على طريق ندوة جامعة عدن .. أمسية أدبية حول لقمان في اتحاد الأدباء بعدن

> «الأيام» محمد محمود أحمد:

> ضمن برنامج الفعاليات الثقافية الرمضانية للعام 2006م، وعلى طريق ندوة جامعة عدن، المزمع انعقادها في النصف الثاني من الشهر الجاري، نظم اتحاد الأدباء فرع عدن الثلاثاء الماضي أمسية أدبية كان موضوعها «محمد علي لقمان رائد النهضة الفكرية والأدبية في اليمن» شارك فيها أ.د. أحمد علي الهمداني نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي والأستاذان توفيق مجاهد، وفضل علي قائد.

حضر الأمسية رئيس وأعضاء سكرتارية فرع عدن ولفيف من أساتذة الجامعة والمثقفين وأدارها الدكتور مسعود عمشوش قائلاً: «هذه أمسية الاتحاد الثانية لشهر رمضان المبارك، نكرسها لعلم من أعلام النهضة والتنوير في اليمن، هو الأستاذ محمد علي لقمان، وتأتي ضمن الجهود المشتركة بين الجامعة والاتحاد للتحضير للندوة التي ستعقدها الجامعة حول العلم الرائد، وفي واقع الأمر نحن اليوم قد نتفق أو نختلف، ولكننا سنناقش بعناية إسهامات لقمان في الحياة الفكرية والأدبية من زوايا مختلفة وإسهاماته التنويرية» .

ثم تحدث أ. د. أحمد علي الهمداني منوهاً بالمبادرة الطيبة للاتحاد في الإسهام مع الجامعة للتحضير لندوة محمد لقمان، ودوره في النهضة الفكرية والأدبية في اليمن، «وهي ندوة تكتسب أهميتها الخاصة، كون الحديث عن لقمان هو الحديث عن عدن، ولا يمكن الحديث عن عدن دون الحديث عن لقمان. وقد ألفت كتاباً حول عدن من الريادة الزمنية إلى الريادة الإ بداعية. ذلك أن عدن بالنسبة لي شيء عظيم، كبير الأهمية سواءً في حياتي أو في تاريخنا، عدن التي احتضنت يوم الوحدة المباركة ورفعت علمها ومثلت ثغر اليمن وحضنها الدافئ، الدافق بالحنان والوطنية التي احتضنت أحرار اليمن الوطنيين منذ وقت مبكر، عدن التي كان لقمان أحد أعمدة النهضة والتنوير فيها، وإذا ذكرناه ذكرنا محمد سعيد الأصنج، محمد عبده غانم، محمد أحمد العبادي، إدريس حنبلة، أحمد حامد الجوهري، علي محمد لقمان وغيرهم كثيرون.

أما حول لقمان، فهناك مجلدان ضخمان صدر الأول منهما بعنوان «المجاهد محمد علي لقمان المحامي، رائد النهضة الفكرية والأدبية في اليمن - 6 نوفمبر 1898م - 22 مارس 1966» وهما يصدران على نفقة نجله ماهر محمد علي لقمان.

وتأتي الندوة الخطوة الثانية أو الاتجاه الثاني في إحياء تراث لقمان وإبراز دوره التنويري، والاتجاه الثالث، هي أمسية هذه الليلة المباركة. في واقع الأمر، لم يكتب أحد كتاباً واحداً عن لقمان، وينفض غبار الزمن عن تلك الفترة من تاريخ هذه المدينة التي بدأ يغرس فيها لقمان بذور النهضة فيها منذ البدء، حين ألف «هل هذه قصاصات ورقية» عام 1923 منذ 83عاماً، لم يكتب أحد عن لقمان وغيره من الأعلام وهكذا ظلت ثقافة عدن شبه مخفية ولم يتحدث أحد عن دور عدن وعن دور لقمان.

ولقمان من عائلة تنتمي إلى همدان وهم يمنيون، من أكبر قبائل هذه الأرض الطيبة. ولقمان قدم مشروعاً تنويرياً لليمن قاطبة وللصومال ولشرق أفريقيا، وجاء إلى عدن حينها عبدالعزيز الثعالبي، وقد أسسوا النادي العربي عام 1925م بحضور أحمد فضل القمندان ثم نادي الإصلاح العربي في التواهي، ونادي الإصلاح العربي في الشيخ عثمان، وكان لقمان واحداً من هؤلاء الذين تبنوا هذا المشروع التنويري. ألف لقمان: لماذا تقدم الغريبون؟ كرد لمؤلف شكيب أرسلان «لماذا تخلف العرب؟» يتضح في رؤيته كاتباً ليبرالياً في هذا الكتاب وغيره.

ومن ذلك الدعوة إلى «إعمام» - أي نشر- التعليم للمرأة والرجل. فأساس مشروعه الفكري هو التعليم. وعام 1949 أسس لقمان الجمعية العدنية، لقد كان لقمان هو الأول في كل شيء، وهناك خطأ شائع حول صيغة الجمعية ونطاقها الضيق، في الوقت الذي كان من مؤسسيها الشيخ الحكيمي، وكثير من زعمائها من أصول غير عدنية. ومحمد علي لقمان أول من أسس صحيفة عربية ذات صبغة وطنية. وكان إلى يوم الاستقلال هناك (50) صحيفة وما لبثت أن بقيت فقط صحيفتان هما «14 أكتوبر» و«الشرارة». كل هذا دفعني إلى تأليف كتاب «المجاهد محمد علي لقمان». وهناك عدد من الأعمال التي يتوجب إعادة إصدارها للقمان، وهو ما نطمح إليه وهي رواية «سعيد» عام 1935م، وأخرى عام 1933م و«كاميلاديفي» عام 1947 ، و«عدن تطلب الحكم الذاتي» وكتاب آخر هو «قصة الثورة اليمنية» و«جولة في بلاد الصومال» وغيرها من الأعمال إلى قبل وفاته في مارس عام 1966م وستصدر تباعاً بإذن الله تعالى. وكذلك مقالاته الصحفية، وعمل كشاف لكل ما كتب في «فتاة الجزيرة». من أجل أن ندرس لقمان يجب أن لا ننسى: 1- وقوف لقمان إلى جانب حركة الأحرار اليمنيين وتوفير الضمان السياسي لهم، 2 - وإصدار «صوت اليمن» من عدن عام 46م وأسس حزب الأحرار اليمنيين وقال الزبيري قصيدته المشهورة «سجل مكانك في التاريخ يا قلم» من عدن. 3- الاعتزاز بالمدينة التي أنجبت محمد علي لقمان. وهناك محطات أساسية لا نغفلها هي شهادة المعاصرين حول لقمان. من أبرز المواقف الرائعة وقوفه إلى جانب ثورة 26 سبتمبر وأول من رحب بالثورة في عدن، ونجا لقمان بأعجوبة من سيف الجلاد. ولأنه أول من دعم حركة 48م وهو الذي صاغ الدستور اللحجي، وكذلك زياراته إلى الصومال ودعواته إلى الإصلاح الاجتماعي ونظام التعليم ، وجمع إلى جانب الإصلاح الديني تأثيره الليبرالي في الحركة الوطنية».

ثم ألقيت مداخلتان من قبل الأستاذين توفيق مجاهد وفضل علي قائد حول الدور التنويري للقمان في الحياة الفكرية والأدبية، هما بحاجة إلى تسليط الأضواء عليهما في عدد قادم إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى