قد تسقط دولة بعد عشرة أشهر من إعلانها في البرلمان

> بيدوا «الأيام» خاص:

>
مبنى البرلمان الانتقالي الذي كان مخزناً للبضائع
مبنى البرلمان الانتقالي الذي كان مخزناً للبضائع
كان أصعب قرار يتخذه البرلمان الانتقالي في بيدوا هو قرار استقدام قوات دولية تعارضها المحاكم الإسلامية أن تكون في الصومال، أدى ذلك إلى ظهور أول خصام علني بين الحكومة والمحاكم كما أدى إلى انشقاق في صفوف الحكومة وهروب عدد من جنود الجيش الوليد.

كان هذا الاجتماع في مبنى هو أصلاً مخزن للبضائع يتسع لأكثر من عشرة آلاف عضو أما (270) عضواً فيجلسون في المقدمة وأمامهم صور ثلاث للترويكا الصومالية الحاكمة: الرئيس عبدالله يوسف أحمد، رئيس الوزراء محمد علي جيدي والشريف حسن شريف شيخ ادن رئيس البرلمان.

هنا رمز الوفاق بين الترويكا التي تحكم الأقليم انطلاقاً من بيدوا. وكانت الخلافات تجمع وتفرق بينهم، وآخر مرة حدث خلاف بين رئيس الوزراء ورئيسي الجمهورية والبرلمان هو أن رئيس الوزراء رأى أن تتقاسم بيدوا وإقليم جدو السلطة للحكومة والبرلمان فرفضاه.

أما الخلاف الذي أدى إلى التئام الدولة فكان بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان حول أولوية الحكم في بيدوا أولاً أم في مقديشو؟

دعاهم الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية للحوار في عدن واتفق الطرفان في 5 يناير 2006م على ضرورة بناء الدولة وعقد أول جلسة برلمانية.

وصل رئيس البرلمان وجماعته في 7 فبراير إلى بيدوا، وبدأ تشكيل الجيش من المليشيات وفي الـ 26 من فبراير عقدت أول جلسة برلمانية، وكان أول اتصال هاتفي مباشر إلى برلمان بيدوا يأتي من الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية مهنئاً بالتئام الشمل.

واليوم بعد مضي 10 أشهر تتوزع لوحات في داخل البرلمان وخارجه تذكر بنجاح أول جلسة برلمانية تنفيذاً لاتفاق عدن.

يتم الآن التوسع ببناء ملحقات، ويقع البرلمان وسط سور كبير، تضيئه مولدات جاءت هدية من البرنامج الانمائي للأمم المتحدة.

ممثلو القبائل امام الترويكا.. ولوحتان في الجانبين تذكران باتفاق عدن التاريخي
ممثلو القبائل امام الترويكا.. ولوحتان في الجانبين تذكران باتفاق عدن التاريخي
تجتمع الحكومة وتعقد جلسات البرلمان وتنظم الفعاليات والأمسيات في مبنى البرلمان إذ لا تملك الحكومة موارد لبناء مقرات وزارية ومؤسسات.وأهم احتفال شهده البرلمان كان الاحتفال بالذكرى السادسة والأربعين لتأسيس الجيش الصومالي.

كان ذلك في 12 إبريل وتحدث فيه كل من الجنرال عبدالرحمن محمد علي كوفوينا، وزير الدفاع، والعميد إسماعيل قائد ناجي، قائد الجيش، ثم صدحت الحناجر وبدأت رقصات بين شباب وشابات بزي متناسق يوحي بوجود دولة تفرح بعد بكاء طويل.

الآن يعود البرلمان إلى الساحة بسبب تأزم الوضع بين الحكومة الانتقالية والمحاكم الإسلامية حول دور للقوات الأثيوبية في الصومال وتخشى أثيوبيا المد الإسلامي في بلادها لذا تصده بالدفاع عن الحكومة الانتقالية.

لعل هذا أول وأكبر تحد تواجهه الدولة الوليدة التي بدأت في 7 فبراير بقدوم الترويكا من الخارج .ويُخشى الآن على نطاق واسع أن تهاجم المحاكم الإسلامية بيدوا فقد ينشأ عن ذلك قول بأن الدولة سقطت بعد عشرة أشهر من ولادتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى