قراءة في تفوق طائرة وادي حضرموت على شقيقتها طائرة ساحل حضرموت في الوادي ضلت الأقدام الطريق فحملت الأيدي الراية

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> الطائرة وما أدراك ما الطائرة.. الطائرة هي العشق الآخر والمتنفس الوحيد لأبناء حضرموت الوادي بعد أن عجزت الأقدام عن ذلك في وادي الخير والعطاء، حينما راوحت اللعبة في مكانها في غياهب ظلمات الدرجات الدنيا، ولم تشهد بعض الانفراج إلا قبل ست سنوات، حينما حالف الحظ ناديين من أندية الوادي بدخول بوابة الدرجة الثانية، وإزاء هذه السقطات كانت الطائرة اللعبة الجميلة تحث الخطى لفعل شيء يسحب البساط من تحت أقدام اللعبة الشعبية الأولى.. ولم يتنبه أحد ولم يخطر ببال الجمهور العاشق والمتابع لتلك الخطوات العملية التي تقطعها الطائرة الحضرمية في رحلات داخلية أثبتت حيالها مهارة عالية ومبشرة بمقدم طائرة عملاقة.

من الأحياء الشعبية كانت البداية
> الهوس الطائري ليس وليد اليوم بل امتد لأكثر من عشرين سنة.. كانت البداية فيها عبر دوريات الأحياء السكنية التي شهدت منافسات ساخنة وحفلت بإثارة وندية كبيرة زحف وراءها جمهور عاشق.. دوريات الأحياء الشعبية والتي تقام عادة في ليالي الشهر الكريم كانت مهد البداية لقدوم طائرة عملاقة، لكون تلك المباريات كانت حافلة بالفنيات العالية.

وكانت الموهبة حاضرة وبقوة وهي النواة لوجود لعبة قوية أرغمت إدارات الأندية على الاهتمام باللعبة وتنشيطها وإقامة المسابقات الخاصة بها.

راية الأندية ترتفع
مع بداية التسعينات تم إلغاء دوري الأحياء لتأخذ الأندية الراية، وتواصل الطيران بها وكان ناديا الوحدة بتريم وسيئون أكفأ وأقوى الأندية في هذه اللعبة، غير أنه سرعان ما توارى وحدة تريم تاركاً مدرج اللعبة لسيئون الذي صال وجال ونثر الحب والغرام في أزقة وأحياء المدينة التي رأيناها مزدحمة بالشباب المولعين باللعبة ليصبحوا متقابلين لا يفرقهم إلا خيط ممتد من الجدار إلى الجدار ليمارسوا هوايتهم بكل تلقائية.

جني الثمار
بعد أحداث صيف 1994م كانت الطائرة السيئونية تجني ثمارها بتحقيق البطولات بكل أشكالها ومسمياتها، حيث امتلكت درع البطولة وكأس الرئيس.. إضافة إلى بطولات الناشئين والشباب وحتى الكرة الشاطئية، ليتحول الحب إلى أسطورة وإلى معلم تفتخر به مدينة سيئون وكل مدن وقرى ومناطق الوادي، لكون اللعبة تأصلت فيهم وأعطوها كل جهدهم وعرقهم وبادلتهم ذلك بالوفاء بالبطولات وسحب البساط من طائرات عريقة كطائرة الميناء وشمسان ووحدة عدن.

طائرة منصورة
الاستعراض الحضرمي السيئوني في الأجواء اليمنية كان حديث الجميع، فكيف لهذه الفرق القادمة من مدن حضرموت، والتي لا تمتلك الإمكانات الفنية لكي تحلق بأعلى مستوى وبمهارة فائقة جعلت الجميع مندهشين حتى أذهل عشاق الطائرة السيئونية الجميع وهم يزحفون نحو ثغر اليمن الباسم عدن على متن سيارات نقل كبيرة افتقدت لسبل الراحة، بل وصل بهم الأمر إلى أكل البسكويت كوجبة رئيسية لضيق الحال ولضرب أروع سمات الحب والعشق لطائرتهم المنصورة.

عشق بلا حدود
وإزاء كل ذلك يتساءل البعض: لماذا اقتصر عشق الطائرة وأمجادها على وادي حضرموت دون ساحلها؟ .. وهو سؤال وجيه، والإجابة عنه تختلف من شخص لآخر، غير أن السبب الرئيسي ربما يعود لمرتع اللعبة في ساحل حضرموت الذي لم يجد الأرض الخصبة التي تصنع طائرة قوية.. ربما كان لتضامن حضرموت بعض الحضور القوي حيث كان مسيطراً على بطولات اللعبة في الساحل، إلا أنه لم يكن مؤثراً على بقية أقرانه في الأندية الأخرى بالإقتناع والاهتمام بالمجال الجوي وإيجاد طيارين وطائرات قوية لذلك تركز اهتمام إخواننا على لعبة كرة القدم التي كانت تتفوق فيها على أندية الوادي بقفزات هائلة،لكون المناخ كان ملائماً نظرا لوجود نخبة من المدربين السودانيين في المدارس الذين أسسوا البداية الحقيقية للكرة الحضرمية.

أسباب انحسار اللعبة في الساحل
> الأخ عمر سالم باحشوان رئيس فرع اتحاد اللعبة في الساحل سابقاً وعضو لجنة المسابقات حالياً وأحد كوادر هذه اللعبة يرى أن انحسار اللعبة في الساحل بدأ منذ نهاية الثمانينات للأسباب التالية:

(1) عدم اهتمام معظم قيادات الأندية بفرق هذه اللعبة أسوة بلعبة كرة القدم والعمل على توفير مستلزماتها.

(2) عدم توفر المدرب المؤهل بالرغم من إقامة العديد من الدورات التدريبية، إلا أن الاستفادة لم تكن بالمستوى المطلوب.

(3) عدم اهتمام الأندية بفرق الفئات العمرية وعدم مشاركاتها في المسابقات التي تقام لهذه الفئات.

(4) عدم تمكن فرع اللعبة من العمل على استمرارية مسابقاته نظراً لعدم كفاية مخصصاته المالية ولعدم حصوله على دعم من أي جهات أخرى، حيث أن معظم البطولات التي ينظمها الفرع تقام بطريقة المجموعات أو خروج المغلوب، وهذا لايساعد على تطور اللعبة.

(5) قلة المسابقات المدرسية إلى جانب عدم اهتمام بعض الأندية لتبني فرق المدارس ومساعدتها في تدريب هذه الفرق.

(6) عدم توفر الملاعب الشعبية في الساحل كما أن الأندية لا توجد لديها ملاعب خاصة بها لإقامة نشاط هذه اللعبة.

طائرة شباب القطن كانت في الموعد
واليوم وبعد هذه الفترة الزمنية الكبيرة التي تمتد لأكثر من عشر سنوات والتي عاشتها الكرة الطائرة في حضرموت نجد أنفسنا في نقطة صعبة، لكون الأمجاد بدأت تزول وإن كانت طائرة شباب القطن أمسكت بزمام المبادرة.

حينما حلقت في الموسم الماضي وانتزعت البطولة لتبقيها حضرمية، إلا أن هبوط مستوى طائرة سيئون العملاقة وهبوط الطائرة الاتحادية وإن عادت هذا الموسم.. إضافة إلى هبوط وسقوط طائرة هلال السويري علامات وإشارات لا تسر، ولم تلفت انتباه المعنيين الذين يكتفون بالفرجة، فطائرة الوادي بحاجة إلى مراجعة الذات، حتى لانستيقظ ذات يوم والحال غير الحال كما هو حاصل في ساحل حضرموت فيما يخص لعبة كرة القدم، التي لم يعد يمثلنا فيها إلا فريق نادي الشعب ولا وجود لكرة الساحل في الدرجة الثانية، فهل يتنبه الفنيون والكوادر والخبراء في هذه المحافظة لما يحدث من سقطات هنا وهناك ويحافظوا على تلك البذرة؟

وأخيراً وجدت الصالة
بقي أن نشير إلى أن المجد لم يقتصر على البطولات المحلية بقدر ما تجاوز ذلك عبر تمثيلين لطائرة سيئون عربياً في لبنان عام 1993م وعمان عام 2003م.

وأمام كل ذلك عجزت القيادة الرياضية بوزارة الشباب بمعية اتحاد اللعبة أن يقابلوا ذلك التفوق من خلال بناء صالة رياضية تساعد على تطور اللعبة. وبعد جهد جهيد تم أخيراً بناء الأساسات لها .. عموما نتمنى أن يكتمل العمل ليهنأ لاعبو وعشاق اللعبة بأبسط مطلب لأساسيات لعبة ينتظر منها الكثيرون الشيء الكثير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى