تفجيران في بغداد وهدوء في العمارة ومواجهات جديدة في الصويرة

> بغداد «الأيام» حسن جويني :

>
القوات العراقية تقوم بانتشال الضحايا من تحت الانقاض
القوات العراقية تقوم بانتشال الضحايا من تحت الانقاض
شهدت العاصمة العراقية أمس السبت تفجيرا انتحاريا وهجوما بسيارة مفخخة اسفرا عن خمسة قتلى، وذلك غداة نداء وجهه رجال دين عراقيون سنة وشيعة من مكة المكرمة في السعودية لوضع حد لاعمال العنف الطائفية.

وفي هذا الوقت، عاد الهدوء الى مدينة العمارة في جنوب العراق بعدما شهدت مواجهات عنيفة طوال يومين بين الشرطة وعناصر ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر، فيما وقعت مواجهات جديدة في بلدة الصويرة بجنوب بغداد.

فقد اعلنت وزارة الداخلية العراقية ان اربعة اشخاص قتلوا واصيب 15 اخرون بجروح صباح أمس السبت في تفجير قام به انتحاري داخل حافلة في وسط بغداد.

وافاد مصور وكالة فرانس برس في المكان ان الركاب في غالبيتهم من النساء والاطفال الذين كانوا عائدين الى منازلهم بعدما اشتروا ثيابا والعابا استعدادا لعيد الفطر الوشيك.

وشوهدت اكياس ممزقة داخلها ثياب والعاب في مكان الحادث قرب حطام الباص,وبعد ساعات، انفجرت سيارة مفخخة على مسافة غير بعيدة من وزارة الصحة فقتلت مدنيا وجرحت ثلاثة اخرين، بحسب المصدر نفسه,وتزايدت وتيرة الاعتداءات منذ بدء شهر رمضان في العاصمة العراقية.

وفي مدينة العمارة (365 كلم جنوب بغداد) عادت الحياة الى طبيعتها اثر مواجهات دموية بين قوات الامن العراقية وميليشيا جيش المهدي الشيعية ما ادى الى سقوط 24 قتيلا و150 جريحا بحسب مصدر طبي.

وافاد صحافيون في المدينة انه لم تسجل اي اشتباكات طوال الليل حتى الصباح وان افراد الشرطة والحرس الوطني انتشروا في شوارع المدينة بعدما غابت العناصر المسلحة عنها.

واعلن وزير الدولة العراقي لشؤون الامن الوطني شيروان الوائلي الذي ارسله رئيس الوزراء نوري المالكي لتهدئة الوضع ان الازمة التي شهدتها المدينة على طريق المعالجة.

وقال الوائلي في مؤتمر صحافي ان الجيش يسيطر الان على المدينة والهدوء يسودها منذ مساء أمس الأول الجمعة، وقد عادت الشرطة الى ثكناتها وتلقت الميليشيات اوامر بعدم التجول في الشوارع.

واضاف المسؤول العراقي ان السلطات لا تنوي فرض حظر التجول او الاستعانة بالقوات البريطانية.

واعلن المتحدث العسكري البريطاني الكومندان تشارلي بيربريدج الموجود في البصرة في اقصى الجنوب العراقي "ان الوضع هادىء تماما الا انه يبقى شديد التوتر ويمكن ان تستأنف الاشتباكات من دون سابق انذار".

وكانت بريطانيا استنفرت مجموعة مقاتلة من 600 عنصر للتدخل في حال طلبت السلطات العراقية ذلك.

وكان ما بين 200 و300 عنصر من ميليشيات جيش المهدي سيطروا أمس الأول الجمعة على عدد من شوارع المدينة كما احتلوا ثلاثة مراكز لقوات الامن احرقوا اثنين منها.

واندلعت المواجهات على خلفية اعتقال شقيق آمر جيش المهدي في المدينة من قبل عناصر استخبارات الشرطة الذين اتهموه بالضلوع في اغتيال مديرهم قبل يومين بانفجار عبوة ناسفة مع اربعة من مرافقيه.

واندلعت مواجهات جديدة أمس السبت بين ميليشيات شيعية وعناصر في الشرطة العراقية في بلدة الصويرة جنوب بغداد، ما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى احدهم مدني بحسب مصدر في الشرطة.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان عنصرين من ميليشيا جيش المهدي ومدنيا قتلوا وجرح خمسة اخرون بينهم ثلاثة مسلحين في المواجهات التي وقعت في الصويرة على بعد 60 كلم جنوب شرق بغداد.

وضاعفت هذه المواجهات الشكوك في قدرة العراقيين على تولي شؤون الامن، الامر الذي يعتبر هدفا رئيسيا للاميركيين، كما زادت المخاوف من وقوع البلاد في قبضة الميليشيات التي تحملها الادارة الاميركية مسؤولية عدد كبير من اعمال العنف الطائفية اليومية.

من جهة اخرى، اعلنت القيادة الاميركية في العراق مقتل شخص وصفته بانه مسؤول في تنظيم القاعدة نسبت اليه العديد من الهجمات، واعتقال سبعة عناصر في التنظيم السبت خلال عملية في الرمادي (110 كلم غرب بغداد).

وقالت القيادة في بيان ان "الارهابي المطلوب" كان مسؤولا للقاعدة في الرمادي "سهل نقل متفجرات وشارك في العديد من الهجمات ضد القوات العراقية والقوة المتعددة الجنسية".

ويجري الرئيس الاميركي جورج بوش السبت مشاورات مع قادته العسكريين حول الاستراتيجيا المعتمدة في العراق.

وتتزامن هذه المشاورات مع تزايد الدعوات الى تبديل الاستراتيجيا في العراق وقبل اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات البرلمانية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر والتي تأمل المعارضة الديموقراطية في الفوز فيها للسيطرة على الكونغرس.

وكان نحو عشرين من رجال الدين العراقيين الشيعة والسنة وقعوا مساء أمس الأول الجمعة "وثيقة مكة" التي دعت الى انهاء العنف الطائفي، وذلك بعد اجتماعهم في مكة المكرمة في المملكة السعودية.

لكن الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي التي دعت الى هذا اللقاء اكمل الدين احسان اوغلي حرص على القول ان هذا الاعلان يشكل "التزاما اخلاقيا" مضيفا ان المنظمة "لا تملك عصا سحرية، كما انها لا هي ولا اي طرف غيرها يستطيع ان يتحكم بضمائر الناس". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى