وداعا أيها الفقيد العطاب

> علي ناصر محمد:

> فجعت وأنا أستعدّ للإفطار مساء يوم الخميس 12/10/2006م بخبر وفاة الصديق العزيز الوفي محمد حسن العطاب، الذي نقله لي الأخ العزيز سالم علي حلبوب، ووفاة الصديق تعتبر خسارة للوطن ولكل الذين عرفوه، فقد عرفت الفقيد بكرمه وأخلاقه وشهامته ووفائه للثورة والثوار في جنوب اليمن، وكانت مدينة تعز قد ضمت من بداية الخمسينات وحتى وصولنا إليها في الستينات مئات من المناضلين والثوار الذين كانوا يناضلون ضد الاستعمار البريطاني، وصيدليته في مدينة تعز كانت عبارة عن مقر وملجأ وملاذ الشرفاء الذين يترددون عليه لزيارته أو للقاء الأصدقاء وأحياناً لمساعدة المحتاجين عندما تضيق بهم الدنيا، فهو لا يتردد أن يدفع للأصدقاء الذين يلجؤون إليه عند الحاجة وإعادة المبالغ التي يقترضونها منه، ولا أنسى مدى الحياة عندما كنا أنا والرفاق محمد علي هيثم وأحمد صالح الشاعر، مطاردين من قبل أجهزة الأمن في تعز بسبب المظاهرات المؤيدة للجبهة والتي قادها النقابي الكبير عبدالله محمد ثابت والمناضل سعيد الجناحي وآخرون لمساندة الجبهة القومية بعد الدمج بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير عام 1966م احتجاجاً على الدمج، حيث توجهت المظاهرات الى القيادة العربية بتعز وحدث إطلاق نار بين الحراسة والمتظاهرين واتهمنا حينها باننا كنا وراءها ونحن منها براء وفي فترة الاختفاء جاء صاحب السكن الذي كنا مستأجريه، وطلب منا مغادرته فوراً ما لم ندفع الإيجار لمدة شهرين، وعندما علم الصديق محمد حسين العطاب بذلك بادر من نفسه ودفع الإيجار دون أن يطلب منا حتى وصل استلام يثبت أنه دفع مبلغا لصاحب السكن، وكنا يومها لا نملك إيجار شهرين.

كان العطاب خازن أسرارنا، وأتذكر أنه كان يحتفظ بالكثير من المعلومات والوثائق حول الثورة وبالأرشيف الخاص للأخ علي صالح عباد مقبل، وعند زيارتي لتعز عام 1969م، وكنت حينها وزيراً للدفاع حاملاً رسالة للرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني لشرح تطورات حرب الوديعة، وعندما علم بوجودي بادر بالاتصال معي وسلمنا هذه الوثائق الخاصة بالثورة وبالأخ مقبل.

وكم كنت سعيداً بالحديث معه قبل أسبوع من وفاته عندما تحدثنا عن الماضي والحاضر والمستقبل والعلاج، واتفقنا أن نلتقي بعد رمضان في دمشق، وكان الصديق سالم علي حلبوب إلى جانبه أثناء المكالمة، وهو الذي رتب هذا اللقاء الهاتفي بيننا، ولا أنسى للأخ سالم مواقفه الصادقة والوفية عندما أشار في ندوة الثورة اليمنية التي نظمتها إدارة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة إلى الدور الذي كان يلعبه محمد حسين العطاب في دعم الثورة والمناضلين الذي تناساه البعض بسبب مشاغل الحياة. والمشاركة في الجنازة من قبل أهله وذويه وأصدقائه وكل أبناء الجنوب المتواجدين في تعز اليوم، وفي مقدمتهم فضل صائل، دليل على تقدير هؤلاء المناضلين لدوره في الثورة وكانت لفتة كريمة من قبل نائب الرئيس عبدربه منصور، الذي نقل تعازي القيادة لأسرة الفقيد وفي مقدمتهم أولاده عباس وحسين وصقر.

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

الرئيس اليمني السابق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى