بعد 30 عاما من وفاته لا يزال اوناسيس يفتن اليونانيين

> اثينا «الأيام» كارولوس جروهمان :

>
رجل يوناني يشاهد صور ارسطو اوناسيس في احد المعارض
رجل يوناني يشاهد صور ارسطو اوناسيس في احد المعارض
تشبه حكاية صعوده من الفقر إلى الثراء الفاحش الاساطير ولكن حياته الشخصية تصلح كسيناريو لاحد المآسي الاغريقية القديمة,بنى ارسطو اوناسيس احد أشهر ابناء اليونان في العصر الحديث واحد اباطرة الشحن امبراطوريته على مدى اربعة عقود مسلحا بعزيمة قوية وروح مغامرة ومكر مهني.

ويصور معرض في اثينا بمناسبة مرور مئة عام على ميلاده ظروف وفاته في عام 1975 وحيدا وسط مشاعر مرارة بعد عامين من وفاة ابنه الوحيد الكسندر في حادث طائرة غامض.

وتصور مئات من الاغراض الشخصية والصور الخاصة واللوحات المعروضة في متحف بيناكي اللاجيء اليوناني الذي فر من مدينة سميرنا العثمانية (ازمير حاليا) إلى الارجنتين حيث جمع أول ملايينه في العشرينات.

ويشير ما حققه من ثراء فاحش وعلاقته العاطفية مع مغنية الاوبرا ماريا كالاس وزواجه في عام 1968 من ارملة الرئيس الامريكي جون كنيدي قوة عزيمته وشخصيه تبدو في بعض الاحيان عديمة الرحمة لاشهر اباطرة الشحن في اليونان.

وصرحت منظمة المعرض صوفيا هانداكا لرويترز "كانت عزيمته لا تضاهى,اقول انه تميز بروح مغامرة لم تتوافر لغيره. كان لدى اوناسيس رؤية تسمح له باستشراف المستقبل ابعد من اي من نظرائه وانعكس ذلك في نجاح اعماله."

وتنظم مؤسسة الكسندر اوناسيس التي أسسها اوناسيس ليبقي أسم ابنه حيا عقب وفاته في عام 1973 المعرض وقد افتتح يوم الخميس الماضي.

وقالت هانداكا "توفي اوناسيس بالفعل يوم قتل ابنه,كل ما بناه حتى تلك اللحظة لم يعد يعني شيئا بعد وفاة ابنه."

وشملت ممتلكاته اسطولا من ناقلات النفط وشركة طيران اوليمبيك ايروايز وقائمة طويلة من العقارات الفخمة من نيويورك إلى باريس وجزيرة خاصة في اليونان وافخم يخت خاص في ذلك الوقت ويحمل اسم ابنته كريستينا.

وعلى ظهر هذا اليخت اقام الحفلات الباذخة لاغني واشهر الشخصيات في العالم في الخمسينات والستينات.

وتشمل الصور النادرة المعروضة صورة لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في حديث ودي مع الزعيم اليوغوسلافي جوزيب بروس تيتو في ذروة الحرب الباردة على متن كريستينا.

ويقول المسن ديمترا سوتيريادو من زوار المعرض "لابد انه كان شخصية ساحرة حقا رجل يتمتع بمواهب وهالة خاصة جدا. تشعر انه لم ينعم بالسعادة الحقيقية رغم ان كل مايحيط به اسطوري."

وتقول هانداكا ان المعروضات التي تشمل نماذج لسفن بناها اسرى فرنسيون في انجلترا في القرن الثامن عشر واستخدمت لتزيين ممرات كريستينا إلى قائمة الاطعمة الفاخرة التي تناولها في أول عشاء له مع كالاس تهدف إلى تقديم شخصيته المتعددة الاوجه.

وتصور بنادق الصيد وقداحات على شكل مدافع صيد الحيتان رجلا عداونيا لديه نزعة للتملك. ويبين منديل ابنه الذي لوثته الدماء يوم وفاته ان مافقده في الحياة أكثر مما جناه.

وتوفيت ابنته الوحيدة كريستينا التي عانت نتيجة وفاة والدها وشقيقها ووالدتها خلال 24 شهرا فقط في الارجنتين في عام 1988 تاركة خلفها ابنتها اثينا.

وقالت هانداكا "كان سفيرا لليونان على مستوى العالم وحمل معه شخصيته اليونانية.. في كلمة واحدة.. كان رجلا فريدا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى