إضاءات على لعبة رفع الأثقال

> «الأيام الرياضي» عبدالله علي الميسري:

> لعبة رفع الأثقال من الرياضات التي دخلت اليمن في وقت قديم.. وعملياً ممارسة رفع الأثقال كانت من الضروريات في حياة الانسان اليمني الذي اتسمت حياته بالعيش في أماكن منقطعة، فكان ينقل متطلبات حياته على ظهره لمسافات طويلة كالماء والحبوب والحطب.. بل إن بعض الرعاة، وبالذات الذواذة حين تقابلهم الهضاب وأحياناً الجبال يضطرون إلى حمل الحاشي (القعود الصغير) ليظل بقرب أمه.. أي أن العامل الوراثي متوفر وبقوة في الأرياف والسواحل والمدن ..والعامل الوراثي هو أهم عنصر في لعبة رفع الأثقال، فلا يمكن تطوير رفعات أي رباع يفتقر هذا العصر.

وفي لعبة رفع الأثقال عناصر أخرى مؤثرة كالمياه والغذاء والمناخ، واليمن تشتهر بتعدد هذه العناصر فيها، وتتمثل المشكلة في كيفية استثمار هذه العناصر بصورة مثلى من خلال تنظيم استهلاكها وفقاً لمقاييس وشروط مجربة.

لعبة رفع الأثقال من الالعاب التي حظيت بالدعم والرعاية سواءً من الدولة أو اللجنة الأولمبية أو الاتحادات المعنية باللعبة.

كما توفرت للعبة المعدات والصالات والمراكز، كما أنها تزخر بالكوادر المتخصصة في مجالاتها المختلفة، ولهذا حققت لعبة رفع الأثقال إنجازات ممتازة على مستوى الوطن العربي واتسعت رقعة مزاولتها في معظم محافظات الجمهورية، كما غزت مؤخراً قطاع المرأة، واللعبة لم تتعرض لهزات شديدة كبقية معظم الألعاب في اليمن ، أي أنها تطورت بصورة ثابتة، ولكن بطيئة إلى حد ما.

القارئ الكريم سيبرز أمامه السؤال التالي : طالما أن العناصر اللازمة للعبة متوفرة في غالبيتها.. فلماذا لم تبرز على المستوى القاري والدولي؟ .. ولماذا برزت اللعبة بصورة اقوى في دول مجاورة مارست رفع الاثقال بعد اليمن ولم تكن تمتلك المقومات الطبيعية مثل اليمن؟

هناك اعتقادات خاطئة لدى الكثيرين بأن ممارسة اللعبة تتسبب في توقف الطول عند ممارسها، وأن التدرب في سن مبكرة يقود إلى نتائج سلبية، وذلك يحرم الرباع في التكيف الفسيولولجي (الجهاز العضلي والعصبي) وتطوره ، وبالتالي فإن تطوير السرعة والقوة عند الرباع ستمثل إحدى المشاكل التي تعيق تطوير رفعاته .. وهذان العنصران يأتيان في المرتبتين الثانية والثالثة وعلاجهما شاق.

لعبة رفع الأثقال كأي لعبة أخرى لها مواصفات يجب أن تتوفر في من يزاول اللعبة كاتساع الكف وطول الأصابع حتى يتمكن الرباع من الامساك بالبار، واستقامة عظام اليدين والساقين لتتكامل قوة الرباع في السيطرة على الاحتفاظ بالثقل في مراحل الرفعة المختلفة، ويجب أن تكون خلفية الرباع غير مسطحة، وكذلك باطن القدم بالإضافةلسلامة المفاصل ومرونتها وتوافق الطول مع وزن الجسم .. وهناك شروط أخرى ثانوية كالتركيز والتوقيت وتصحيح الاخطاء الشائعة وغير ذلك..ولنسأل أنفسنا سراً أو علنا وليقتصر السؤال على المعنيين فقط:

1) هل هناك بحث (جاد أو غير جاد) عن من تتطابق فيهم الشروط لممارسة لعبة رفع الأثقال .. وهل تحظى اللعبة بحقها الكامل من حيث تكامل الأدوار وتساوي الفرص والتحفيز؟

إن عملية التطوير للعبة رفع الأثقال شأنها شأن بقية الألعاب يمكن تطويرها إذا:

1) توفرت الإمكانيات المادية اللازمة وتم إيصالها إلى مواقعها.

2) أدى كل معني مهامه دون الانشغال بمهام الآخرين.

3) عمل بمبدأ التجديد والتحديث والتجريب.

4) تكثيف التدريب والمسابقات.

5) تكامل عناصر التغذية والمعادن والأملاح والراحة.

6) تصحيح الأخطاء الشائعة أولاً بأول.

7) تبادل الخبرات بين المدربين والرباعين.

8) إشهار اللعبة في مختلف المدن.

9) خلق التنافس لمختلف المستويات.

10) إدخال اللعبة إلى المعسكرات والمدارس والكليات.

هناك مثل يقول: إذا مارسنا اليوم ما مارسناه بالأمس فسنصل اليوم إلى نفس النتيجة التي وصلنا إليها بالأمس.

ومثل آخر يقول: من لا يتقدم يتأخر فكيف الحال بمن يتأخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى