غسان تويني .. اللبنانيون سيجدوا طريقهم للوحدة رغم المعاناة

> بيروت «الأيام» اليستير ليون :

>
غسان تويني
غسان تويني
رغم العنف الذي زلزل لبنان وأودى بحياة ابنه لا يزال غسان تويني يعتقد أن ما يربط بين اللبنانيين أكبر مما يفرقهم,ويقول "انا متفائل. في الثمانيين من المتأخر التغيير"ويصر من مكتبه في جريدة النهار اللبنانية المستقلة في وسط بيروت التي اسسها والده جبران تويني في عام 1933 على أن "وحدتنا طبيعية وليس العكس".

وعاد تويني لرئاسة الصحيفة بعد مقتل ابنه جبران في تفجير في 12 ديسمبر كانون الأول ضمن 14 هجوما على صحفيين وساسة مناهضين لسوريا بعد مقتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري قبل ذلك بعشرة اشهر.

كما عاد الى البرلمان دون أي معارضة من أحد لملء الفراغ الذي تركه ابنه مستعيدا مقعدا كان قد شغله للمرة الاولى في عام 1951.

وقال بابتسامة ساخرة "لم يكن من السهل الدخول الى البرلمان حيث لم تكن تستطيع ايجاد اي شخص من جيلك."

واضاف "(التصويت) كان اساسا تكريما لابني وما كان يمثله اكثر من كونه استفتاء على سياستي".

وفي بلد كان فريسة للاقتتال الطائفي والتدخل الاجنبي واراقة الدماء بشكل متكرر لا يزال تويني يؤمن بأن التسامح الديني والتعايش اللذين يطالب بهما سيسودان.

وقال "هو (جبران) مات وهو يدعو للوحدة بين المسيحيين والمسلمين. ولسنا في وارد التخلي عن ذاك الحلم".

واقر تويني بانه حتى في أوروبا تتعرض المجتمعات العلمانية لتحدي عودة النزعة الدينية.

وقال "لا اود قول التعصب لكن يجب اعادة توجيه هذه المشاعر باتجاه الروحانية."

ومضى يقول "اكثر الديانات تعود الى جذورها الروحانية على الاقل لا يتصرفون مثل العصبيات."

وقد ساعد مثل هذا السلوك على القاء لبنان في سنوات من ارقة الدماء.

وقال "أي شخص من الذين بدأوا نشاطهم العسكري او شبه العسكري في لبنان من المتوقع ان يخسر اكثر من ان يربح" مضيفا انه لا تستطيع اي طائفة من طوائف لبنان الكثيرة السيطرة على البلاد بمفردها.

ويبدو بشعره الرمادي الكثيف مفعما بالحيوية بالنسبة لسنه وهو لا يشعر بالانزعاج بسبب تهديد حزب الله بالخروج الى الشوارع هذا الشهر ما لم ينفذ مطلبه بتغيير الحكومة.

وقال انه يعتقد ان هذا سيحل بالطريقة اللبنانية الطبيعية مضيفا ان الموافقة على برنامج اصلاحي وتشكيل محكمة دولية لقتلة الحريري أمر أكثر أهمية من الصراع حول تشكيل الحكومة.

وحزب الله المدعوم من سوريا وايران على خلاف مع الحكومة اللبنانية المدعومة من الغرب بشأن الحرب التي استمرت 34 يوما مع اسرائيل وتفجرت في يوليو تموز عندما خطف الحزب جنديين اسرائيلييين في غارة عبر الحدود.

ويعتقد تويني انه من الممكن استيعاب الحركة الشيعية في النظام السياسي وانها لن تحاول تحويل لبنان الى "تابع ايراني". وحزب الله هو الفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد الحرب الاهلية التي استمرت بين عامي 1975 و 1990.

ولا يقلل تويني من شأن المخاطر التي تواجهها دولة عكست على الدوام التيارات والاضطرابات في الشرق الاوسط الاوسع.

واضاف "السوريون سيستمرون في دغدغة الحلم بالعودة الى لبنان" وان فكرتهم الوحدوية ستبقى. ويستدرك متسائلا و"لكن ماذا.." مشيرا الى ان احلام الوحدة العربية بعيدة المنال ايضا.

وتويني سفير سابق لدى الامم المتحدة ووزير سابق ادخلته كتاباته النقدية السجن عدة مرات ومعارض لنفوذ سوريا لكنه لا يريد ان يدور لبنان في فلك الولايات المتحدة.

وقال "الوجود (الامريكي) مستمر مع دور سياسي ولكن ليس اكثر من المعقول."

ونصح واشنطن بالعودة لدور الوسيط الامين في الشرق الاوسط لاستعادة مصداقيتها خصوصا بعد "تدمير (حزب الله) الايحاء الاسرئيلي بانها دولة لا تهزم".

ويلقي تويني الذي ينتمي لكنيسة الروم الارثوذكس باللائمة على اسرائيل بشكل اساسي في زعزعة استقرار لبنان وهو بلد تعددي "يدحض نظرية اسرائيل" بشأن الدولة الدينية.

وتويني رجل واسع المعرفة يتحدث العربية والانجليزية والفرنسية بطلاقة وغالبا ما يستشهد بالتاريج او يستعيد ذكريات من عمله الطويل كصحفي ودبلوماسي ورجل دولة.

الا انه يحتفظ بصمت مهيب ازاء فيض مآسيه الشخصية. فبالاضافة الى مقتل ابنه جبران البالغ من العمر 48 عاما فقد غسان ابنته البالغة من العمر سبعة اعوام ثم زوجته الشاعرة التي مات بالسرطان اضافة الى ابنه الاكبر الذي توفي في حادث سيارة,ويقول "لا جواب. ارتديت ربطات العنق السوداء . ماذا.." .. "انا اؤمن بالله . لا اذهب الى الكنيسة كل احد." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى