> تتعرض سريلانكا لتجدد الضغوط الدبلوماسية هذا الأسبوع لإنهاء القتال بين القوات الحكومية ومتمردي نمور التاميل وسط تزايد الشكوك حول مصير محادثات السلام المزمعة هذا الشهر.

ومن المقرر أن تتم سلسلة من الزيارات يقوم بها مبعوثون ووسطاء في سريلانكا لنصح الجانبين المتناحرين بالتوقف عن القتال والتركيز على إعادة بناء عملية السلام المنهارة.

وسيصل ياسوشي أكاشي مبعوث السلام من اليابان أكبر مانح للمساعدات لسريلانكا إلى كولومبو أمس الأحد ثم يصل مبعوث السلام النرويجي يون هانسن باور في ثاني رحلة يقوم بها هذا الشهر.

ومن المقرر أن يصل ريتشارد باوتشر مساعد وزير الخارجية الأمريكي يوم الخميس القادم ومن المتوقع أن ينقل دعم واشطن لإجراء محادثات سلام والمطالبة بإنهاء فوري للقتال.

ومن المتوقع أن يتوجه أكاشي وهانسن باور إلى كيلينوتشتشي معقل جبهة نمور تحرير تاميل إيلام ويلتقي بزعماء المتمردين قبل محادثات السلام المقررة في 28 و29 اكتوبر تشرين الاول في جنيف.

وقال جيهان بيريرا من مجلس السلام الوطني وهو مجموعة استشارية مستقلة للسلام إن النشاط الدبلوماسي دليل على أن المجتمع الدولي راغب في دعم الجانبين في حالة عودتهم إلى عملية السلام.

ومضى يقول "ولكن استعدادهم للدعم في حد ذاته لن يسهم بشيء في جعل محادثات السلام ناجحة."

وأردف قائلا "هذه هي مهمة الأطراف المعنية ولن يتحقق النجاح إلا إذا كانت ملتزمة وصادقة... في هذه المرحلة لا أرى أيا من هذه الالتزامات."

وتصاعد العنف في سريلانكا منذ أواخر يوليو تموز ولقي المئات حتفهم بعد أن تحولت الهدنة التي تم التوصل إليها عام 2002 إلى شيء نظري.

ولقي أكثر من 65 ألف شخص حتفهم منذ عام 1983 عندما بدأت جبهة نمور تحرير تاميل إيلام المحاربة للحصول على وطن مستقل للتاميل.

وفي الأسبوع الماضي قتل العشرات من الجنود والمتمردين وأصيب المئات في واحدة من أعنف المعارك منذ الهدنة.

وقال متحدث إن البحرية السريلانكية أطلقت النار أمس على قارب تابع للمتمردين فيما يبدو وأغرقته قبالة الساحل الشمالي الغربي للبلاد بعد عدم التزام أفراد الطاقم بالتحذيرات وفتحوا النار.

وذكر د.ك.ب. داساناياكي المتحدث باسم البحرية "نفترض أنه كان يحمل كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة. كان هناك انفجار هائل عندما رددنا بإطلاق النار."

وأضاف أن خمسة أو ستة رجال في القارب قتلوا بعد انفجاره في حين أصيب ثلاثة بحارة من سريلانكا بجروح بسبب النيران.

وفي مكان آخر قالت وزارة الدفاع إن جنديين قتلا وأصيب 13 في منطقة جافنا بشمال البلاد عندما أطلق المتمردون قذائف المورتر ونيران المدفعية على مواقع تابعة للجيش الليلة الماضية.

ويخشى دبلوماسيون ومحللون من أن تؤدي أعمال العنف إلى جعل محادثات جنيف لا طائل من ورائها بما أن كل جانب من المرجح أن يتبنى موقفا معاديا وأن يلقي باللوم على الجانب الآخر في زيادة التوتر بدلا من بحث القضايا المهمة.

وتحولت المفاوضات التي أجريت في جنيف في فبراير شباط إلى حرب كلامية حول انتهاكات الهدنة وانسحب المتمردون من الجولة الثانية من المحادثات في ابريل نيسان ولم تعقد اجتماعات منذ ذلك الحين.

وقالت صحيفة صنداي ليدر في مقال افتتاحي "إن لم تكن هناك رغبة حقيقية في تسوية النزاع ووقف إراقة الدماء... فإن التوجه إلى جنيف سيكون زيفا تاما."