أختار رئيسة منظمة (احموا الحجاب) في بريطانيا قالت إن أقل من خمسة بالمئة من النساء يرتدين النقاب. وقالت لرويترز "هذا يظهر قصورا في الفهم" مضيفة "أن الحكومة فشلت في التعامل مع القضايا الحقيقية مثل البطالة والتعليم السيئ التي أدت إلى تحول بعض المناطق إلى احياء اقليات مغلقة." وأضافت "بالتأكيد لابد أن ينصب اهتمامه (سترو) على هذه القضايا بدلا من التركيز على أقلية صغيرة من النساء المسلمات اللواتي اخترن أن يغطين وجوههن بسبب قناعاتهن الدينية." وقد يكون للتوقيت الذي أدلى فيه سترو بتصريحاته دلالة تتمثل في إبراز صورته فيما يحتدم الجدال داخل حزب العمال بشأن من سيخلف بلير ونائبه جون بريسكوت. وقالت وسائل الإعلام إن سترو سيدخل السباق السياسي للحصول على منصب بريسكوت. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى