> لندن «الأيام» ديبورا هاينز وبيتر جراف :

الجنرال ريتشارد دانات
الجنرال ريتشارد دانات
قال أكبر قائد بالجيش البريطاني إن وجود القوات البريطانية في العراق يفاقم من المشاكل الامنية على الارض وطالب بسحب القوات قريبا في تعليقات صريحة استغلها معارضو الغزو الذي قادته الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات.

وفي مقابلة مع صحيفة ديلي ميل انتقد الجنرال ريتشارد دانات رئيس هيئة أركان الجيش البريطاني التخطيط لما بعد حرب العراق التي قادتها الولايات المتحدة في عام 2003 واصفا اياه بانه "سيء" وقال إن الوجود البريطاني في العراق أضر أيضا بأمن بريطانيا في الخارج.

وقد يكون لهذه التصريحات الصادرة عن مسؤول بارز في الخدمة يحمل مثل هذه الرتبة عواقب سياسية على جانبي المحيط الاطلسي. وأضرت حرب العراق بموقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وهي أيضا قضية رئيسية في الحملة الانتخابية التي يخوضها حلفاء الرئيس الأمريكي جورج بوش في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري في الشهر القادم.

وعلى الرغم من نفي دانات في تصريحات لاحقة وجود أي خلاف بينه وبين بلير إلا أن تصريحاته سكبت الزيت على النار حين حذر من أن تكليف الجيش البريطاني بمهام في العراق تفوق طاقته قد يؤدي "الى إنكساره".

وقال للصحيفة انه يتعين على بريطانيا ان "تخرجنا... في وقت ما قريبا لان وجودنا يفاقم من المشاكل الامنية."

وأضاف "انني لا اقول ان المصاعب التي نمر بها في انحاء العالم نتجت عن وجودنا في العراق لكن بدون شك فان وجودنا في العراق يؤدي الي تفاقمها."

وفي المقابلة مع صحيفة ديلي ميل قال دانات "أعتقد ان التاريخ سيبين أن التخطيط لما حدث بعد النجاح المبدئي في مرحلة القتال في الحرب كان سيئا وربما استند الى التفاؤل أكثر منه للتخطيط السليم."

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية انه لا تزال هناك حاجة للقوات الأمريكية والبريطانية.

واضاف ان الحكومة العراقية والشعب العراقي لا يريدون بقاء القوات الأجنبية بشكل دائم لكنهم يعتقدون أن البريطانيين والأمريكيين يلعبون دورا إيجابيا في العراق وأن تواجدهم ضروري للتصدي لقضية الأمن.

واستغل نشطون مناهضون لحرب العراق تصريحات دانات,وقال ريج كيز الذي مات ابنه في العراق "أخيرا لدينا هنا ضابط مستعد للتحدث عن حقيقة الاوضاع والا يكون مجرد بوق لاوهام رئيس الوزراء."

وفي البصرة بجنوب العراق حيث تتمركز غالبية القوة البريطانية وقوامها 7200 فرد قال السكان لرويترز انهم يتفقون مع الرأي القائل بأنه حان وقت رحيل القوات البريطانية.

وقالت المدرسة فاطمة أحمد (35 عاما) "خلال الثلاث سنوات الاخيرة بدأ الناس ينظرون الى هذه القوات بطريقة مختلفة. انهم ببساطة يكرهون هذه القوات."

وقال مصدر عسكري بريطاني في البصرة ان تصريحات دانات تشير الى محافظة ميسان وهي واحدة من محافظتين تسيطر عليهما القوات البريطانية,وأضاف ان التعاون مع السكان المحليين أفضل في البصرة.

وردا على سؤال بشان ما اذا كانت تصريحات دانات اضرت بالروح المعنوية للجنود قال "انه رجل ذو شعبية. انه مدافع عن الجنود .. ويقول الاشياء كما هي."

وبعد ساعات من حديثه مع صحيفة ديلي ميلي أجرى دانات سلسلة مقابلات تلفزيونية واذاعية أمس الجمعة في محاولة لتهدئة العاصفة السياسية التي اثارها. وقال ان تصريحاته أخرجت من سياقها ألا أنه لم ينفها.

وقال لراديو هيئة الاذاعة البريطانية "لم يكن قصدي أبدا احداث هذه الجلبة التي استمتع بها الناس تماما في الليلة الماضية وهم يحاولون التلميح بأن هناك شقة خلاف بيني وبين رئيس الوزراء."

وقال إن القوات البريطانية مستهدفة في بعض الأماكن إلا أنها تقدم فوائد في أماكن أخرى مشددا على أنه لا يقترح انسحابا فوريا,وأضاف "انني جندي. ونحن لا نستسلم... سنكمل هذه المهمة حتى النهاية."

لكنه استطرد "لدي جيش أرعاه سيحقق النجاح في العمليات الراهنة,لكني أريد جيشا خلال خمس سنوات وعشر سنوات دعونا لا نستهلكه في هذه المرة. دعونا نضع الوقت نصب أعيننا."

وشنت بريطانيا عملية واسعة النطاق في افغانستان هذا العام واعرب القادة عن املهم في خفض قواتهم في العراق بسرعة أكبر.

ويقول الجنرالات انهم يأملون في خفض قواتهم في العراق الى النصف بحلول منتصف العام القادم. وسلمت القوات البريطانية المسؤولية الامنية للعراقيين في محافظتين من بين اربع محافظات تنتشر فيها.

وقال دانات "سنكمل هذه العملية...وسينخفض عدد القوات المنتشرة هناك."

وقال متحدث باسم بلير ان رئيس الوزراء لا يزال يثق في دانات.

وفي العراق قتلت قنبلة زرعت داخل مركز للشرطة في الحلة عقيدا في الشرطة وخمسة أشخاص آخرين أمس الأول الخميس,كما عثر على 14 جثة لعمال بناء في بستان قرب بلدة على بعد 40 كيلومترا شمالي بغداد,وفي الموصل قتل شرطي وثمانية مسلحين في اشتباكات. رويترز