> ينحدر بيار الجميل وزير الصناعة اللبناني وعضو البرلمان الذي اغتيل أمس الثلاثاء إثر إطلاق النار عليه في بيروت من أكثر العائلات المسيحية السياسية اللبنانية مكانة في البلاد وهي عائلة توصف في أغلب الاحيان بأنها النسخة اللبنانية من عائلة كيندي في الولايات المتحدة.

وبيار الجميل الذي قتل عن عمر يناهز 34 عاما هو نجل الرئيس الاسبق أمين الجميل وحفيد الشيخ الراحل بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب اليميني عام 1936. وكان الحزب أحد الاطراف الرئيسية التي شاركت في الحرب الاهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 .

ووصف الوزير القتيل وهو محام مرموق من قبل مساعديه بأنه دبلوماسي مفعم بالحيوية وسياسي حاذق وطموح.

وليس اغتيال بيار الجميل الاول من نوعه في تاريخ هذه العائلة. ففي عام 1982 اغتيل عمه بشير الجميل ذاك السياسي الذي كان يتمتع بشخصية ساحرة وذلك بعد فترة وجيزة من انتخابه رئيسا للبنان.

وقبل بضعة أشهر من اغتيال بشير قتلت ابنته مايا وهي لا تتجاوز الثانية من عمرها جراء انفجار قنبلة استهدفت والدها.

وبعد غياب بشير الجميل عن الساحة تولى شقيقه أمين ، وهو والد بيار الذي قتل اليوم ، رئاسة البلاد وبات حزب الكتائب يقبع تحت سيطرة سوريا الجار القوي للبنان.

وبعد انتهاء فترة ولايته عام 1988 توجه أمين الجميل إلى فرنسا في منفى اختياري مصطحبا معه أفراد أسرته بمن فيهم نجله بيار.

وخلال وجوده في فرنسا أصبح أمين خصما لدودا لسوريا ولم يعد هو وأسرته إلى لبنان إلا عام 2000 . وفي نفس العام دخل بيار الساحة السياسية اللبنانية حيث انتخب عضوا في البرلمان ليصبح أحد أبرز معارضي سوريا.

ثم أصبح النائب الشاب في البرلمان اللبناني وزيرا للصناعة بعد فوز القوى المناوئة لسوريا بالانتخابات النيابية التي جرت عام 2005 عقب اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري.

وكان بيار الجميل أحد أعضاء ائتلاف قوى الرابع عشر من مارس الحاكم في لبنان والذي يضم ساسة مسلمين سنة ودروزا ومسيحيين يرتبطون بعلاقات ودية مع الغرب.

وجاء اغتيال وزير الصناعة اللبناني وهو متزوج وأب لطفلين وسط صراع محتدم على السلطة في لبنان اتخذ منعطفا جديدا منذ انتهاء المعارك التي دارت على أراضيه بين حزب الله الشيعي والجيش الاسرائيلي فـي الـفـترة ما بين 12 يوليو و14 أغسطس.