الإسلاميون الصوماليون يحذرون من حرب إقليمية في القرن الافريقي

> مقديشو «الأيام» ا.ف.ب/رويترز:

>
مواطن صومالي مع عائلته وصلوا إلى حدود الصومال مع كينيا هربا من المعارك الدائرة
مواطن صومالي مع عائلته وصلوا إلى حدود الصومال مع كينيا هربا من المعارك الدائرة
حذر المجلس الاسلامي الاعلى في الصومال أمس الاحد من اندلاع حرب اقليمية في القرن الافريقي اذا لم يضغط المجتمع الدولي على اثيوبيا لسحب قواتها التي يتردد انها تنتشر في الاراضي الصومالية.

وقال ان التواجد الاثيوبي في البلاد سيقضي على جهود السلام بين المجلس وبين الحكومة الصومالية الضعيفة ويؤدي الى نشوب نزاع يمكن ان يشمل الدول المجاورة.

وبعد يوم من اصدار الاسلاميين امرا باغلاق الحدود مع اثيوبيا بعد اتهام اديس ابابا بغزو الاراضي الصومالية وقصفها وزرع الالغام فيها، دعوا الى ممارسة الضغط الدولي على اثيوبيا المجاورة لسحب قواتها.

وقال رئيس المجلس الشيخ شريف شيخ احمد "نحن لا نهاجم او نقوم باعمال عنف داخل اثيوبيا، ولذلك فاننا نطلب من المجتمع الدولي الضغط على اثيوبيا للخروج من الاراضي الصومالية".

واضاف "اذا لم يحدث ذلك، فان الانعكاسات ستكون خطيرة وستنتشر الحرب في كافة انحاء المنطقة".

واضاف في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع مع المبعوث الايطالي الى الصومال ماريو رافييلي في مقديشو التي يسيطر عليها الاسلاميون "اذا كانت اثيوبيا تريد نقل العنف الى داخل الصومال، فسوف نرد بالعنف، وسيكون من الصعب اعادة عملية السلام الى مسارها"، في اشارة الى المحادثات التي تتوسط فيها دول عربية والمقرر ان تستأنف في السودان في نهاية هذا الشهر.

وتخشى اثيوبيا التي ينتمي معظم سكانها الى المسيحية من تزايد نفوذ الاسلاميين الذين تتهمهم بانهم "جهاديون" وتدعم الحكومة الصومالية الانتقالية ودعواتها الى نشر قوات حفظ سلام اقليمية في الصومال.

الا ان اديس ابابا نفت مرارا تقارير شهود عيان بوجود قوات اثيوبية في الصومال والتي كان آخرها يوم السبت ودفع بالاسلاميين الى اغلاق الحدود مع منطقة هيرار المركزية بعد اتهامها اثيوبيا بشن اعتداء.

وينظر بعض المراقبين الى الصومال على انها ارض معركة بين اثيوبيا وخصمها اريتريا التي تتهم بدعم الاسلاميين وعارضت علنا نشر قوات حفظ سلام في الصومال.

كما تعهدت أمس الأحد ميليشيا كانت تسيطر على ميناء كيسمايو الصومالية إلى أن سيطر عليه الإسلاميون الشهر الماضي باستعادة المدينة وشجعها في ذلك سلسلة من الاحتجاجات ضد القيادة الجديدة.

وقال عبد الله إسماعيل القائد الجديد لتحالف وادي جوبا وهو سلطة مستقلة كانت تسيطر على كيسمايو قبل أن يسيطر عليها الإسلاميون في 25 سبتمبر إن الاحتجاجات التي هزت البلدة أوضحت أن الإسلاميين غير مرغوب فيهم.

وتابع لمحطة سيمبا اف.ام الإٍذاعية في مقديشو "سنسترد كيسمايو قريبا" مضيفا أن قواته ستستهدف أولا بلدة بوالي الواقعة أيضا تحت سيطرة الإسلاميين والقريبة من كيسمايو. وقال سكان إن البلدة يسودها التوتر.ومدد الإسلاميون سريعا قبضتهم في الصومال منذ الاستيلاء على العاصمة مقديشو في يونيو وتركوا الحكومة المؤقتة في عزلة متزايدة في بلدة بيدوة الجنوبية الصغيرة.

لكن سيطرتهم على كيسمايو الشهر الماضي وهي ثالث أكبر مدن الصومال قوبلت باحتجاجات. وانتهى أحدث احتجاج يوم الجمعة بالقبض على مئة فرد بعد أن أطلقت قوات الإسلاميين أعيرة نارية في الهواء.

وقال المحتجون إنهم ضد الادارة الجديدة التي شكلها الإسلاميون والتي يقولون إنها لا تتضمن تمثيلا عادلا للقبائل المختلفة.

واحتج المتظاهرون أيضا ضد حظر الإسلاميين لدور العرض السينمائي ونبات القات الذي تبيعه النساء ويمضغه معظم الرجال في الصومال.

وقال إسماعيل "قال الإسلاميون إن سكان كيسمايو وجهوا لهم الدعوة بالحضور. إذا كان هذا هو الأمر فلماذا يحتج الناس كل ليلة ؟"

ولم يرد تعليق فوري من الإسلاميين لكنهم وصفوا في الماضي منظمي الاحتجاجات بأنهم سياسيون من مثيري الشغب.

وإسماعيل حليف لوزير الدفاع الحالي في الحكومة الصومالية المؤقتة الهشة عبدالقادر ادن شيري المعروف ايضا باسم بري هيرالي.

وقال إن هيرالي الذي كان قائدا لتحالف وادي جوبا - إلى أن وقع انقسام في التحالف عندما سلم بعض المقاتلين أسلحتهم للإسلاميين - يساند خطة إعادة السيطرة على كيسمايو.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين يوم الجمعة إن المخاوف من تجدد القتال حول كيسمايو أرغمت أكثر من 20 ألف صومالي على الفرار عبر الحدود إلى كينيا خلال الأيام القليلة الماضية. وسعى نحو 30 ألف صومالي للحصول على حق اللجوء في كينيا منذ بداية العام.

وقالت وكالة اللاجئين إن استمرار توافدهم يمكن أن يفوق بكثير طاقة استيعاب مخيمات اللاجئين.

وتعتبر الحكومة المؤقتة الاستيلاء على كيسمايو انتهاكا لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه في محادثات سلام في السودان.

وعاد إلى مقديشو زعيم الاسلاميين شيخ شريف أحمد قادما من رحلة إلى دبي والتقى مع السفير الايطالي لدى الصومال ماريو رافاييللي أمس الأحد لبحث الاجتماع القادم لمحادثات السلام مع الحكومة والمقرر عقده في الخرطوم يوم 30 أكتوبر. وقال شيخ شريف أحمد الذي قال إنه اجتمع أيضا مع رئيس البرلمان شريف حسن شيخ ادن في دبي إن حركته شرحت للسفير أسباب معارضتها لنشر جنود حفظ سلام أجانب في الصومال وهو ما تريده الحكومة المؤقتة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى