الجيش السوداني يعلن أن يان برونك يشكل تهديدا له

> الخرطوم «الأيام» اوفيرا مكدوم :

> قالت القوات المسلحة السودانية إن استمرار وجود مبعوث الأمم المتحدة للسودان في البلاد يشكل خطرا على الجيش بعد تصريحات أدلى بها عن خسائر فادحة مني بها الجيش في معركتين مع متمردي دارفور.

وقال المبعوث يان برونك على موقعه على الانترنت إن الجيش مني بهزيمتين كبيرتين وإن قادة أقيلوا ورفض الجنود الذين تدهورت معنوياتهم الخدمة في ولاية شمال دارفور في الأسابيع الأخيرة.

وقال بيان للجيش السوداني إن برونك يتدخل في شؤون القوات المسلحة ويتعاون مع المتمردين لشن حرب نفسية على الجيش.

وقال البيان الذي صدر أمس الجمعة إن الجيش يعتقد أن "وجود وتحركات يان برونك يمثل خطرا عسكريا يؤثر سلبا على عمل القوات المسلحة."

واتهم البيان برونك بتقويض معنويات الجيش "بنشر معلومات مغلوطة تشكك في قدرة القوات المسلحة على حفظ الأمن والدفاع عن الوطن."

وأوضح مصدر بالجيش أن القوات المسلحة السودانية طلبت من الرئيس السوداني عمر حسن البشير وهو نفسه عسكري جاء من الجيش اتخاذ "الاجراءات اللازمة" ضد برونك التي قد يكون من بينها مطالبته بمغادرة البلاد.

وفي نيويورك قال ستيفان دوجاريك كبير المتحدثين باسم الامم المتحدة ان برونك لا يزال في مهمته في الخرطوم.

وقال دوجاريك للصحفيين "نحن نرى هذه التقارير الاعلامية التي تدعي ان البعض قد اعلن انه اصبح شخصا غير مرغوب فيه. على حد علمنا هنا وعلى حد علم بعثة (الامم المتحدة في السودان) فهو ليس شخصا غير مرغوب فيه ولذا فانه يستمر في عمله كمبعوث خاص للامين العام في السودان."واضاف "انه في الخرطوم على حد علمي."

وكانت ميليشيات من غير ذوي الاصول العربية في معظمها بدأت تمردا ضد الحكومة المركزية في دارفور في اوائل عام 2003 قائلة ان الاقليم الواقع في غرب السودان يعاني من الاهمال والتهميش.

وقامت الخرطوم اثر ذلك بتسليح ميليشيات اخرى للقضاء على هذا التمرد,واتهمت هذه الميلشيات بارتكاب حملة من الاغتصاب والسلب والنهب والقتل يقول خبراء انها ادت الى مقتل 200 الف شخص وهو ما تعتبره واشنطن ابادة جماعية.

وتنفي الخرطوم ارتكاب ابادة جماعية في الاقليم في حين تجري المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات في جرائم حرب مزعومة في الاقليم.

وتشكلت جبهة الخلاص الوطني وهي تحالف جديد من المتمردين بعد اتفاق السلام الذي وقعه فصيل واحد فقط من المتمردين مع الحكومة السودانية. وترفض الجبهة الاتفاق قائلة انها تريد مزيدا من التمثيل السياسي وتعويضات لضحايا الحرب.

وجددت جبهة الخلاص الوطني العمليات الحربية ضد الحكومة في يونيو حزيران الماضي في منطقة كردفان المجاور لدارفور. وتواصلت منذ ذلك الحين المعارك التي يدور معظمها في ولاية شمال دارفور.

وذكرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الذي يراقب هدنة في دارفور يجري تجاهلها على نطاق واسع أن الحكومة تستخدم طائرات لقصف ولاية شمال دارفور في تحد لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر الطلعات الهجومية.

وقال موقع خاص ببرونك على شبكة الانترنت إن معنويات الجيش متدنية في ولاية شمال دارفور بعد أن مني بهزيمتين على يد تحالف جديد للمتمردين يسمى جبهة الخلاص الوطني.

وترفض الخرطوم قرارا لمجلس الأمن رعته الولايات المتحدة وبريطانيا يدعو إلى إرسال 22500 جندي من قوات الأمم المتحدة والشرطة لتحل محلقوة تابعة للاتحاد الأفريقي تعاني من نقص في الأموال والعتاد.

ورفض البشير الاجتماع مع اندرو ناتسيوس المبعوث الأمريكي الجديد للسودان الذي غادر أمس الجمعة بعد مهمة استمرت أسبوعا. وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يرفض فيها البشير مقابلة مسؤول أمريكي.

ويصف البشير قرار مجلس الأمن بأنه غزو غربي ومحاولة لإعادة استعمار السودان. ويقول منتقدون إنه يخشى حقيقة أن تقوم قوات الأمم المتحدة بالقبض على أي مسؤولين من المحتمل أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية اتهامات ضدهم.

وبعد اجتماع لزعماء الاتحاد الاوروبي في فنلندا أمس الجمعة قال رئيس وزراء فنلندا ماتي فانهانن ان الزعماء ناقشوا "الوضع المثير للقلق في دارفور."

واضاف فانهانن "نحن نعمل بجد من اجل اقناع حكومة السودان بان عملية الامم المتحدة هي السبيل الوحيد الممكن."

وقالت الأمم المتحدة في بيان صدر أمس الأول الخميس إن مستويات سوء التغذية في دارفور استقرت في عام 2006 وأن الأمن الغذائي ككل تحسن تحسنا طفيفا.

لكن سوء التغذية بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام ارتفع إلى 13.1 بالمئة من 11.9 بالمئة في العام الماضي وهو أقل من نسبة 15 بالمئة التي تستخدم لتحديد الحاجة إلى إغاثة عاجلة.

وأضاف البيان أن الحصول على مياه نظيفة تحسن إلى 72 بالمئة من 62 بالمئة لكن مستوى الأمن الغذائي يختلف من موقع لآخر في الإقليم الشاسع.

وقال البيان إنه لم يتمكن سوى 51 بالمئة من ابناء دارفور البالغ عددهم ستة ملايين نسمة من زراعة أراضيهم خلال هذا العام وهو نفس رقم العام الماضي. ويعيش مليونان منهم في مخيمات لإنعدام الأمن في الريف.

(شارك في التغطية دارين اينيس في فنلندا وايفلين ليوبولد في نيويورك) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى