يحيى عثمان.. إبداع وعطاء إعلامي!

> «الأيام» محمد هادي سالم:

> في خلوة مع نفسي حاولت بالأمس أن أستعيد ذكريات أعوام مضت من العمل في قناة التلفزيون الثانية التي كنت قد انضممت إلى قوام موظفيها وكوادرها مطلع عام 1977م.

وقد توقفت كثيراً خلال استعراضي لشريط ذكرياتي تلك عند أهم جوانب العملية الإبداعية في العمل الإعلامي وهو الإنسان .

نعم الإنسان هو الأول قبل كل شيء قبل الجهاز وقبل الكاميرا وقبل الميكرفون، إنه هو الذي إذا ما عشق العمل الإعلامي وأخلص له وتشبع بالثقافة والمعرفة والخبرة يصبح قادراً على جعل تلك الأجهزة تصنع لوحة إبداعية راقية تشرف المجال الذي ينتمي إليه. وفي هذا السياق ظهرت أمامي في شريط ذكرياتي أمجاد خالدة صنتعها أنامل وحناجر وأقلام رجال في حقبة زمنية ليتها تتكرر.

لقد تتلمذت على أيادي رجال أحبوا مهنتهم وأخلصوا لها وجعلوا المال آخر ما يتحدثون عنه وليس الأول كما يشترط بعض رجال اليوم.

لقد مضى الزمان وشاءت إرادة المولى أن يذهب معظم أساتذني الأفاضل كل في اتجاه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما يزال قادراً على تقديم المزيد من العطاء.

إذن متى نعمل على الاستفادة من تلك القامات ذوي الخبرات والمعارف والتي تمكنت خلال فترة عملها من صنع أجمل اللوحات الإبداعية وعلى يديهم تتلمذ العديد من مبدعي اليوم.

فمثلاً الأستاذ يحيى عثمان المذيع والمعد والمقدم لأنجح البرامج.. الرجل الذي أفنى أجمل سنوات عمره لخدمة الإعلام اليمني يقبع اليوم بمسكنه وبين أبنائه بعد أن تمكن قانون التقاعد من أن يوقف حماس نشاطه الذي مازال يتدفق عطاءً سخياً.

إنني كتلميذ للأستاذ يحيى أشعر بحالة إحباط تفوق ما لديه، لأنني أثق تماماً أن القناة الثانية مازالت بحاجة إليه وإلى خبراته في ظل التطورات المتصاعدة التي تشهدها القناة على طريق جعلها قناة فضائية، ولهذا فإنني أتمنى لفتة كريمة من معالي الأستاذ حسن الوزي وزير الإعلام وذلك بالتوجيه للتعاقد مع الأستاذ يحيى عثمان للعمل خمس سنوات على الأقل خاصة ونحن ومعالي الوزير نعلم أن نظام العمل بالتعاقد قد وضع وأحد أهدافه الاستفادة من مثل تلك الحالات كما إنه قد جرى العمل به مع كوادر في القناة، ونثق تماماً أن معالي الوزير سيعطي لهذا الموضوع بالغ اهتمامه.. والله من وراء القصد.

القناة الثانية- عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى