التعليم في رصد هش ومشلول بسبب مشاكل مزمنة لا تلاقي حلولاً

> «الأيام» قائد زيد:

>
طلاب الصف السادس بمدرسة الزغرور يدرسون تحت الخيم
طلاب الصف السادس بمدرسة الزغرور يدرسون تحت الخيم
تعاني معظم المدارس في مديرية رصد بمحافظة أبين نقصاً كبيراً في المعلمين وخصوصاً التعليم الثانوي رغم امتلاك مكتب التربية بالمديرية الكادر التربوي المؤهل في جميع التخصصات ولكنه غير كاف نظراً لطبيعة المنطقة الجبلية الوعرة وتباعد مدارسها. وحقيقة الأمر أن هذه المديرية رغم ما وصلها من خيرات الثورة والوحدة من مدارس حديثة وكادر تربوي إلا أنها مازالت بحاجة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام فالحاجة تتزايد كل عام لمزيد من المباني المدرسية والأثاث لمواكبة الازدحام.

عدد المعلمين بالمديرية 920 معلماً بينهم 20 معلمة فقط موزعين على49 مدرسة أساسية و5 مدارس ثانوية.

ويبلغ عدد الطلاب بالمديرية لهذا العام 13787 طالبا وطالبة في المرحلة الأساسية بينما عدد الطلاب في المرحلة الثانوية 1320 طالباً بينهم 65 طالبة لا غير.

3 مدارس مغلقة في رصد
بسبب نقص المعلمين في كثير من مدارس المديرية تم إغلاق ثلاث مدارس إغلاقا تاما منذ بداية العام وحتى يومنا هذا وبالتحديد ثانوية المنصورة الواقعة في تجمع الرباط وكذلك مدرسة شعب البارع للتعليم الأساسي التي عجزت ادارتها عن فتح أبوابها بسبب نقل ستة مدرسين دون علم الادارة وكذلك عدم إيجاد البديل. هذا ما حدثنا به مدير المدرسة الأستاذ ياسر عبادي. أما المدرسة الثالثة المغلقة ايضاً فهي مدرسة (بينان) للتعليم الأساسي، وهذا ما أفاد به أحد أعضاء مجلس الآباء المواطن عبدالقادر محمد جبران.

فمدارس رصد تفتقر إلى حد كبير للكادر النسائي لشغل مدارس الفتيات فحالياً يوجد ثلاث مدارس أساسية خاصة بالفتيات أما باقي فتيات المديرية فتعليمهن مختلط مع البنين، كما أن هناك فتيات بدون مدارس خاصة وتعليمهن يتم في مدارس البنين بعد الظهر كما هو قائم في مدرسة عائشة الواقعة في اطار منطقة الصفأة.

ثانوية المنصورة في خطر
تعاني ثانوية المنصورة الواقعة في اطار تجمع الرباط وضعية سيئة للغاية لافتقارها إلى المعلمين المتخصصين ليس فقط في مادة أو مادتين ولكن أكثر من نصف المواد بحاجة إلى المعلمين فهذه الثانوية ماتزال مغلقة و ذلك يعود لعدة أسباب، منها نقل الكثير من الكادر التربوي إلى مدارس أخرى دون ابلاغ ادارة المدرسة بذلك، وكذا رفض ادارة التربية تسليم رواتب المنقطعين لتوفير معلمبن يقومون مقامهم.

كما أن الكثافة الطلابية ساعدت ايضاً في مضاعفة السلبيات وفرضت الحاجة إلى معلمين أكثر من العام الماضي لزيادة عدد الطلاب كون الثانوية تغذيها أكثر من 13 مدرسة هي: مدرسة الوسطي، مدرسة هرمان، مدرسة قرية ناصر، مدرسة جبل السعدي، مدرسة لبوزة، مدرسة حمومة، مدرسة الجم، مدرسة الوطحي، مدرسة شعب البارع، مدرسبة ذي جليد، مدرسة بينان، مدرسة نجد اسحيل ومدرسة الرباط.

مدرسة الصفأة التي سقوفها مهددة بالسقوط
مدرسة الصفأة التي سقوفها مهددة بالسقوط
فتجمع الرباط التعليمي بحاجة إلى أكثر من ثانوية ولكن على ما يبدو أنه اذا استمر الحال على ما هو عليه حالياً سيتم دون شك إجهاض التعليم الثانوي في ثانوية المنصورة بدلاً من التوسعة وإنشاء مبنى جديد خاص بالفتيات اللاتي ماتزال قرى وعزل الرباط تفتقر إلى مدرسة خاصة بهن للتعليم الأساسي والثانوي، ورغم تعاون الأهالي منذ ثلاث سنوات في توفير وشراء أرضية لبناء مدرسة خاصة بالفتيات لكن دون جدوى.

كما أن مدرسة المنصورة للتعليم الأساسي التعليم فيها مشلول والدليل على ذلك أقوال الطالب صلاح ناصر عبدالله، في الصف السابع والذي حدثنا قائلاً: «هذا العام درسنا درسين في مادة الإسلامية وأربعة دروس في مادة علوم القرآن وثلاثة دروس لا غير في مادة الانجليزي أما باقي المواد فلا تدرس لعدم وجود المعلمين».

لا دراسة دون القسم الداخلي
ثانوية رصد هي الأخرى تعاني وضعية سيئة للغاية فالمبنى بحاجة إلى ترميم وبحاجة ايضاً إلى تفعيل دور القسم الداخلي لاستيعاب أعداد كبيرة من الطلاب نظرا لبعد المناطق التي تغذي الثانوية والافتقار لشبكة المواصلات التي تسهل وصول الطلاب يومياً إلى المدرسة وعودتهم إلى منازلهم فأكثر من نصف الطلاب في الثانوية يتوافدون من مناطق بعيدة كالصفأة والحنشي والشبحي كما أن هناك مخاوف من نزوح طلاب مديرية سباح المجاورة لمديرية رصد التي مازالت جميع مدارسها الأساسية مغلقة عن بكرة أبيها إلى جانب الثانوية الوحيدة التي هي الأخرى مغلقة فهناك تداعيات بتوافد طلاب ثانوية سباح، ونظراً لبعد المسافة فهم بحاجة إلى قسم داخلي.

وحقيقة الأمر جميع الطلاب ينقدون وضعية القسم الداخلي من حيث المبنى والتغذية التي مرت عليهم في العالم الماضي وقالوا تركنا القسم الداخلي واعتمدنا على أنفسنا في التنقل بسيارات الأجرة.

ويرى الءخ ياسر الوعلاني وكيل الثانوية الذي رفض هذا العام أن يكون وكيلاً للثانوية أن المشكلة تكمن وترتبط ارتباطا مباشرا بالقسم الداخلي الذي تسبب كثيراً في إرباك التعليم وعدم إكمال المنهج الدراسي بسبب تأخر صرف المخصصات الخاصة بالقسم الداخلي وعدم وصولها مكتملة.

64 موظفا تربويا في رصد ضحايا للفساد
64 معلماً حصلت مديرية رصد في عام 2004م من أصل 350 معلماً تم توظيفهم مركزياً من ديوان الوزارة مقابل مبالغ مالية مغرية تم جمعها من المستفيدين وضمانات واتفاقيات رسمية من قبل الاسطورة عمر البطاطي. والأدهى من ذلك أن أولئك المعلمين تم توزيعهم على المدارس بناء على إرسالية من مكتب التربية في المحافظة إلى مكتب التربية في رصد الذي عمل على توزيع أولئك المساكين على المدارس وباشروا أعمالهم لأكثر من عام دون أي استحقاقات مالية.

التوجيه التربوي
إن غياب الدور الفاعل المتمثل بالتوجيه الفني والإداري والزيارات الميدانية للموجهين لتقييم أداء المعلمين ومستوى الطلاب وكذلك عدم المتابعة والاهتمام من قبل مكتب التربية انعكس سلباً على سير العملية التربوية بالمديرية وساعد ايضاً على التسيب الإداري واللامبالاة عند بعض المعلمين.

فعملية المتابعة والرقابة إن صح التعبير لا توجد في رصد وما يثير الدهشة والعجب هو أن أكثر من ثلتي المعلمين في رصد لا يلتزمون بدفاتر تحضير الدروس.

طلاب ينتظرون المعلم خارج الفصل
طلاب ينتظرون المعلم خارج الفصل
الختم قبل المبنى
كان في منطقة الصفأة قبل سنوات وبالتحديد من عام 2000م إلى عام 2003م تعليم ثانوي ولكن بسبب ازدحام الطلاب وقلة الفصول الدراسية تم استبعاد التعليم الثانوي ليواصل طلاب قرى وعزل الصفأة تعليمهم الثانوي في مركز المديرية رصد ولم يبق لأبناء الصفأة سوى الختم بيد المدير خالد راجح الذي يعمل حالياً في المدرسة الأساسية التي تعاني من المشاكل ما تعاني حسب تصريح مدير المدرسة الأستاذ سالم محمد عبدالله الذي حمل المسئولية الكاملة مكتب التربية بالمديرية كونهم على حد قوله «على علم مسبق بذلك ويتجاهلون ما وصل إليه الوضع المأساوي بالمدرسة وما يعانيه طلابها منذ سنوات وحتى الآن دون وضع الحلول والمعالجات».

ففصول المدرسة ضيقة ومظلمة وسقوفها متصدعة مهددة بالسقوط وتتطلب إغاثة عاجلة بتوفير المبنى الآمن للطلاب ولو بالإيجار كما أن المدرسة بحاجة إلى أعمال توسعة وترميم وكذلك بناء فصول إضافية لاستيعاب عدد كبير من الطلاب.

فعدد طلاب المدرسة 620 طالباً في الفترة الصباحية الخاصة بالبنين وفي المبنى نفسه يتم تدريس الفتيات البالغ عددهن 581 طالبة فالمدرسة تتكون من 13 فصلاً أكثرها ضيقة مما اضطر مدير المدرسة إلى إخراج الكراسي من الفصول كي تستوعب عدداً أكبر من الطلاب وبعضها غير صالح للتدريس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى