الإدارة.. إعصار يعصف برياضتنا

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب

> الرياضة اليمنية كانت وما زالت تعاني الكثير من المتاعب في سبيل الوصول إلى بر الأمان والاطمئنان، فحتى اللحظة لم يتوفر لها - ممثلة بالاتحادات والأندية - ولو قسط بسيط من الاستقرار والثبات، والذي هو في الأساس العامل المهم في التقدم والتطور، فهي لا تكاد تخرج من معالجة مشكلة ما حتى تتعثر في الثانية، فمن الإمكانيات التي كانت كابوساً يؤرق حالها إلى الإدارة التي يستعصي علينا فك رموزها، فالإمكانيات وإن كانت لا تزال بعيدة عن الطموح، إلا أنها بوضعنا الحالي تمثل حالة جيدة فمعسكرات المنتخبات تتواصل داخلياً وخارجياً، والاستضافات تتوالى تباعاً، والأندية وجدت المنشآت والمقرات، والاحتراف أخذ نصيبه، ويبقى التغيير إلى الأفضل مطلبا ومنهلا لا يرتوي منه الإنسان إطلاقاً.

ولكننا الآن أمام طوفان الإدارة أو الإعصار الذي يعصف برياضتنا، فتجارب الاتحادات والأندية مع الإدارة دخلت طور العجائب والغرائب.. فمن نجاح منقطع النظير إلى فشل ذريع وعشوائية وتخبط مرير، ولنا في إدارة اتحاد القدم مثلٌ، حيث وصلنا معها إلى نهائيات كأس العالم للناشئين، ثم كنا شهوداً على نهاية هذه الإدارة المأساوية، فلقد دفعت اليمن ضرائب باهظة جراء التخبط الإداري الإيقاف من قبل الفيفا وفضائح المشاركات الخارجية لبعض الاتحادات، وهبوط أندية من الأولى إلى الثانية، وتدحرج أندية من الأولى إلى الثالثة، وفقدان أندية أخرى تاريخها وعراقتها، وما انفكت هذه الدراما مستمرة في اتحافنا بكل ماهو طريف وغريب.

في الانتخابات الرياضية الأخيرة استبشرنا خيراً وتوقعنا أن تكون طوق النجاة للعديد من الاتحادات والأندية، ولكن الحال لم يكن بأحسن من سابقه، وظلت الأندية والاتحادات شاكية باكية تندب حظها، فكم هي اتحاداتنا وأنديتنا اليوم التي تعاني من (هوشلية) الإدارة؟ وكم هي اتحاداتنا وأنديتنا التي ترزح تحت ظلام العمل الإداري (النشاز)؟.. لقد جعلوا الأندية مسرحاً للفعل ورد الفعل والكيد والكيد المضاد.. شردوا اللاعبين، أضعفوا الولاء، قتلوا التشجيع في نفوس المحبين، أغرقوا الأندية في الديون، بدلوا هويتها تحت ما يسمى بالاحتراف.. لقد وصلوا إلى الإدارة تحت مبررات وحجج متعددة كانت جواز السفر، الذي عبروا به بوابة الجمعيات العمومية، وعندما تمكنوا انكشف الخباء، وانفضح المستور، وأصبحت الحنكة الإدارية المزعومة كذبة، والشعارات البراقة خدعة، والوعود المقطوعة غدت فبركة انتخابية.. فإلى متى سنظل نتجرع مرارة هذا الداء؟ ومتى إذن سيفقه إداريونا أن الإدارة أمانة وقدرة وخبرة وليست جاها ووجاهة وامتيازات وتلذذاً بشعر المنح والمتع؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى