محكمة تبرىء ساحة مؤرخة تركية في قضية تتعلق بالحجاب

> اسطنبول «الأيام» توماس جروف :

>
المؤرخة التركية معزز هيلمي سيج أثناء خروجها من المحكمة
المؤرخة التركية معزز هيلمي سيج أثناء خروجها من المحكمة
في قضية وصفت بأنها اختبار لحرية التعبير في تركيا برأت محكمة ساحة مؤرخة عمرها 92 عاما أمس الأربعاء من تهمة اهانة النساء المسلمات في كتاب شبهت فيه أصول الحجاب بالداعرات في سومر قبل 5000 عام.

وقال قاضي محكمة في اسطنبول ان كتابات المؤرخة التركية معزز هيلمي سيج لم تسبب اهانة للكرامة الدينية أو تحرض على الكراهية والعداء مثلما زعم الادعاء في تركيا العلمانية التي يغلب على سكانها المسلمون وتسعى للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي.

وتمت محاكمة عشرات المثقفين ولاسيما الفائز بجائزة نوبل في الاداب اورهان باموك على مدى العام الماضي بتهمة اهانة مفاهيم يعتز بها الاتراك مثل الهوية التركية أو مؤسس الجمهورية مصطفى كمال اتاتورك.

وقالت سيج المتخصصة في تاريخ سومر للمحكمة بينما كان يحيط بها 15 محاميا جاءوا لدعمها "انني شخص ينتمي الى ثورة اتاتورك وبصفتي امرأة تركية احاول جمع الناس معا ولست بالشخص الذي يحاول التحريض على الكراهية."

وكانت سيج التي ترجمت 3000 لوح حجري ونشرت نتائجها في العام الماضي تواجه عقوبة السجن لمدة تصل الى ثلاث سنوات في حال دانتها في كل الاتهامات الموجهة اليها,وصفق لها مؤيدوها وهي تغادر مبنى المحكمة.

وكان يوسف اكين المحامي الذي حرك الاتهامات ضد سيج قد قال ان النتائج التي توصلت اليها بشأن الحجاب تمثل اهانة للمرأة المسلمة.

ويتوقع ان توجه المفوضية الاوروبية في تقريرها السنوي بشأن تركيا المقرر ان ينشر في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني انتقادات شديدة للمحاكمات التركية التي تجري للمثقفين والصحفيين بسبب التعبير عن اراء سلمية,وتنتقد بروكسل بوجه خاص المادة 301 من القانون الجنائي الذي يجرم اهانة الهوية التركية.

وقاومت حكومة يمين الوسط في تركيا ضغوط الاتحاد الاوروبي لتعديل مواد وجهت اليها انتقادات باعتبار انها مقيدة لحرية التعبير قائلة ان هناك حاجة لمزيد من الوقت لاقامة دعوى قانونية. واضافت ان معظم القضايا التي تتعلق بالحرية رفضت.

وكان سكان سومر من اوائل المجتمعات المستقرة التي اعتبرت حضارات وكانوا يحكمون المنطقة التي اصبحت الان العراق في الفترة من عام 3000 الى عام 2000 قبل الميلاد.

وقالت سيج في كتابها "ردود فعلي كمواطنة" ان الحجاب كانت ترتديه النساء اللاتي كن يعملن داعرات في المعابد اثناء العصر السومري للتمييز بينهن وبين النساء اللاتي يعملن كهنة.

ويريد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي له جذور اسلامية لكنه منذ تولي السلطة ينأى بنفسه عن هذه المعتقدات تخفيف قواعد ارتداء الحجاب في الجامعات والمكاتب الحكومية في تركيا.

ويخشى مؤيدون للعلمانية من بينهم القوات المسلحة وقطاعات من الهيئة القضائية من ان تخفيف مثل هذه القيود سيقوض افكار اتاتورك. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى