العيني: أتمنى أن يظل العرب «محلك سر» وألا ينهاروا أكثر من ذلك

> «الأيام» متابعات:

> أعرب الأستاذ محسن العيني، رئيس وزراء اليمن الأسبق عن أمله أن يظل العرب «محلك سر» وألا ينهاروا أكثر من ذلك,وأضاف الأستاذ العيني في سياق حديث لمجلة «تواصل» الثقافية الفكرية: «أتمنى أن ينطلق العرب نحو آفاق المستقبل لتحسين وضعهم السياسي والاقتصادي والعلمي والاجتماعي، ولكن للأسف الشديد لا يوجد على أرض الواقع ما يساعدني على إكمال أمنيتي، لذلك أتمنى أن يظلوا (محلك سر) وألا ينهاروا أو يتأخروا إكثر من ذلك، فشواهد الفترة الحالية كلها لا تساعدهم على المضي قدماً».

وتحدث الأستاذ محسن العيني في سياق تحقيق نشرته المجلة في عددها الأخير وضعت فيه عدداً من الاسئلة على بعض المفكرين والباحثين والسياسيين والمؤرخين حول رؤيتهم المستقبلية لوضع العرب وهل سينطلقون إلى آفاق الحرية والديمقراطية والنهضة الشاملة والقضاء على الإرهاب والتطرف، أم سيظلون على وضعهم الحالي ولن تمر عليهم رياح التغيير والتطوير؟

وقال العيني: «بالنسبة للديمقراطية فهي عملية طويلة، وتحتاج سنين كثيرة، والعرب يتشدقون باسمها في كثير من الاحيان، لكنهم لا يمارسونها ولا يعرفون كيف يطبقونها.

ولا شك أن وضع العرب سيتغير كثيراً إذا طبقت الديمقراطية في كل اقطاره، وللأسف الشديد أراها حلماً بعيد المنال خاصة وأن المجتمعات متصادمة مع بعضها حتى الاحزاب تتنافر أكثر مما تتقارب».

وعن التطرف ودوره في العشرين سنة القادمة يقول: «يبدو أنه سيتواصل، وسيظل أمل الشعوب جميعاً هو القضاء عليه وإنهاءه». وقال: «إننا لسنا في حاجة لأزمات جديدة على صعيد المنطقة العربية، فالأزمات كثيرة ومنتشرة في كل مكان، العراق، لبنان، فلسطين، سوريا، السودان، فلسنا في حاجة لأزمات أخرى خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية لأنها الاكثر تأثيرأً في الوطن العربي ولكننا نخشى فقط من تداعيات الأحوال في ايران، لأنها إذا تطورت الأحداث كما أتوقع لقتال صريح، وغزو كبير، ستقع المنطقة العربية كلها في أزمة حقيقية، وسيدفع العرب ثمناً باهظاً لهذه الأزمة، خاصة دول الخليج العربي.

لعل هذه النقطة هي أكثر نقطة أخشاها وأتمنى من الله تعالى ألا تحدث ولا تتحقق تلك النبوءة السيئة، وما عداها أتوقع أن تحل فيه الازمات، قد لا يكون ذلك في العشرين سنة القادمة، ولكن المستقبل يتسع لتحقيق كل أمانينا».

وبلهجة متفائلة يقول العيني: «أتصور أننا سنبدأ في القريب العاجل في عمل تقارب ووحدة عربية خاصة بين الدول التالية: اليمن والسعودية والخليج. فهناك مؤشرات إيجابية كثيرة تدل على أن العرب بدأوا يميلون للتجمع والوحدة في عصر لا يعترف بالكيانات الفردية.

وعلى المستوى الإسلامي أتوقع خفوت الدعوات التي تدعو للعلمانية على حساب الإسلام، وأتوقع كذلك ظهوراً ملحوظاً للإسلام على الساحتين العربية والدولية، وإن كنت أتمنى ان يفهم العرب حقيقة العلمانية وأنها ليست ضد الدين الاسلامي في ذلك وغاية ما فيها هو أن يبقى ما لله لله، وما لقيصر لقيصر، فهي تريد للإيمان أن يبقى في القلوب والمساجد، وهذا ليس كفراً ولا إلحاداً فهي مشروع حضاري صحيح.

ومع ذلك فالصورة ليست قاتمة بشكل كامل، وهناك نقاط ضوء لا بد أن نرتبها ونتابعها، ونجمع خيوطها، لنتفاءل بعض الشيء بالمستقبل مثل: الوضع الفلسطيني وبالرغم من كل ما يحيط به من ظلام وسلبيات إلا انه يتضمن ملاحظة هامة، هي أن العدو الاسرائيلي نفسه بدأ يتراجع تارة بانسحابه من غزة، وتارة أخرى بالمشروع الذي طرحه أولمرت رئيس الوزراء الجديد في الفترة الاخيرة.

وهذا يؤكد أن العدو قد تراجع عن أرض كان إلى سنوات قليلة ماضية يعلن أنه لن يتخلى عنها.

ومن بوادر الامل الموجودة في أعماق الظلمة كذلك ما يحدث في العراق من خلافات ومحاولات حثيثة لتمزيق العراق، وعلى النقيض من ذلك نجد المقاومة العراقية العظيمة التي استطاعت أن تعطل مشروع الامبراطورية الامريكية وأن تعطل ما أسموه مشروع الشرق الاوسط الكبير.

ففي هذين القطرين (فلسطين والعراق) هناك أشياء جوهرية عظيمة ستحدث حتى نهاية عام 2009، وما سيحدث فيها سيؤثر على الوضع العربي كله مع نهاية الربع الاول من القرن الواحد والعشرين خاصة إذا استطاع العرب أن يستشعروا المسئولية الكبيرة الموضوعة على كواهلهم، وينقذوا السودان من مخططات التجزئة والتفتيت التي تتعرض لها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى