فرنسا تحيي ذكرى أعمال الشغب بباريس

> فرنسا «الأيام» فرانسوا ميرفي :

>
احياء ذكرى أعمال الشغب بباريس بعد وفاة شابين فيها
احياء ذكرى أعمال الشغب بباريس بعد وفاة شابين فيها
نظم المئات مسيرة صامتة في ضاحية فقيرة بالعاصمة الفرنسية أمس الجمعة لاحياء ذكرى وفاة شابين في حادث أشعل أسوأ أعمال عنف شهدتها باريس منذ قرابة 40 عاما,وقالت سمية عطا التي سافرت من بلدة بو بجنوب غرب فرنسا إلى العاصمة للمشاركة في المسيرة "يمكنك حقا الشعور بغضب وبمعاناة الذين يعيشون في كليشيسو بوا."

وشارك في المسيرة قرابة 500 أغلبهم شبان من أبناء المهاجرين وسارت عبر الضاحية التي اندلعت فيها أعمال الشغب بعد وفاة الشابين بونا تراوري وزيد بينا صعقا بالكهرباء,وقال شهود عيان إنهما لقيا مصرعيهما بينما كانا يفران من الشرطة.

ومر المشاركون في المسيرة وكثير منهم ارتدى قمصانا كتب عليها "موتى من أجل لا شي" من أمام محطة الكهرباء الفرعية حيث توفي الشابان وبكت أسرتيهما اثناء وضع الزهور عند بوابتها,ودعا المنظمون إلى مسيرة هادئة لاحياء ذكرى المأساة رغم سحب بعض الطواقم التلفزيونية اثر توجيه بعض الشبان تهديدات لأفرادها.

ولا تزال التوترات سائدة بالضواحي الفقيرة في فرنسا حيث تسببت ندرة فرص العمل والتمييز العنصري وانتشار الشعور بالعزلة عن المجتمع وأعمال الشرطة التي اعتبرت عدائية في اندلاع العنف قبل نحو 12 شهرا,وقالت الطالبة رفيقة بن جدة (21 عاما) بنبرة تنم عن الاحباط "لم يتغير شيء."

ودفعت موجة من الهجمات على الحافلات قبل حلول الذكرى السنوية وزير الداخلية نيكولا ساركوزي إلى نشر المزيد من أفراد الشرطة في ساعة متأخرة أمس الأول الخميس بعدما هدد قادة قطاع النقل بوقف الخدمة إذا تواصل إحراق الحافلات.

وقد تتصدر قضية الامن والنظام مرة أخرى انتخابات الرئاسة في عام 2007 والتي يحتمل أن يخوضها ساركوزي الذي يتصدر المرشحين المحافظين,وكانت أعمال الشغب في عام 2005 الأسوأ في منطقة باريس منذ أعمال الشغب التي قام بها الطلاب في عام 1968.

وسعت الحكومة للتقليل من شأن الحديث عن الذكرى وسلطت الضوء على تخصيص 420 مليون يورو (531.6 مليون دولار) منذ أعمال الشغب لتحسين الأوضاع في الضواحي الفقيرة,وقال جان فرانسوا كوبي المتحدث باسم الحكومة لراديو فرانس انتير "الأمور أفضل.. أقل سوءا."

غير أنه في الوقت الذي يشهد فيه معدل البطالة على مستوى البلاد انخفاضا مضطردا منذ العام الماضي إلا أن مسؤولين محليين لم يلحظوا تقدما يذكر,وقال اوليفيه كلين النائب الاشتراكي لرئيس بلدية كليشي سو بوا لرويترز خلال المسيرة "لم يحدث سوى تغير ضئيل للغاية في الحياة اليومية للناس."

وأضاف "ما الذي تم لضمان ألا يصبح حجم البطالة في كليشي ثلاثة أمثال باقي فرنسا."

وتدق نقابات الشرطة أيضا أجراس الخطر,وتقول النقابات إن 14 شرطيا يصابون بجروح يوميا وإن الشرطة تواجه حرب عصابات في مناطق الحضر في الضواحي الفقيرة التي تحيط بأغلب المدن الفرنسية الكبرى.

وذكرت صحيفة لو فيجارو في تقرير لها مستشهدة بإحصائيات للشرطة إن نحو ثلاثة آلاف شخص اعتقلوا من الضواحي الفقيرة في أنحاء فرنسا بسبب أعمال عنف خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري وأن 46 في المئة منهم من القصر.

وقال جهاز مخابرات الشرطة إنه في الشهور الستة الأولى من عام 2006 أحرق نحو 21 ألف سيارة كما سجل قرابة 2882 هجوما ضد الشرطة وإدارتي الإطفاء والإسعاف. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى