> أنهى أمس الأول الجمعة وفد الجامعات السعودية زيارته لمحافظة حضرموت ساحلها وواديها ويرأس الوفد د. زاهر عبدالرحمن عثمان، المدير العام لمؤسسة التراث وعضوية كل من د. محمد الحيذان، عميد كلية الدعوة والإعلام بجامعة الملك سعود، وم. عبدالله الركبان، من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وم. هاني أنور، مسئول قسم المشاريع بمؤسسة التراث بالمملكة العربية السعودية ود. محمد حسين إبراهيم، مدير تحرير مجلة عمران وم. جميل محمد السلفي، رئيس قسم العمارة بجامعة أم القرى، ود. طلال عبدالرحمن الردادي، رئيس قسم العمارة بجامعة الملك سعود ود. فاروق عباس حسين المفتي، رئيس قسم العمارة بجامعة الملك عبدالعزيز ود. إبراهيم النعيمي، رئيس قسم العمارة بجامعة الملك فيصل وم. علي محمد الزهراني، من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المسؤول عن طلاب العمارة في الرحلة العلمية لمناطق حضرموت.

وكان في مقدمة مستقبلي الوفد لدى وصوله خيلة بقشان يوم الخميس الماضي الأستاذ أحمد سالمين باقطيان، رئيس هيئة تطوير خيلة بقشان وأعضاء الهيئة وعدد من الشخصيات الاجتماعية بالوادي حيث أقيم للوفد حفل استقبال كبير وقد طاف الوفد في قصر بقشان التاريخي الذي يعود تاريخه الى أكثر من 70 عاماً حيث أعجبوا بمكونات القصر وما يحتويه من تراث عمراني يعكس طبيعة وبيئة المنطقة وتراثها في بنائه ونقوشه وزخارفه وتفاصيل طوابقه التي تتكون من 8 طوابق مع تدرج في الاسطح في كل طابق. بعد ذلك قام الوفد السعودي برفقة د. سلمى سمر الدملوجي، الخبيرة بالعمارة الطينية بزيارة لمنطقة الشاليهات السياحية المقابلة لمنطقة حيد الجزيل بتمويل من م. عبدالله أحمد بقشان، حيث يتكون المشروع من عشرة شاليهات تبنى حالياً بالطين والمواد المحلية التي تتميز بها المنطقة بدون الاسمنت والرمل حيث ستكون أحد المنتجعات السياحية بحضرموت للسياح الاجانب الذين يزورون مناطق وادي دوعن سنوياً.

وقد استمع الوفد الى شرح مفصل من م. علي عبيد باسعد، مهندس ومصمم المشروع من ناحية مكوناته وفترة وطريقة بنائه من قبل العمال المحليين المهرة بالمنطقة برئاسة المعلم حميد بارفيد، وتشرف على منطقة حيد الجزيل إحدى مناطق وادي ليسر السياحية المشهورة ببناء مساكنهم في طرف أحد الجبال الشديدة الانحدار والارتفاع من وادي ليسر.

وكان الوفد قد استهل زيارته لمديرية دوعن بزيارة مدينة الهجرين التاريخية وضواحيها ثم توجهوا لمنطقة عورة بوادي ليمن حيث زاروا مصنعة باصرة مقر حاكم دوعن أيام الدولة القعيطية سابقاً ثم طافوا بالمصنعة وتعرفوا على محتوياتها وطريقة بنائها في منطقة جبلية بعورة محيطة بالعمارات الطينية للسكان المحليين بالمنطقة والدور التاريخي والاجتماعي والسياسي التي قامت به المصنعة على مستوى وادي دوعن قبل نصف قرن ومنزلة حكامها من( آل باصرة) في فض الخلافات والنزاعات القبلية وتسيير نظام الحكم في المنطقة التي شهدت أماناً واستقراراً وعمراناً بمختلف مناطق وادي دوعن الايمن والايسر.

وكان الأخ عبدالقادر هلال، محافظ حضرموت قد التقى مساء أمس الأول بالمكلا وفد الجامعات السعودية رؤساء أقسام وطلاب العمارة بجامعات أم القرى والملك عبدالعزيز والملك فيصل والملك فهد للبترول والمعادن والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ومدير تحرير مجلة عمران ومسؤول قسم المشاريع بمؤسسة التراث بالسعودية، الذي يزور المحافظ حالياً للاطلاع على التجربة العريقة لمناطق محافظة حضرموت في مجال صيانة التراث العمراني والبناء بالطين خاصة ولتعزيز العلاقات العلمية بين الجامعات اليمنية والسعودية وإجراء الدراسات والبحوث حول خاصية البناء العمراني بالطين وكيفية الحفاظ عليه وحمايته.

وفي اللقاء رحب الاخ المحافظ بزيارة الأشقاء في الجامعات السعودية بين أهلهم في حضرموت، مؤكداً أهمية مثل هذه الزيارات التي تأتي في ضوء ازدهار العلاقات اليمنية السعودية في المجالات كافة والتواصل الحضاري بين أنماط العمارة الطينية بين البلدين والتنوع في خصائصها وتكاملها في عناصرها المختلفة مشيراً الى ان تكامل الجهد الشعبي مع اهتمام الدولة بالعمارة الطينية أسهم في الحفاظ عليها وصيانتها.

من جانبه أطلع الاخ زاهر عبدالرحمن عثمان، رئيس وفد الجامعات السعودية الاخ المحافظ على جهود المملكة في عملية الحفاظ على التراث العمراني وقال إن زيارة الوفد السعودي تأتي في اطار رحلة تنظمتها جائزة الامير سلطان بن سلمان للتراث العمراني وهي جائزة تعنى بالحفاظ على التراث العمراني، «والبناء بالطين هو أحد هذه الجوانب وتعد محافظة حضرموت أهم المناطق في العالم في مجال العناية بالتراث العمراني عموماً والبناء بالطين بشكل خاص». مشيراً الى ان هذه الزيارة تكتسب أهميتها من كونها تعرف الاجيال بأهمية خصائص البناء بالطين واطلاعهم على التجربة اليمنية في هذا الجانب.

ودعا د. زاهر عبدالرحمن عثمان أساتذة وطلاب أقسام العمارة بجامعة حضرموت الى زيارة المملكة والتعرف على تجربتها في البناء العمراني والعمارة بالطين خاصة.

من جانبهم عبر أساتذة وطلاب وفد الجامعات السعودية عن إعجابهم الشديد بما شاهدوه من فنون البناء العمراني بالطين في مناطق حضرموت وقالوا إنهم فوجئوا بتفرد وتميز البناء بالعمارة الطينية في وادي حضرموت ودوعن.

وقد غادر الوفد السعودي عصر أمس الأول الجمعة مدينة المكلا بعد ان قام بجولة في أحياء المكلا القديمة ومدينة المكلا الجديدة وقد صحب طلاب من جامعة حضرموت من قسم العمارة بكلية الهندسة زملاءهم من قسم العمارة بالجامعات السعودية خلال زيارتهم لمناطق وادي وساحل حضرموت والتي استمرت في الفترة بين 7-10 نوفمبر الجاري.