تركة السياسة الخارجية لبوش تحوطها الأزمات

> واشنطن «الأيام» كارول جياكومو:

>
عامل عراقي يبكي بعد تلقيه العلاج في المستشفى في بعقوبة يوم أمس وكان مجهولون قد هاجموه هو وثلاثة آخرون
عامل عراقي يبكي بعد تلقيه العلاج في المستشفى في بعقوبة يوم أمس وكان مجهولون قد هاجموه هو وثلاثة آخرون
كلما اقترب الرئيس الأمريكي جورج بوش من انتهاء ولايته ازدادت المشاكل المحيطة بتركته فيما يخص السياسة الخارجية بما في ذلك احتمال اندلاع حرب أهلية شاملة في العراق وإمكانية أن يخلف وراءه دولتين جديدتين تملكان أسلحة نووية هما ايران وكوريا الشمالية.

حركة طالبان عاودت الظهور بنشاط في افغانستان والفلسطينيون يمزقهم الاقتتال الداخلي وجهود وقف الإبادة الجماعية في دارفور فشلت والمخاوف مستمرة بشأن جاهزية الجيش الأمريكي فيما يقول منتقدون إن رؤية بوش لتعزيز ونشر الديمقراطية في الشرق الأوسط أفرزت نتائج مختلطة بل وسلبية في بعض الأحيان.

وقال ايفو دالدر من معهد بروكينجز والمستشار السابق في إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون "العالم كان مليئا بالمشاكل حين أصبح بوش رئيسا عام 2001 وفي كل حالة حول المشكلة الى تهديد." ولا ينزع الجمهوريون الى توجيه الانتقاد العلني بهذا الشكل للرجل الذي قاد البلاد للحرب بعد هجمات 11 سبتمبر التي نفذها تنظيم القاعدة غير أن استطلاعات للرأي وروايات تبينها أدلة تظهر أن هناك درجة خطيرة من عدم الارتياح تسود صفوف الحزب ايضا.

ويمثل هذا تحديا كبيرا حيث يسعى الجمهوريون جاهدين للاحتفاظ بالسيطرة على الكونجرس الأمريكي في الانتخابات التي تجري في نوفمبر المقبل.

ولم يجاهر أحد بالاختلاف مع بعض اكثر مواقف الرئيس الحالي إثارة للجدل سوى جيمس بيكر الموالي لأسرة بوش والذي كان وزيرا للخارجية ورئيسا لفريق العاملين بالبيت الأبيض في عهد الرئيس بوش الأب.

وقال بيكر الذي يترأس حاليا لجنة مؤلفة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإعادة تقييم الاستراتيجية في العراق لتلفزيون ايه.بي.سي يوم الأحد إن من المتوقع أن تحيد اللجنة عن خطة بوش المصممة على الاستمرار في العراق حتى النهاية. كما تبنى مبدأ "الحديث الى أعدائك" وهو الأمر الذي قاومه بوش مع كل من ايران وكوريا الشمالية وسوريا.

ويتوقع أن يوصي تقرير اللجنة الذي لم يكتمل بعد ببدائل "تنقذ ماء الوجه" بحيث يستطيع بوش في نهاية المطاف تخليص الولايات المتحدة من (محنة) العراق.

وتفقد المشاركة الأمريكية في العراق شيئا فشيئا الدعم الشعبي حيث تتزايد الخسائر البشرية اذ يقتل اثنان او ثلاثة من الجنود الأمريكيين في العراق يوميا في المتوسط. ويبدو أن العراق ينزلق نحو حرب أهلية. وحث السناتور جون وورنر وهو من الحزب الجمهوري ويرأس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ مؤخرا على "تغيير المسار".

ويدافع بوش عن حرب العراق باعتبارها جزءا من رد فعل اكبر لمواجهة الإرهاب العالمي.

لكن دالدر مؤلف كتاب عن السياسة الخارجية لبوش قال إن حرب العراق "خطأ استراتيجي نبع من الاعتقاد بأن العالم في حالة سيئة للغاية بحيث يصبح من المستبعد أن نرى مجددا ابدا رئيسا قادرا على إدارة السياسة الخارجية على هذا الأساس." وقال دالدر لرويترز إن بوش كان ثوريا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية خلال ولايته الرئاسية الأولى لكن "الثورة انتهت وحتى بوش يدرك الآن أن فكرة أن امريكا غير الملتزمة بالقواعد والقوانين والمؤسسات الدولية قادرة على تعزيز مصالحها هي فكرة خاطئة." وفي ظل العنف اليومي في العراق وإعلان كوريا الشمالية يوم الاثنين أنها أجرت أول تجربة نووية لها فإن هذا يعيد للأذهان أن كوريا الشمالية وإيران مستمرتان في برامجهما النووية دون مانع بالرغم من تعهد بوش بالقضاء على هذا الانتشار النووي. وتنفي ايران اتهامات توجهها لها القوى الكبرى بأنها تحاول إنتاج أسلحة نووية.

اما فيما يخص كوريا الشمالية على وجه الخصوص فيجادل منتقدون بأن بوش انتظر طويلا جدا ليعقد محادثات عن البرامج النووية لبيونجيانج ولم يسمح لمفاوضيه بقدر يذكر من المرونة لمناقشة اتفاق جدي ولم يزل قط الشكوك في أن ما يريده حقا هو تغيير النظام في كوريا الشمالية.

ودافع بيتر بروكس المسؤول البارز في البنتاجون إبان ولاية بوش الرئاسية الأولى عن الإدارة قائلا "الكثير من هذه التحديات التي نتعامل معها لها تاريخ طويل" بما في ذلك البرنامج النووي الكوري الشمالي الذي يرجع الى ما بين 20 و30 عاما والبرنامج الإيراني الذي هو قيد الإنشاء منذ نحو 20 عاما ايضا.

وقال بروكس المحلل في مؤسسة (هيريتدج) البحثية المحافظة "محاولة إلقاء كل هذه المشكلات على عاتق البيت الأبيض الحالي لن تكون ملائمة." وحقق بوش إنجازات كبيرة فيما يخص إقامة علاقة جديدة مع الهند اكبر ديمقراطية في العالم بعد فترة من الاغتراب عن الولايات المتحدة. غير أن أهم ما في هذه العلاقات الجديدة وهو اتفاق للتعاون النووي مازال في الكونجرس بانتظار موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي عليه. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى