حديث الذكريات مع الأسطورة الكروية سعيد دعاله: عندما خسرنا من مصر قالوا أشبعونا ترقيصاً وأشبعناهم أهدافاً

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
الكابتن سعيد دعالة وحديث مع الزميل خالد هيثم
الكابتن سعيد دعالة وحديث مع الزميل خالد هيثم
في هذا العدد سيكون ضيفي غير، إذ أنه لاعب كبير جداً وهذا امر يعرفه الجميع إلا أنني سأكون صريحاً لأنني تفاجأت بما يمتلكه من تاريخ رياضي لايقارن.. ضيفي هذا لن أكون على مقدرة في تقديمه لكونه حالة خاصة في عالم كرة القدم التي لعبها بألوان مختلفة مثّل خلالها منتخبي اليمن والصومال، وأندية عريقة كالزمالك المصري وهورسيد الصومالي وفرق الحسيني والاحرار والتلال..إنه يمتلك الكثير من الذكريات التي لا يمكن ان تستوعبها صفحة واحدة ولكنني حاولت أن أخرج بما هو ممكن لعلي أضع مايمكن أن يلبي رغبة الباحثين عن تاريخ هذه الاسطورة التي تسمى (سعيد دعاله).

بداية مبكرة

هذا النجم الكبير الذي علمني يوماً بعض فنيات كرة القدم سعدت كثيراً بالتواجد معه وهو يسرد ماتحمله السطور القادمة مع التذكير انني اعتذر اذا قصرت في تسليط الضوء عن جوانب تاريخ (العاصفة) الكروية سعيد دعالة في الفريق الثاني لفريق نادي الحسيني العدني حيث كانت البداية في عام 1963م حيث لم يكن هناك فئات عمرية وانما دوري للدرجتين الاولى والثانية تلك هي الانطلاقة للاسطورة والنجم الكبير سعيد دعاله والتي رواها لي في بداية حديثي معه حيث قال ان وجوده في الفريق الثاني لم يستمر طويلاً فقد خاض مباراتين فقط الاولى ضد شعب التواهي والذي كان يضم عملاقاً في كرة القدم هو سالم الزغير الذي كان يعجبه اداؤه كثيرا .. تلك المباراة كانت تدشينا قويا له حيث كان له حضور لافت في هذه المواجهة القوية من خلال تسجيله لهدفي فريقه الحسيني وقد انتهت المباراة بالتعادل بهدفين ثم كانت المباراة الثانية امام الاحرار وتعادل الفريقان أيضاً واحرز هو ايضاً الهدف من ضربة جزاء وبعد تلك المباراتين كان سعيد دعالة في الفريق الاول مع ابوبكر عوض ،سعيد اسماعيل ،رشاد جعفر علي مبجر، وجدان عمر زيد، حسين دعالة، علي حسن ،وفاروق طاهري.

مرحلة تأكيد حضور

مع الفريق الاول وفي سن صغير كنت ألعب مع لاعبين سبقونا بكثير وابتدأت مرحلة جديدة حملت في مضمونها تأكيدا ذاتيا وظهورا قويا مع الفريق الثاني وهو فعلاً ما كان على ارض الواقع حيث كان لقائي الاول ضد فريق الواي في مدينة الشيخ عثمان على كأس خاصة بمناسبة زيارة الهاشمي وفي ذلك الوقت حققنا الفوز بهدف سجلته انا وبعد ذلك كانت هناك مباراة رسمت بوضوح معالم ما امتلكه من مخزون فني حيث اكدت انني موهبة قادمة وبقوة إلى عالم كرة القدم في ذلك الحين ، حيث كان هناك كم كبير من النجوم المتميزين والمباراة كانت ضد فريق القطيعي وانتهت بفوز كاسح للحسيني وقدمت مستوى كبيراً توجته بثلاثة اهداف وسجل ابوبكر عوض هدفاً لنفوز بأربعة لواحد وتستمر بعد ذلك المرحلة التي كانت كلها عطاء بتحقيق كثير من البطولات والالقاب.

محطة دولية في مصر

المشوار الدولي بالنسبة لي ابتدأ في عام 65م في الدورة العربية في مصر مع أبوالكباتن علي محسن مريسي وكنت انا اصغر لاعب في المجموعة التي تكونت من نديم حزام، عبدالجبار عوض، جواد محسن ،ابراهيم صعيدي ،عبدالكريم هتاري ،ابراهيم علي احمد ،عباس غلام ،عبدالله خوباني، سعيد عذب ،علي حسن ،وغازي عوض..وفي هذه المشاركة لعبنا امام فلسطين وتعادلنا بهدف ثم خضنا المواجهة الثانية امام مصر بنجومها الكبار: مصطفى رياض ،حماده امام و الشاذلي وكانت الخسارة ثقيلة بأربعة عشر هدفاً دون رد ورغم ذلك كتبت الصحف المصرية:«اشبعونا ترقيصاً وأشبعناهم اهدافاً».

وهو دليل امتلاك المجموعة لمهارات فنية راقية رغم الخسارة الثقيلة وبعد ذلك خضنا المواجهة الثالثة ضد العراق وتعادلنا بهدف وتعرض في هذه المباراة نجم العراق الشهير عموبابا لكسر في قدمه وكانت هناك محطـات ومباريات دولية متعددة هنا وهناك.

الوان اخرى ومشوار حافل

دون الخوض في تفاصيل اسباب المغادرة الى الصومال حيث ابتدأ سعيد دعالة مشوار تألق آخر بألوان أخرى وفي ظروف مختلفة فقد كان لامكانيات هذا المبدع حضور في الملاعب الصومالية التي كان لكرتها حضور قوي في القارة السمراء في ذلك الوقت ففي العام 70م كانت اقدام دعالة على موعد لرسم اسطورة كروية حقيقية من خلال فريق (هورسيد) الذي لعب له حتى عام 74م حقق فيها بطولات الدوري والكاس وكان هدافاً للدوري هناك دائماً ونال ايضاً مع (هورسيد) بطولة شرق افريقيا للابطال ثلاث مرات من خلال صولاته وجولاته في الملاعب الافريقية.

تتويج افريقي خاص

مسيرة العطاء التي كانت في الصومال والملاعب الافريقية كان فيها حدث خاص كان ذا قيمة في مسيرة النجم الكبير .. الحدث كان تأكيداً وتتويجاً لما كان يقدمه في ملاعب افريقيا مع فريق (هورسيد) حيث اختير عام 1972م كأفضل لاعب في شرق وسط افريقيا وهو انجاز كبير للاسطورة سعيد دعالة كان ذا شأن ، لأنه جاء على حساب لاعبين افارقة لهم اسماء رنانة في ذلك الوقت.

دعاله ضمن منتخب افريقيا في ماركانا الشهير

التميز الذي رافق سعيد دعالة في الصومال مع فريق (هورسيد) ومنتخب الصومال في البطولات التي كان يخوضها في بقاع مختلفة من القارة السمراء يرسم من خلالها ابداعا نادرا جعله في بؤرة الرصد والانظار فكان حاضراً وبقوة في قوام منتخب افريقيا الذي خاض مواجهة كبرى ضد منتخب البرازيل في عام 1973م في استاد (ماركانا) الشهير في ريودي جانيرو بنجومه الكبار.

الدعالة كان هو ولاعبون من مصر في قوام المنتخب الافريقي وهم: رأفت مكي ،أبو العز ، حيث كانوا ثلاثة عرب فقط في المنتخب الافريقي رغم وجود لاعبين كثر.

العودة الى عدن واللعب للاحرار

بعد مشوار حافل جعله اسطورة كروية عاد سعيد دعاله الى الديار بعد ان اندمج الحسيني والشباب الرياضي في فريق اسمه الاهلي فاتجه صوب فريق الاحرار بعد ان منع من المغادرة الى مصر والى نادي الزمالك بالتحديد لاسباب معينة حيث كان مدعواً للتعاقد مع النادي المصري الشهير ، ومع الاحرار لعب ثمانية شهور كانت بدايتها من خلال مواجهة ضد الهلال الذي فاز بهدف لعوضين وفي العودة فاز الاحرار بخمسة اهداف كان لدعالة هدفين .. بعدها كانت هناك مباراة ضد الاهلي وهي الاولى لابوبكر الماس وفزنا بأربعة تقاسمناها انا والماس في الموسم الذي شهد اعتزال عزام خليفة.

رحلة تألق اخرى في الامارات ومصر

بعد انتهاء الموسم الذي خاضه الدعاله مع الاحرار كان هناك موعد آخر مع التألق والنجومية خارج الحدود حيث غادر للاحتراف في دولة الامارات مع نادي الوحدة فخاض هناك موسماً ناجحاً، 76-77م ليعاود الزمالك المصري الظهور ويطلب سعيد دعالة وهو ما كان ، حيث احتضن النادي الشهير صاحب النجوم الكبار سعيد دعاله في موسم 77-78م حيث لعب مع حسن شحاته ، فاروق جعفر، طه البصري ،علي خليل ،عادل المامور سامي منصور، محمد صلاح ،فكان الموسم الذي توج فيه الزمالك وللمرة الاولى بالدوري والكأس.

ويتذكر الدعاله اول مباراة خاضها مع الزمالك وكانت ضد فريق اسوان وحينها سجل هدف الزمالك في المباراة التي انتهت بالتعادل، ثم عاد الدعالة بعد ذلك في موسم 79م الى الوحدة الاماراتي بسبب بعض الظروف وفي هذا الموسم تفاجأ الدعالة يوما بان رئيس الجمهورية الصومالية يحضر الى الامارات ليعود به الى الصومال للعب للمنتخب الذي كان يعاني من ظروف صعبة فقاده الدعاله الى لعب نهائي بطولة شرق وسط افريقيا التي خسرها من الكونغو.

دعالة قائدا لفريق هورسيد الصومالي الثاني من اليمين جلوسا
دعالة قائدا لفريق هورسيد الصومالي الثاني من اليمين جلوسا
العودة مجدداً

كان العام 80م هو العودة الثانية الى اليمن غير انها كانت صوب جهة اخرى وبالتحديد الى جيل الحديدة الذي كان لديه اربع مباريات عليه ان يكسبها كي يبقى في دوري الاولى فكان المنقذ هو الدعاله الذي قاد الفريق لتحقيق اربعة انتصارات متتالية ليتحقق الهدف وقد كان معه الكابتن عبدالله الهرر.

عدن مرة اخرى

مرة اخرى عاد الدعالة الى عدن لينتهي المشوار الطويل من حيث بدأ فكان العميد التلال هو الامتداد للاندية التي لعب لها من سابق بفعل الدمج فكان هناك ايضاً تحديا امام النجم الاسطورة فهناك مباراتان هامتان امام التلال عليه ان يحسمهما كي يفوز بالدوري امام الوحدة والشرطة فكسب المباراة الاولى وسجل هدفا وعدنان سبوع هدفا آخر وحينها قيل( ان الدعالة كسر القارورة) والقارورة هو اسم حارس الوحدة حينها ثم كان الفوز على الشرطة ليفوز التلال بالدوري ويشارك في كأس اليمن التي عانق فيها الدعاله شباك الخصوم كثيرا وتلك كانت آخر فترات وجوده في الملاعب.

مباريات في الذاكرة

كثيرة هي المباريات التي يتذكرها الدعاله ومنها مباراة مع الحسيني ضد فريق سراي الاريتري فيقول تعادلنا معهم بهدف سجلته انا والمباراة قدمت فيها مستوى كبيرا مع المجموعة وضد فريق قوي ، وهناك مباراة مع (هورسيد) في زامبيا هذه المباراة كان الفريق يحتاج فيها للتعادل للفوز بالبطولة وكنت انا مصاباً وأجلس في الاحتياط وتقدم علينا الخصم بثلاثة لصفر فنزلت في الشوط الثاني وعادلنا النتيجة وسجلت انا هدفين لنعود بالكأس الى الصومال وهناك ايضاً مباراة بين الحسيني والشباب الرياضي هزمناهم بثلاثة سجلت منها هدفين في مرمى الحارس عبادل.

أهداف جميلة

هدف سجله الدعاله في مرمى حاج بامقنع وهو مع التلال وجاء بضربة رأس من خارج منطقة الجزاء ..وهدف آخر سجله في مرمى كينيا وهو مع الصومال وكانت المباراة على ملعب الزمالك في مصر وجاء الهدف من تسديدة بعيدة من الجهة اليمنى البعيدة وكانت تلك المباراة مرصودة في عيون الزملكاوية.

خارج الذكريات

واقعنا الرياضي للاسف لايوجد له اساس متين ينبني عليه مستقبل فكل الامور غائبة لاملاعب ولا اهتمام بالنشء اللبنة الاولى لظهور المواهب الكروية وهذا المجال أهمل وأصبحت الفرق تبحث عن اللاعب الجاهز الذي يأتي من بعيد وهذا أحد اسباب تدني المستوى وفي الحقيقة لم يعد هناك نجوم فعصر النجوم انتهى قبل سنوات ولعل المشاركة الاولمبية التي ألغيت بسبب القات تؤكد ان الاهتمام بالنشء وتعليمه هو الاساس.

خواطر

> في مشواري الرياضي تعلمت من ثلاثة عمالقة هم سالم زغير وابراهيم صعيدي وعبدالله خوباني.

> (العاصفة) اللقب الذي اطلق علي وهو محبب لدي كثيرا.

> طارق قاسم، محمد الخلاقي ،لاعبان لم يأخذا حقهما وهما من الجيل الذي جاء بعدنا.

> مبارك فضل الله، وعلي محسن مريسي ،مدربان اصحاب بصمة في مشواري.

> هدف سالم الزغير في مرمى الاسماعيلي المصري من الاهداف التي اعجبتني.

> علي حسن اكثر من زاملني في الملعب.

> خضت تجارب تدريبية عديدة مع التلال وشمسان والميناء والجيل وشعب اب وحققت فيها انجازات وخصوصا مع التلال .

> محمد الخلاقي هو اللاعب الذي جاء بعد ورأيت فيه نفسي في الملعب

في مشواري الافريقي كنت بطلا لوسط شرق أفريقيا ثلاث مرات .

بطاقة الاسطورة

> الاسم : سعيد محمد دعاله.

> من مواليد عدن في 10/1/1947م.

> لعب لأندية الحسيني ،هورسيد ،الوحدة الاماراتي ،الزمالك المصري ، الاحرار والتلال .

> لاعب منتخبي اليمن والصومال.

> الرقم :(10).

> الوظيفة: ادارة التربية والتعليم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى