خليجي 18 بالإمارات والدورة الآسيوية بقطر .. تحديات كبرى أمام الكرة اليمنية والمنتخبات الوطنية بحاجة إلى «إنقاذ»

> «الأيام الرياضي» محمد سعيد سالم:

>
المنتخب الوطني الاول
المنتخب الوطني الاول
نتيجة مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام منتخب السعودية الأسبوع قبل الماضي (مفزعة) للغاية ، فخسارتنا بخمسة أهداف دون مقابل، تعني اشياء كثيرة لا تبعث على السرور.

أول ما تعنيه النتيجة أن جاهزيتنا في أدنى مستوياتها، وهو وضع لا يؤهلنا إلى تقديم مشاركة مشرفة في بطولة كأس الخليج لكرة القدم المقررة في الإمارات مطلع العام القادم .. وثاني ما تعنيه النتيجة ان الكرة اليمنية مازالت في (النفق المظلم) الذي دخلته منذ بضع سنوات ولم تخرج منه.

الأمل والذكرى
نعلم انه ليس لدينا امل في التأهل الى نهائيات كأس آسيا فبطاقتا التأهل من نصيب السعودية واليابان بينما نلعب نحن والهند للذكرى فقط .. لكن لا أعتقد اننا نقبل ان تكون الذكرى التي نتركها (سيئة) .. لم يعد مقبولاً ان نترك الامور للظروف والصدف فنحن في حاجة ماسة ليكون بيدنا رسم بياني يحدد لنا خط التقدم في مسيرة تطور اللعبة او العكس.

المهم ان نعرف ان الدعم الكبير الذي تقدمه وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية للكرة اليمنية مع الدعم غير المنقطع من الشيخ أحمد صالح العيسي، رئيس الاتحاد لحركة المنتخبات والمسابقات واللجان العاملة في الاتحاد يحققان نتائج ملموسة.

مستوى التقدم وضعف الآليات
حتى الان كل النتائج والمؤشرات تقول: انه ليس هناك تقدم في مستوى اللعبة أو في كفاءة اللجان العاملة في الاتحاد بصورة عامة ولا في الاليات المتبعة في عمل الاجهزة الفنية والفرق الوطنية.

كما ان الامانة العامة للاتحاد تعاني من مشكلات.

منتخب الناشئين
لقد جاءت مشاركة منتخب الناشئين في نهائيات آسيا للناشئين في سنغافورة مخيبة للامال رغم انها كانت معقودة بقوة صوب ان يكرر منتخب الناشئين النجاح الكبير والتاريخي الذي تحقق عام 2002م بالامارات ..صحيح ان منتخب الناشئين قطع المرحلة الاولى في التصفيات التمهيدية بشكل رائع الا انه عجز عن استكمال المرحلة الحاسمة ولذلك اسباب قال بعضهم في المنتخب : «ان عدد المباريات التجريبية (الدولية) قبل النهائيات لم يكن كافيا كما ان الامين العام للاتحاد لم يكن متفاعلاً بالصورة المناسبة مع الاحتياجات المطلوبة قبل النهائيات».. وعلى صعيد الجهاز الفني الذي قاده المدرب المحترم (عبدالله فضيل) ومساعده (المخلص) محمود عبيد، فقد وضعا المسؤولية على كاهلهما ورفضا تحميل اللاعبين اي مسئولية، وهذا موقف اخلاقي نادر الحدوث في هكذا أحداث ، يعزز من الحاجة اليهما ولكن دون اعفائهما من تحديد مسئولية الجهاز الفني للاخطاء التي حدثت في النهائيات وكان يمكن تفاديها خاصة في مباراة طاجكستان التي انتهى شوطها الاول لصالحنا 2/صفر، ثم خسرناها 3/4 في الشوط الثاني.

المنتخب الاولمبي
المنتخب الاولمبي له مايخصه ايضاً ، فهو في حالة تربص كما يقول اشقاؤنا في الجزائر ولكن (تربص) الاولمبي عندنا له خصائص وظروف(لا تبشر بهطول امطار نجاح)، بعد أن قدم مدرب المنتخب امين السنيني استقالته في وقت حساس بعد ان دخل المنتخب مرحلة دقيقة من استحقاقات المشاركة في دورة الالعاب الاسيوية المقررة في قطر في ديسمبر المقبل .. لم يعد امام المنتخب سوى شهرين تقريباً بعد ان قطع مرحلة طويلة من الاختيارات والاستعدادات وعندما تأتي مثل هذه الاستقالة تحدث عدة تداعيات سلبية على لاعبي المنتخب اهمها التداعيات النفسية وحدوث اضطراب في مسيرة( التربص) على طريق المشاركة في وسط اللاعبين بعد ان اتضح ان رسالة استقالة المدرب تضمنت طلب ضم عدد من لاعبي المنتخب الاول الذي يقوده المدرب أحمد صالح الراعي..قد يجد اتحاد الكرة في مساعد المدرب (المحترم) عبدالرحمن سعيد، بديلاً مناسباً في مثل هذه الظروف ليواصل قيادة مشاركة الاولمبي في الدورة الاسيوية لأنه مطلع على مسيرة اعداد المنتخب منذ بدايتها .. أو قد ينظر الى بديل .. لكن في كل الاحوال ماحدث لا يساعد على التقدم والنجاح.

المنتخب الوطني الاول
وعند مطالعة اوضاع المنتخب الاول تأتي النتيجة واضحة وهي:(لا يكفي المنتخب الدعم الذي يلقاه بصورة سخية ولا يكفي ما يتحلى به المدرب أحمد الراعي ومساعدوه من اخلاص والتزام وتفان لأن ما يحدث من ارباكات وعدم استقرار في منتخبي الناشئين والشباب ثم الاولمبي سينعكس بكل حصيلته على تكوين المنتخب الاول .. هذا فضلا عن ان الدوري العام مازال في أدنى معايير التطور بالقياس على مستوى المعايير المطلوبة على مستوى العالم).

نتائج المنتخب الاول غاب عنها الفوز الحقيقي منذ فترة وفي هذا لا يمكن اعتبار الفوز على الهند معياراً لحدوث تقدم لأن التقدم تفسره نتائج المنتخب كلها مع معرفة ما يتحقق في اطارها من تقدم حتى ولو كانت هزائم يتراجع فيها ضعف الاداء وعدد الاهداف نحو نقطة بيانية ايجابية قابلة للانتقال الى طور افضل بمرور الوقت.

لكن ذلك يحتاج الى تخطيط وسياسات استراتيجية لتطوير الدوري، ومسابقات الفئات العمرية وإعداد وبناء الفرق الوطنية وهذا التخطيط يحتاج الى خبراء وسياسات وكفاءات ونظام تمويل مستقر قابل للتنامي وكل هذه الامور مازالت في علم الغيب.

المدرب الوطني
وهناك مشكلة اخرى ماتزال دون حل هي: (عدم وجود خطة لإعداد المدرب الوطني لتدريب الفرق الوطنية) .. فالعملية تتم بصورة شخصية أو غير منظمة ، رغم ان هناك عدداً غير قليل من المدربين الوطنيين شاركوا في دورات عديدة تحت اشراف الاتحادين الاسيوي afc والدولي fifa بمستوى c, b ,a وكل مخرجات هذه الدورات تنتهي في الفراغ والضياع دون ان يقدم اتحاد الكرة على إعداد ملفات للمدربين وإحالتها للدراسة بين يدي خبراء وكفاءات واختصاصيين لتحديد المدربين الذين يملكون قابلية التطور ولديهم مؤهلات شخصية وعلمية وابداعية تسمح لهم بشغل مهام الاجهزة الفنية في المنتخبات الوطنية المختلفة ، أو من خلال العمل الى جانب مدربين اجانب عند الحاجة الى ذلك.

المنتخب لا يقدر على الفوز
ونبقى مع المنتخب الاول فبعد نتائجه (المتواضعة) في تصفيات آسيا التي اعتبرناها(عملية إعدادية كبرى) لخوض منافسات كأس الخليج (18) بالامارات .. اقول بكل أمانة : (علينا أن نضع أيدينا على قلوبنا)، فالمنتخب ضعيف للغاية ومعنويات اللاعبين في أدنى مستوياتها وليس هناك في الفريق ما يدل على الاداء الجماعي وعلى وجود خطوط متصلة ببعضها على أرض الملعب كما أن اداء المنتخب بذهنية الدفاع عن المرمى وتقليل عدد الاهداف التي يسعى الخصم الى تسجيلها لا يؤهلنا الى المشاركة في كاس الخليج القادمة..والأخطر من الناحية التنافسية ان هذه الحالة لدى المنتخب تؤكد اننا لا نملك منتخباً لديه ارادة الفوز، بل ولا يلعب بطريقة تؤدي الى عدم الخسارة.

انقاذ الروح الكفاحية
نحن نوجه الملاحظات إلى رئيس الاتحاد الشيخ أحمد صالح العيسي، وإلى رجال الاتحاد الذين يستشعرون اهمية كأس الخليج وأهمية الظهور المشرف على ملاعبها لكثير من الاعتبارات المعنوية والجماهيرية والاعلامية، وقد تعهدنا على المساعدة بالرأي والنصيحة ، وفي نفس الوقت نعلم ان الشيخ العيسي مشغول منذ فترة في الانتخابات المحلية التي حقق فيها نجاحاً كبيراً هو نجاح للمعادلة الرياضية في المجتمع، ولكن ربما يتاح له بعد تجاوز استحقاقاتها في الحديدة على مستوى تنظيم هيئات المجلس ان يراجع اوضاع الفرق الوطنية واللعبة بتركيز اكبر ليقفوا على الحقائق التالية:

1- المشاركة القادمة في خليجي 18 بالامارات ستكون المشاركة الثالثة للكرة اليمنية خلال ست سنوات ، وفي المشاركتين السابقتين تركنا ذكريات حزينة.

2- الفرصة متاحة لإنقاذ مايمكن إنقاذه في جاهزية المنتخب وكفاءته التنافسية في الشهرين القادمين على مستوى الجهاز الفني واللاعبين وطريقة الاداء ، ونحن نتمنى الظهور المشرف في البطولة على نحو أفضل مما كان عليه الحال في خليجي 16 و17.

3- ان يرافق العملية (تحشيد معنوي) للاعلام موجه للمنتخب خلال الفترة الوجيزة القادمة لتعويض النقص في الجاهزية الفنية والبدنية ونحن نعلم ان لاعبينا في الاساس يعتمدون على الروح الكفاحية اكثر من الانضباط على الاداء الخططي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى