(ختايم) شهر رمضان بحي السلام بكل ألوان الطيف .. الشيخ الجفري: ختايم رمضان عادة انسانية تقرب بين الناس وتقوي صلة الأرحام

> «الأيام» فؤاد باضاوي:

>
صورة من أمام مسجد الفلاح تظهر فيها الجمال والباعة
صورة من أمام مسجد الفلاح تظهر فيها الجمال والباعة
تتواصل في ساحل ووادي حضرموت ليلياً مراسيم (الختايم) السنوية الرمضانية للمساجد وهي عادة رمضانية دأب عليها الأهالي خلال الشهر الفضيل منذ القدم بحسب برنامج زمني تحدده الجهات المعنية، وتمثل (الختايم) تقليدا حضرميا يتم خلاله دعوة الأهل والأصدقاء للإفطار في الليلة المحددة للختم وتتألف القلوب وتقوى صلة الأرحام بين الأهل، و(الختايم) عادة لها مدلولها الإنساني والروحاني في المقام الأول، خاصة وأنها تأتي في شهر الرحمة والمغفرة، وهي تراث إنساني رمضاني بحاجة إلى تأصيله والحفاظ عليه من الاندثار.

ومن بين مراسم (ختايم) مساجد مدينة المكلا ظهر الختم السنوي الثالث لمسجد الفلاح بالمكلا كحالة خاصة ومميزة شهدت حضوراً مميزا من كل أبناء المدينة، حيث قام مجموعة من شباب حي السلام بتبني هذه الفعالية وتكفل الشاب الخلوق وسيم حسين النهدي، بشراء الشالات والثياب وتوفير (الكوافي) والفوانيس والمباخر ومجموعة من الأزياء والأسلحة الشعبية التراثية، وتم استئجار ثلاثة جمال تم توشحيها باللون الأخضر يقودها ثلاثة من الشباب، وتحول يوم التاسع من رمضان إلى يوم فرح وتميز مكلاوي صاغه أبناء حي السلام ينشدون المحبة والحفاظ على التراث وإحياءه، فبعد صلاة العصر احتشدت في الشارع الممتد من مسجد الفلاح بحي السلام وحتى الشارع المحاذي لمستشفى باشراحيل أعداد كبيرة من المواطنين في انتظار بدء الاحتفال وسط فرح وابتسامات الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وتقدمت الجمال موكب الاحتفال، تلاها حملة المباخر ينشرون الروائح هنا وهناك ومن ثم تأتي مجموعة المنشدين وضاربي الطار وحملة الفوانيس وهم يؤدون الحركات الصوفية ويرددون الأناشيد الدينية المعبرة والمعظمة لشهر رمضان الكريم، ليخترق موكب الاحتفال الشارع الرئيسي قبل العودة إلى موقع الختم السنوي لمسجد الفلاح بحي السلام، حيث تم توزيع الأضواء والأنوار الاحتفالية على شوارع حي السلام وتوزيع سعف النخيل في أركان المنازل، فكان الختم السنوي لمسجد الفلاح أنموذجا للحفاظ على الموروث الشعبي الرمضاني والعادات والتقاليد الجميلة وتطويرها بما لا يخدش جمالها وقيمها الإنسانية.

أثناء الاحتفال
أثناء الاحتفال
«الأيام» في قلب الفرح
اللجنة المنظمة للختم وجهت الدعوة لصحيفة «الأيام» ممثلة بكاتب السطور ومصوريها في المكلا خالد بن عاقلة ومحي الدين سالم برك ورشيد بن شبراق، لحضور الإفطار ومراسم الختم السنوي لمسجد الفلاح، وتم التقاط الصور المعبرة والمجسدة للفرح والتميز الرمضاني الروحاني البديع، الذي أشعلته الجهود الخيرة لشباب حي السلام وتنقلت عدسات كاميرات «الأيام» هنا وهناك ترصد لحظة فرح وحالة تأمل وابتسامة طفل و(زغرودة) امرأة تنطلق من شرفات المنازل وألف حكاية وحكاية.

وكان واجباً أن نقترب من صاحب الفرح الشاب الخلوق وسيم حسين النهدي، الذي قال لـ «الأيام»: «أولا أشكر لكم حضوركم وتميز صحيفتكم الغراء التي كانت حاضرة أيضاً في الختم السنوي الثاني من شهر رمضان العام المنصرم، ونشرتم تغطية له في حينه».

سألنا الأخ وسيم: بماذا تميز احتفال هذا العام لمسجد الفلاح؟ فقال: «هذا العام الختم كان مختلفاً، كل شيء فيه مختلف، حيث أشركنا الجمال في الاحتفال لما لها من ارتباط بتاريخ العرب والمسلمين، وتم توسيع إنارة الشوارع بتشكيلات رائعة إلى جانب ظهور الأسلحة والأزياء الشعبية القديمة، ووجهنا الدعوة للشخصيات الاجتماعية ورجال الدين من مختلف أبناء المدينة لحضور الاحتفال، وهدفنا من إقامة هذا الاحتفال إظهار الموروث الشعبي الرمضاني والتعريف بعادات وتقاليد الأجداد والعادات الأصيلة التي تربينا عليها منذ الصغر، وقد شاهدتم الفرح والابتسامة على وجوه الصغار والكبار حتى النسوة زغردن فرحاً بما شاهدنه من كرنفال جميل حوى كل أزياء التراث الشعبي، وسنسعى في رمضان القادم إذا مدنا الله بالصحة والعافية إلى إدخال أشياء جديدة على الختم السنوي لمسجدنا، وقد عزمنا على تشكيل لجنة تحضيرية كنواة لجمعية السلام الشبابية التي سنقوم إن شاء الله من خلالها برعاية الموروث الشعبي بمختلف أنواعه، ورعاية الشباب وتنمية قدراتهم، ومساعدة المحتاجين والمرضى والمعوزين، ومساعدة الشباب على إكمال دينهم، وتوفير أدوات الأعراس والواجبات الاجتماعية الأخرى بأسعار رمزية، وقد أبدى بعض التجار استعدادهم لدعم الجمعية التي سوف نعلن عنها فور استكمال الإجراءات القانونية والنظام الداخلي الخاص بها».

الشيخ الجفري: في الختم يتم ختم المصحف الشريف
وبعد الإفطار كان لنا لقاء مع الشيخ عبدالقادر حسن الجفري، إمام وخطيب مسجد بازرعة بحي السلام، حيث سألناه عن ختم مسجد الفلاح والفعاليات التي نظمها الشباب فأجاب:

حملة المباخر والفوانيس
حملة المباخر والفوانيس
«(الختايم) الرمضانية لها أهميتها في حياة أبناء حضرموت عامة ومدينة المكلا خاصة، ففيها تنظم الأفراح وتحتفل الأسر بذويها ويتزاور الناس فيما بينهم، و(الختايم) يتم فيها ختم المصحف ليلة الختم الخاص بأحد المساجد، والخروج بعد ذلك في احتفال يسمى (الزف) ينطلق الى أقرب ضريح للأولياء الصالحين، حيث يردد المحتفلون الأناشيد الدينية وهم يحملون الطيران والفوانيس والمباخر، وهي عادة تتم في وقت متأخر من الليل في ختم كل مسجد. وما قام به الشباب عصراً شيء رائع جلب الفرح والسرور على الجميع فشكراً لهم من الأعماق، وشكر خاص للشاب وسيم النهدي، وربـنا يديم الأفراح والسـرور على الجميع».

ضحك ولعب وحب
بعد الإفطار تجولنا في ساحة المسجد حيث انتشر الباعة يعرضون بضائعهم من الحلويات والمكسرات وألعاب الأطفال، في حين يركب الأطفال المراجيح، وشاهدنا الآباء يتنقلون بأطفالهم يشترون لهم حلويات الختايم والألعاب وسط أضواء الزينة وضحكات الأطفال وفرحهم الصافي الصادق.

وخلال تجوالنا لمحنا في إحدى الزوايا رجلاً مسناً، فاقتربنا منه وسألته: بماذا تفكر يا حاج؟

فقال: اليوم عيد وفرح وسرور، لقد أعاد ختم مسجد الفلاح بحي السلام لهذا العام الفرحة للنفوس، وأعادنا إلى أيام زمان وأحسن، وتذكرت أيام الختايم قديماً وما أجمل الذكريات! وربنا يعيد علينا رمضان ومكلانا الجميلة بخير وفرح وسرور.

فقلت له: آمين. ورمضان مبارك وكل عام والجميع بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى