أحاديث الذكريات والوفاء والهم الرياضي

> «الأيام الرياضي» عبدالكريم الهتاري:

>
فريق التواهي قديم
فريق التواهي قديم
نجم فريق شباب التواهي والمنتخب في الزمن الكروي الجميل ... إلى حبيب رحل عنا نحو الذكريات (الفقيد عبدالله عبده علي) .. إن مرحلة العمر تزداد صعوبة وآلاماً.. وهي تجتاز المجهول من الاقدار.. وكم كان الصبر قاتلا لي بآلامه.. ففي محطات انتظار المجهول.. كان لهذه الاسرة العريضة رياضة وبناء للحياة نصيبها في المعاناة التي لا تغيب حتى الآن عن داخلنا، خاصة وأنني عشت بحدسي وأفكاري مع راعيها الأول الذي فجعت به كل تجمعات الرياضة والبناء.. ولقد كنت أحد اثنين كان هذا الآب يهتم بهما ويسأل عنهما.. فلقد كنت ضمن ابنائه الذين رفعوا اسم اليمن دوليا رغم انعدام أبواب الاعلام الخارجي آنذاك.. وكنت أباً لكل رياضيي ورياضيات العمر الذهبي.. أباً بالنصيحة، أباً بالرعاية، أباً حتى بالغضب علينا .. ونحن على صدرك نبكي فرحاً باسم اليمن في أفق العالم الخارجي.

ولم تمر فترة لم نُشفَ من آلام بكائنا وصبرنا برحيل أبينا المغفور له عبده علي إلا وتساقطنا من جديد على نفس أرضية هذا البيت الطيب بذكرياته ورجاله والأحاديث عنه. لقد فجعت بكل صدق برحيل أحد أبطالنا الذين صنعوا ألق الرياضية اليمنية الذهبية، وهذا قدر الإنسان في موكب الحياة. لقد رحلت عنا بصمت القناعة في الحياة، ولم نسأل عنك فقد كنت أشعر عند آخر لقاء قريب لي معك، بأنك ستظل موجودا حين ودعنا بعضنا لنلتقي .. وها أنا التقي بك بدموعي وآلامي دون اجتماع.. وتأكد يا حبيبي الراحل أن بقية من يحيا.. قد يجعله لكتابة الذكريات وفاء وحبا لمن غاب، وعسى أن نجد من يكتب عنا إذا غبنا.

فصبرا جميلا يا آل عبده علي، في كل آلامكم، صبرا عزيزا في مصابكم الأخير رحيل حبيبنا الطيب الذكر عبدالله عبده علي.. ندعو الله عز وجل بأن يطيب الله ثراه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

إلى حبيب كان يقودنا لإعجابنا به (عبدالله أحمد إسماعيل «عباد»)
لا أدري كيف اصل اليك لا أدري كيف أجعلك تحس بأن الوفاء في قلوب المحبين لا يموت بل يزداد اتساعا مهما باعد بيننا الزمن .. لا أدري هل تسمع صراخاتي وأنا أناديك.. يا عباد.. متى نلتقي ونحيي ذكريات الأمس؟!.. متى أقف أمامك وأنت قائدي في فريق المتعة والإبداع شباب التواهي؟!.. أسمعك وأطيعك رغم كل الاختلافات.. متى يا عباد تنتبه قيادات الوطن وسادات القرار؟!.. متى يسمع رئيس هذه الجمهورية اليمنية أصواتنا الباكية المتألمة الصارخة من أجل إنقاذك.. فأنت البطل الذي لا يجب أن يظل مجهولا، أنت البطل الذهبي الذي لا زال جميلا بحديثه.. وعزيزا بتعامله ..أنت الاكسبريس الطائر.. انت القدم الذهبية .. أنت الذي مازلت أذكرك في عالمنا الكروي الآن، وإن أجمل الاشياء المفروضة والواجب عملها، أن تكون لمحبوبنا رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح يد رياضية خاصة يمنحها للمستحقين أبطال اليمن من اجل غطاء الرحمة.. وأنت يا عباد أول من يستحقها .. فما أعظمك يا سيدي الرئيس وأنت تعطف على أبنائك بحق.. وابنك عبدالله أحمد إسماعيل في انتظار رحتمك.. إنه وإننا جميعنا ابناء مدينة سمتها التواضع والبساطة .. مدينة التواهي، المدينة التي لم يكرم واحد من ابنائها لا في مهرجان اعتزال ولا في احتفاءات التكريم .. مدينة التواهي التي لم يبق منها إلا بضع اصابع من اليدين.. يا سيادة الرئيس يا سيادة ابن اليمن الأول علي عبدالله صالح، نناشدك ان تنقذ حبيبنا الرياضي عباد من مرضه القاتل على فراش الاستكانة والانتظار فأنت الذي يرحم قبل الآخرين.

إلى حبيب لا زال ذلك الذي غبت عنه (أحمد علي مهدي)
فجأة جلس أمامي، وحدقت فيه.. لقد ظل كما كان، لم تؤثر فيه مساحات الزمن ولا تباعد الحب في قلوب كان يقتلها حب الانتصار في المستطيل الاخضر.. وفي لحظة خاطفة تبادلنا شجون الغياب وهموم الحياة .. لقد ظلت نفس الابتسامة والكلمات السلسة والافكار القيمة، وتعامله مع الذي غاب ومع الذي استمر قريبا منه.. وكنت اعتقد تماما كما لعبنا ضد بعض أن الاعاصير بكاملها لن تغير في سلالم الحياة .. فأنت يا أحمد علي مهدي، يا عالي الشهادة، يا واسع القلب، يا مسئول جمعية عدن المبرة.. ايقنت منذ رأيتك امامي بعد سنوات من العمر أن استقامة الإنسان في مجاهل وتعرجات حياته، سيظل بها راسخ الانتظام .. وسيكون مواجها قادرا لكل التيارات، ولن تقذف به الايام خارج رحمتها، كما أرى في كل شوارع الكثير من عمالقتنا السابقين وهم يبحثون عن عطف الآخرين بشكل جارح ومؤسف.

مثلك يا عزيزي أحمد علي مهدي.. نادر في زمن ليس نادرا بأوجاعه وأحزانه .. مثلك لا بد أن يكون درسا حياتيا لمن كان بطلا في عالم الكرة بكل فنونها.. ثم صار بطلا في عالم الهموم الاجتماعية .. انني ما زلت أشعر أن من أصابه الزمن في عينيه وفي جسده وفي حياته وفي الكثير من شئونه كان نتاجا لأنه لم يفهم ماذا يريد منه الزمن، وكيف يجب أن يكون مع هذا الزمن.. فلقد صرنا نصطدم بمواقف عاصفة لرجال كانوا أبطالا لنا فلم يرحموا أنفسهم.. فقد وصلو إلى قاع الهزيمة النفسية .. وإننا لا ندري كيف نعامل هذا الفصيل المحبوب الذي قتلته حقائق البناء.. ويا أحمد علي مهدي أتمنى أن تظل كما كنت بطل فريق الاحرار بأخلاقه، بتعاملاته، بقدمه اليسرى الانيقة، وبحبه للحياة الفعالة، وصدقني إن الحياة ملك للذين يناضلون من أجلها.

التلال.. رغم التناقض والتضادّ
هناك كثير من الأمور التي قد تحدث في عالم الكرة التي صارت رغم علميتها قابلة للتذبذب في كل الأوقات .. وأمام هذا الحدس لا بد من الاستشعار بقادم الأيام وأحلام التطلعات على مستوى الأندية، على مستوى اللاعبين، على مستوى المدربين، على مستوى كل شيء رياضي .. وفي هذا السياق تظل سياسة اللعب للإغراء افضل من سياسة اللعب للإنماء .. وهكذا نود تقييم هذه السياسيات بملاحظات ما عشناه استفادة لما يجب أن نعيشه .. ورغم الرفض نعيشه.

- ففريق التلال كان يتدرب ويلعب بنوع من القِمْر على ان التلال باق بقوته لا يتأثر بأي غياب .. علما بأن الخطوط المفروض قراءتها بالعلم المفيد ليست مطروحة رغم أن البعد بين النصر والهزيمة لا يعتمد على التبرير أبداً، كما ان مسألة أن البديل هو الافضل الواجب مبايعته أمر ليس للمراهنة، فالحقائق فوق كل الاعتبارات، كما لا أدري كيف نسمح لابنائنا اللاعبين بفرض مطالبهم أياً كان نوعها الفني وغيرها، فهم اساس الكرة الفاعل في الميدان وليس في اللسان، كما أن النتائج ليست بفعل تغيير المسؤول أو اللاعب أو المدرب، فشراكة العمل الكروي تعتمد على التضافر وهذا ما يجعلني بكل حب أناشد كل مواقع التلال الإيمان بأن النتائج هي فعل جماعي ولكل حدث حديثه ودوافعه، فالتلال في عدن، في الجزائر، في أي مكان يجب ان يشعر بأهمية توحيد الرؤية، توحيد اللعبة، توحيد المسؤولية ولا داعي أبداً للشعور بأننا مع فلان وضد فلان، فالتاريخ لا يصنعه شخص رغم أنه جزء منه، بل يصنعه الجميع، ومدرب التلال سامي أو المدرب البارك وغيره ليسوا مقياسا للتمايز إنما تأكيد للاستحقاق.. وإننا نحس بضرورة الابتعاد عن هذه الزوابع التي تنتشر في الجسم الموحد تلاليا.. نريد تلالاً بزعامة شرف.. نريد تلالا بزعامة سامي.. نريد ونريد لكن ليس للمفاجأة من النتائج، وليس للجديد يلعن كل بالي.. فقد تكون مصيبتنا فيما بعد افضع مما يتوقعه الخصوم.

إن عمومية العلم الكروي الحديث هو اللاعب ذاته وليس في أي شيء آخر.. خاصة بوجود تميز البعض من اللاعبين، ونتائج المباريات تعتمد على قراءة المدرب لأداء اللاعب والخصم، تعتمد على توظيف المدرب للاعبيه بشكل يتفق تماما مع إمكانات اللاعب، تعتمد على حسن التوجيه المختصر عند الشرح.

وهكذا لا داعي ولا يجب الإفراط في (القِمْر) .. عندما نتدرب، عندما نلعب، عندما تنتقد، فالتلال كما كان يجب أن يلعب من أجل التلال ولا يجب أن يلعب ضد أشياء خاطئة قد تكون حدثت فيه .. التلال يجب ان لا يسمح بالحديث كثيرا، فهو مطالب بأن يكون بطلا للدوري القادم وباستمرار وبشعار أن الكرة تخدم من يحبها بدون استثناء .. أو هرولة.

- لست مخطئا.. ولست كاذبا.. ولست مجازفا حين أقول إنني مع هذا الفريق بكل حب وإنني لن أتخلى عن مشاعري نحوه وبه.

لأنه منذ زمن وأنا أعتز به كفريق له أحقية الانتصار ويستحق منا كل الإعجاب والوفاء.

وإنني رغم بعض الملاحظات أؤكد ان التلال دائما ما يقبل بالتذبذب رغم التواجد الفني والتدريب الكامل، وهذا القبول سيتم تحليل أبعاده في كتاباتنا القادمة.. حرصا منا على أن التذبذب أمر يجب أن نرفضه، لأن فريقنا التلال هو المحارب الأخير لكرة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى