مستشار الرئيس اليمني سالم صالح محمد لـ «الدستور»:واشنطن تخطط لتقسيم العالم العربي طائفيا وعرقيا

> «الأيام» عن « الدستور» :

>
سالم صالح محمد
سالم صالح محمد
نشرت صحيفة «الدستور» الاردنية ملخصاً لحديث الأخ سالم صالح محمد، مستشار رئيس الجمهورية في عددها الصادر أمس الأول الجمعة أجراه معه الزميل عبدالعزيز الهياج جاء فيه :

«اتهم سالم صالح محمد مستشار الرئيس اليمني الإدارة الامريكية بالسعي لتقسيم بلدان العالم العربي على أساس طائفي وعرقي تحت مسميات الديمقراطية والعولمة.

وأكد سالم صالح انه حان الوقت للتصدي لمشاريع كهذه تهدف إلى تقسيم الأوطان على اساس طائفي أو ديني أو عرقي منوها إلى أن إطلاق حرية الشعوب وامتلاكها لإرادتها وتنظيم هذه الإمكانيات مع حكوماتها هو الكفيل بإفشال هذه المشاريع الاستعمارية الجديدة القديمة.

وأشار في حديث لـ "الدستور" إلى انه من باب إحلال الديمقراطية في المنطقة العربية والتي بدأت عجلتها تسير ولو ببطء تحاول الإدارة الامريكية الحالية وفقا لمصالح واشنطن التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة تارة بالتلويح بأن الإرهاب القادم هو من هذا الإسلام وتارة أخرى بأنه من صناعة من لا يوالون ولا يوافقون على السياسة الإسرائيلية الامريكية الجارية في المنطقة ، منوها إلى ان التهم جاهزة والمخطط التقسيمي قائم لبلداننا وشعوبنا على اساس طائفي وعرقي وديني وهم في ذلك يجدون في حروب بعضنا ضد بعض وعجزنا عن إدارة اوضاعنا مدخلا وسببا كافيا للتدخل في شؤوننا.

وعن الدلائل التي بنى عليها هذه الرؤية للمخطط الامريكي بشأن المنطقة قال مستشار الرئيس اليمني: ربما مر تقرير جنرال الجيش الأمريكي السابق رالف بيترز مرور الكرام على الكثيرين في العالم العربي باستثناء أجهزة الرصد والمتابعة للحكومات المعنية بالتقرير والمنشور تحت عنوان "حدود الدم" في مجلة القوات المسلحة الأمريكية في شهر يونيو الماضي ، والملحق بخارطة شاملة لتغيير معالم دول المنطقة بحكم الاحداث الجسام التي مرت بها المنطقة طيلة هذه الاشهر وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا على شعب لبنان الشقيق ومحاولة قهر المقاومة الوطنية الإسلامية وإنهائها من جنوب لبنان.

واوضح أنه مهما كان اختلاف المواقف تجاه هذه الحرب فقد كان لصمود وتضحية مقاتلي المقاومة فشل اسرائيل في هذه الحرب وإحراز نصر تاريخي غالي الثمن إلا انه كان اول ضربة توجه للمخطط الأمريكي الإسرائيلي في إيجاد شرق اوسط جديد حاولت وتحاول الإدا رة الامريكية ممثلة بوزيرة خارجيتها الترويج له.

وبشأن تقييمه للمشهد الراهن في ضوء ما افضت اليه الحرب على لبنان ، أجاب سالم صالح بالقول: فيما انتهت الحرب على لبنان ما زال يقع على كاهل المنطقة هم وهموم الحرب الدائرة في العراق ومفاسد الاحتلال الامريكي البريطاني لأرض الرافدين وتدهور الأوضاع في محاولة لتقسيم العراق ، أرض الحضارات والأمجاد والتعايش ، مؤكدا انه يتضح من كل الأعمال الدائرة في هذا القطر الشقيق بصمات الموساد وحلفاء إسرائيل في إذكاء الحرب الأهلية الطائفية وفرض واقع التقسيم.

وشدد على ان مظاهر رفض الشعب العراقي الباسل لمخطط التقسيم يتمثل في تلك المقاومة الوطنية الباسلة وجهود كل القوى الوطنية التي وجدت نفسها في هذا المعترك الصعب تحاول إنقاذ العراق او ما بقي من إنقاذه.

وبخصوص التطورات الجارية في الأراضي الفلسطينية ونصيحته للفصائل والأطراف الفلسطينية المعنية قال مستشار الرئيس اليمني إن المشهد في الساحة الفلسطينية وواقع الحال بين الأخوة في "فتح وحماس" لا يسر أي مواطن في العالم العربي والإسلامي الذي أيد واحتضن المقاومة الفلسطينية طيلة نصف قرن من قيام الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين ، متسائلا: هل آن الاوان للذات الفلسطينية في إطار المقاومة الفلسطينية ان تراجع نفسها وان تقيم اوضاعها وفقا للظرف الموضوعي القائم وبما يخدم نضال الشعب الفلسطيني الذي ضحى أكثر من أي شعب نال استقلاله وحقق سيادته في هذا العصر.. وإننا والله لمنتظرون حكمة المقاتلين الذين يقدمون الدم ان تتغلب على أهواء أولئك الذين يحاولون الاستئثار والظهور على حساب تلك الدماء والتضحيات الهائلة التي قدمها الشعب الفلسطيني طيلة نضاله الطويل الباسل والصامد.

الوضع في اليمن

وعن موقع اليمن من كل هذه التطورات والمتغيرات التي تعيشها المنطقة وفي ضوء الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت مؤخرا أشار سالم صالح إلى أن اليمن التي حققت وحدتها قبل 16 عاما جرت فيها مؤخرا انتخابات رئاسية ومحلية بجدية وتنافسية غير مسبوقة والتي كان الفائز الكبير فيها هو الشعب اليمني الذي عبر عن إرادته سلميا ، فيما يفترض على قيادات الحكم والمعارضة التعامل مع اللعبة والقبول بنتائجها بمسؤولية عالية للحيلولة دون انتكاسة التجربة الناشئة وما تمثله من مكسب كبير.

وقال ان ما ينتظره الشعب اليمني كثير وكثير وخاصة بعد تلك الوعود الانتخابية القاطعة التي أصبحت استحقاقات ملزمة وهي ما تستحق المتابعة والتنفيذ بدءا بإصلاح المنظومة السياسية واستكمال البناء المؤسسي للدولة منوها إلى ان الانتخابات أفرزت واقعا متغيرا أوجد تحولات مهمة على الأرض وفتحت أفق المستقبل باعتبار أن الرئيس المنتخب هو ممثل لإرادة الشعب.

وأوضح انه إذا ما طيبت الجراح السابقة من حرب صيف 1994 ومواجهات صعدة ضد تمرد الحوثيين في 2005 ، والمواجهات شبه الدائمة بين الإرهابيين والدولة ، واتجهت اليمن نحو دحر الفساد وأعطيت المجالس المحلية صلاحياتها الكاملة ومنحت المرأة مساحة واسعة في المشاركة فإن اليمن يضع أقدامه على أعتاب العصر وهو يتجنب بذلك الوقوع في مخطط التقسيم وشراك الإمبراطورية القادمة (امريكا) وتابعتها إسرائيل.

تحرك فاعل

ودعا مستشار الرئيس اليمني إلى تحرك فاعل إزاء هذه التحديات التي تجابه الامة، مشيرا إلى أن لكل قطر عربي مشهده السياسي الخاص به ، وأنه مهما كانت أسباب التباعد إلا ان العقل العربي و الإرادة السياسية للأمة تنتظر من القيادات العربية تحركا فاعلا باتجاه وقف تدهور الموقف ولجم الاندفاع الإسرائيلي وإعادة التوازن للموقف العربي. وأضاف أن قوة الأمة لن تكتمل إلا بتكامل أوضاعها وبتوزيع الادوار فيما بين أطرافها وتفعيل الحوار البناء والمتكافئ الذي تقوم به بعض البلدان العربية مع الولايات المتحدة الامريكية بشأن تعديل سياساتها في المنطقة العربية المنحازة كليا لإسرائيل ، مشيرا إلى أن التأثير على الإدارة الامريكية هو دور مهم لا يقل عن دور المواجهة المباشرة مع هذه السياسة الخاطئة وفرض الولاء للإمبراطورية الجديدة تحت مسميات عصرية كالديمقراطية والعولمة.

دور المثقفين

ونوه إلى أن المثقفين والسياسيين العرب مدعوون للوقوف أمام هذه المشاريع من خلال تفعيل الإطارات الوطنية والقومية والإنسانية لإيقاف مخططات إعادة تقسيم الوطن المقسم ، مؤكدا أن الأمة لديها من القدرات والإمكانيات الهائلة ما يمكن من المحافظة على حريتها ووحدتها وثقافتها وعلى معتقداتها وحضارتها والتعايش مع الآخرين بتكافؤ وسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى