شاهدة كردية تقول إن قوات صدام دفنت أفراد عائلتها أحياء

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
شاهدة كردية
شاهدة كردية
قالت شاهدة كردية في محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين أمس الإثنين بشأن ابادة جماعية إن قوات صدام دفنت أفراد عائلتها أحياء في مقبرة جماعية خلال عملية الأنفال العسكرية ضد الأكراد في الثمانينيات.

كما استمعت المحكمة أيضا إلى شهادة مروعة بشأن الأوضاع في سجن نقرة السلمان الصحراوي في جنوب العراق حيث أدت قلة الطعام وتلوث المياه إلى مرض ووفاة كثير من الأكراد الذين اعتقلوا وأرسلوا إليه.

وتحدث اثنان من الشهود الأربعة الذين أدلوا بإفاداتهم أمس عن كلب أسود استخرج وأكل جثث سجناء كما تحدث واحد عن كيفية اجبار حراس السجن نساء بينهن فتيات على الاستحمام أمامهم بينما كانوا يطلقون النار فوق رؤوسهن.

وكان هؤلاء أحدث شهود يدلون بأقوالهم في المحاكمة التي تجرى لصدام عن حملة الأنفال عام 1988 ضد الأكراد في شمال العراق والتي يقول الادعاء إن عشرات الآلاف قتلوا خلالها في هجمات بالغاز وقصف وعمليات إعدام.

وقالت شاهدة كردية للمحكمة عبر مترجم "أنا أعرف مصير عائلتي,لقد دفنوا وهم أحياء. أريد أن أسأل صدام ما هو ذنب النساء والأطفال."

وأضافت للمحكمة أنه تم العثور على بطاقات هوية خمسة من أخواتها في مقابر جماعية في السماوة بجنوب العراق.

ولم تقل المرأة كيف علمت أن أسرتها دفنت حية غير أن خبراء الطب الجنائي الذين تقودهم الولايات المتحدة قالوا إن بعض الضحايا الذين استخرجوا من مقابر جماعية كانوا لا يزالون على قيد الحياة لدى دفنهم رغم إطلاق النار عليهم وأغلبهم من مسافة قريبة.

وقال الادعاء إن آلاف الأكراد بينهم نساء وأطفال أخذوا من قراهم وأعدموا ثم ألقي بهم في مقابر جماعية في شمال وجنوب العراق.

واستؤنفت محاكمة صدام أمس بعد توقف دام اسبوعين. وسادت الفوضى في الجلسة الماضية عندما طرد صدام من قاعة المحكمة وانسحب محاموه بسبب عزل رئيس المحكمة.

وكان صدام والمتهمون الآخرون الستة حاضرين أمس ولكن فريق الدفاع واصل مقاطعة المحاكمة احتجاجا على عزل رئيس المحكمة عبد الله العامري لقوله إن صدام لم يكن دكتاتورا.

وتقول جماعات مدافعة عن الحقوق القانونية إن هذا العزل من الممكن أن يضر بمصداقية المحاكمة.

ويحاكم صدام (69 عاما) وابن عمه علي حسن المجيد وخمسة قادة سابقين بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لدورهم في حملة الأنفال التي يقول الادعاء إنها أسفرت عن سقوط 182 ألف كردي بين قتيل أو مفقود.

ويواجه جميع المتهمين عقوبة الإعدام في حالة إدانتهم,كما يواجه صدام وابن عمه المعروف باسم "علي الكيماوي" تهمة إضافية وهي ارتكاب ابادة جماعية.

وفي جلسة سابقة دافع صدام عن سياسة قمع المتمردين الأكراد في الثمانينيات في الوقت الذي كانت تخوض فيه حكومته التي كان يقودها السنة حربا ضد إيران الشيعية متهما إياهم بأنهم كانوا "عملاء لإيران والصهيونية."

 محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومعاونيه
محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومعاونيه
وقالت الشاهدة الأولى إن الجيش أحرق قريتها حتى سويت بالأرض في ابريل نيسان عام 1988 واعتقلوها إلى جانب ثمانية آخرين من عائلتها,وقالت إنها عندما كانت في السجن كان النساء يجبرن على الاستحمام أمام الجنود. وذكرت أنها كان عمرها 13 عاما في ذلك الحين.

وأضافت "شاهدت بعيني كثيرا من الناس بينهم طفل توفوا بسبب نقص الطعام وبسبب المياه الملوثة."

وقال شاهد آخر هو عبد الهادي عبد الله محمد وهو مزارع كان يرتدي الزي التقليدي الكردي إنه لم يشاهد زوجته التي كانت حاملا وأمه وأخوين واختين له وأربعة من أطفالهم منذ دمرت القوات العراقية قريته في عام 1988.

وأضاف أنه علم فيما بعد أن أمه مرضت وتوفيت في سجن نقرة السلمان بينما عثر على بطاقتي هوية أخت وأخ له في مقبرتين جماعيتين في السماوة.

وقال إن حماته التي كانت ضمن المعتقلين أيضا أبلغته بأن كلبا أسود ورد ذكره ضمن شهادة الشاهدة الأولى أخرج جثة أمه وأكل منها.

وقالت عجوز كردية لم ترغب في ذكر اسمها إن ابنة لها كانت تبلغ من العمر عاما واحدا توفيت في السجن بينما اختفى أثر ابنيها وانه يعتقد أنهما دفنا بمقابر جماعية. واضافت أن زوجها "أصابه الجنون" بعد اعتقاله في نقرة السلمان.

وينتظر صدام حكما في قضية أخرى فيما يتعلق بقتل شيعة من بلدة الدجيل عام 1982 بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها.

ومن المقرر أن تنعقد المحكمة التي تحاكم صدام في قضية الدجيل مجددا يوم 16 أكتوبر تشرين الأول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى