شجون سكان المناطق النفطية

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
عندما ظهرت تباشير النفط فرح المواطنون بشكل عام، لكن فرحة سكان المناطق المكتشف فيها النفط كانت أكبر، استبشروا خيراً، وغمرت دموع الفرح المآقي، وطار البعض بأحلامه فوق السحاب، وظن أن لحظة وداع الفقر والعوز والترحال قد حانت، لكن تلك الأحلام لم تتحقق وتساقطت مثل أوراق الخريف، ولا يزال سكان تلك المناطق المنتجة للنفط يعانون من تلك الظروف الأزلية المتمثلة في الفقر وحياة الاغتراب.

ازداد عدد الشركات العاملة في مناطقهم، لكن أعداد المحظوظين الملتحقين بالعمل في هذه الشركات من هذه المناطق لا يزيدون عن (1%)، وكل ذلك التطور الذي يتحدث عنه البعض لا يعني لهم شيئاً مادامت رحى الفقر تطحنهم .

وتحتل هذه المناطق مقدمة المحافظات الأكثر فقراً، ولا يجدون وظائف تكفيهم شر العوز والحرمان، وتمتنع الشركات الأجنبية والمحلية عن توظيفهم بحجة أن هؤلاء غير مؤهلين للعمل، فهل وظيفة سائق أو عامل تحتاج إلى تأهيل معقد حتى يحرم هؤلاء منها؟ ويبقون كالأيتام على موائد اللئام، ويتم إغلاق أبواب هذه الشركات أمامهم عندما يأتون للبحث عن وظيفة، بينما تفتح الأبواب لمن يأتون من مناطق بعيدة وأحياناً من خارج البلاد، فماذا يعني هذا؟!

شركات عديدة محلية وأجنبية تعمل في مناطق هؤلاء الناس وتقوم بالمسح والحفريات في مناطقهم ويتم استخراج النفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت، لكن سكان هذه المناطق الغنية والتي تساهم فعلياً بنسبة أكثر من (80%) من ميزانية الدولة، لا يزالون بعيدين عن الوليمة ولم يجنوا من هذه الثروة سوى الأتربة والغبار وضجيج الحفارات ولا يحصلون على وظيفة ولا تعويض عن أراضيهم التي تعمل فيها هذه الشركات، بينما لو كانت هذه الشركات تعمل في مناطق أخرى لتم إجبارها على الخضوع للسلطة المحلية وتعويض أصحاب الأرض وتوفير الوظائف لأبناء المنطقة والاهتمام بالبيئة.

إن مطالب سكان المناطق المنتجة للنفط بسيطة جداً، ولا تتعدى الحقوق التي يفترض أن تعطى لهم باعتبارهم سكان تلك المناطق، وتعويض من فقد أرضه التي يعيش عليها أو مكان اكتساب رزقه سواءً أكان في البر أو في البحر، وتخصيص نسبة من الوظائف لأبناء هذه المناطق ليعم الخير الجميع، إضافة إلى تأهيل أبنائهم من خلال توفير معاهد فنية متوسطة في مناطقهم لمواكبه احتياجات سوق العمل في المجال النفطي، وبتحقيق هذه المطالب البسيطة سيكون أبناء هذه المناطق سعداء وسوف تتحسن ظروفهم المعيشية وما عدا ذلك سيبقون كما هم في القاع ويحفرون. فهل يرضى هذا من يهمهم الأمر؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى