المفوضة السامية لحقوق الانسان .. المئات قتلوا في هجمات بدارفور

> جنيف «الأيام» ريتشارد وادينجتون :

> قالت المفوضة السامية لحقوق الانسان بالأمم المتحدة أمس الإثنين إن "مئات" المدنيين وهو عدد أكبر بكثير مما كان يعتقد من قبل ربما يكونون قتلوا في هجمات للميليشيات اواخر اغسطس آب في دارفور.

وقال مكتب المفوضة السامية لحقوق الانسان لويز أربور ان الهجمات نفذت فيما يبدو "بمعرفة وبمساندة مادية" من الحكومة.

وأضاف المكتب في تقرير "الهجمات جرت... على نطاق واسع وانطوت على عدد كبير من القرى ونفذت على مدار بضعة ايام. علم الحكومة إن لم يكن اشتراكها في الهجمات بات من شبه المؤكد."

وقال المكتب في بيان مصاحب "يحث مكتب المفوضة السامية لحقوق الانسان...حكومة السودان على أن تعطي أوامرها باجراء تحقيق مستقل في الهجمات الأخيرة التي شنتها الميليشيات والتي ربما تكون تسببت في مقتل مئات المدنيين في جنوب دارفور."

وفي مطلع الشهر الماضي أفاد مكتب مفوضة حقوق الانسان بأن العدد المحتمل للقتلى من جراء الغارات التي بدأت قرب بورام في 28 اغسطس آب واستمرت حتى سبتمبر ايلول يبلغ 38 قتيلا. وذكر ان كثيرا من العشرة آلاف شخص بالقرى التي استهدفتها الغارات ومجموعها 45 قرية اجبروا على الفرار.

لكن مكتب المفوضة عدل عدد القتلى في أحدث تقرير له بشأن الوضع في دارفور والذي وضع بالاشتراك مع بعثة المساعدة التابعة للامم المتحدة في السودان إستنادا إلى مقابلات مع ناجين من هجمات ومصادر أخرى.

وقال التقرير "الهجمات واسعة النطاق أدت إلى نزوح شابته الفوضى وتفرق العائلات على نطاق واسع وفقدان عدد كبير من الاطفال...معظم القرى التي هوجمت خاضعة لسيطرة الحكومة."

وأودى العنف في دارفور بأرواح عشرات الآلاف منذ عام 2003 وأجبر اكثر من مليونين على النزوح عن ديارهم بعد تحول صراع عرقي بين القبائل البدوية العربية والقبائل الافريقية الى حرب.

وأضاف المكتب أن ما بين 300 و1000 مسلح من قبيلة الحبانية العربية نفذوا الهجمات,بينما تسببت هجمات لاحقة شنها مسلحون من قبيلة الفلاتة الموالية للحكومة في تفرق السكان على نحو أسوأ مما اعاق جهود الإغاثة.

وأورد التقرير أقوال مسؤولين محليين ذكروا إن الهجمات جاءت ردا على عمل قام به المتمردون فيما سبق في المنطقة غير أنه لا توجد علامات تذكر على وجود المتمردين في ذلك الحين.

وأضاف التقرير أنه في خمس من الهجمات الرئيسية التي شكلت أساسا للتقرير ارتدى أفراد ميليشيات زيا موحدا باللون الكاكي يشبه ذلك الذي ترتديه القوات الحكومية وحملوا أسلحة ثقيلة في معظم الحالات ورافقتهم عربات.

ومضى يقول إن "عددا ممن جرت معهم مقابلات أشاروا الى ان افراد الميليشيا من قبائل الحبانية ليس لديهم عربات أو هذا النوع من الأسلحة الثقيلة التي استخدمت."

وأضاف أن هدف الهجوم فيما يبدو كان طرد المستوطنين الذين وصلوا الى المنطقة في السبعينات هاربين من الجفاف في شمال دارفور.

وبالرغم من أن فصيلا متمردا واحدا هو الذي وقع اتفاق السلام فإن الأمم المتحدة تقول إن الوضع الانساني في دارفور في تدهور. وتقاوم الخرطوم ضغوط الأمم المتحدة للقبول بأن تحل قوة دولية محل قوة الاتحاد الافريقي المتمركزة هناك والتي تعاني بشدة من نقص الاموال وضغط المهام. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى