أمين الجميل: غموض بالتحقيق في اغتيال بيار وسوريا وراء اغتيال شقيقي

> «الأيام» بي.بي.سي/رويترز/«النهار»:

>
الوزير بيار الجميل قبل ساعات من اغتياله يضع إكليلاً من الزهور على ضريح جده الشيخ بيار الجميل في ساحة بكفيا في ذكرى استقلال لبنان
الوزير بيار الجميل قبل ساعات من اغتياله يضع إكليلاً من الزهور على ضريح جده الشيخ بيار الجميل في ساحة بكفيا في ذكرى استقلال لبنان
قال الرئيس اللبناني السابق امين الجميل والد الوزير اللبناني المغتال بيار الجميل ان هناك غموضا في التحقيقات حول عملية اغتيال نجله، وان لا خيط جدي حتى الآن في التحقيق القضائي.

ورفض الجميل في مقابلة خاصة اجرتها معه قناة العربية ان يتهم سوريا في عملية الاغتيال وقال الجميل: "انا كمحام لا استطيع اتهام سورية باغتيال ابني، لكن يجب التذكير ان سورية كانت وراء اغتيال شقيقي الرئيس بشير الجميل عام 1982.

وهذا امر محسوم وهناك اثباتات ومن الممكن ان تكون سورية الآن تصفي حسابات في لبنان".

وقال الجميل الذي دعا الى الهدوء و"الابتعاد عن الغرائز والانتقام" ان "الهدف هو التركيز على العمل السياسي من اجل تحقيق الهدف السياسي الذي يتمثل بانتخاب رئيس جمهورية جديد"، مشيرا ان الرئيس اللبناني اميل لحود وامين عام حزب الله حسن نصر الله لم يتصلا للتعزية.

من جهته قال رئيس الغالبية النيابية في لبنان سعد الحريري ان "قاتلي بيار الجميل ترجلوا من سيارتهم وفتحوا باب السيارة ليتأكدوا من موت الوزير"، مضيفا ان المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري "اصبحت واقعة وان المجرمين سيحاسبون على اعمالهم".

صورة بيار الجميل كتب عليها عبارة (لن ننسى) في شوارع بيروت أمس
صورة بيار الجميل كتب عليها عبارة (لن ننسى) في شوارع بيروت أمس
اما النائب وليد جنبلاط وهو من قيادات فريق 14 آذار المعارض لسورية فقال ان "النظام السوري هو المسؤول عن الجريمة" وشن جنبلاط خلال مؤتمر صحفي عقده صباح أمس الاربعاء هجوما على حسن نصر الله واصفا اياه بـ"حاكم حزب الله"، وتوقع جنبلاط المزيد من الاغتيالات السياسية في المرحلة القادمة بهدف "اسقاط الحكومة ومقاومة نشوء المحكمة الدولية".

ودعا النائب اللبناني المعارض ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله جميع اللبنانيين للمشاركة في مأتم بيار الجميل، الا انه اشار انه لن يحضر شخصيا، مبديا اسفه "لان آل الجميل اعلموه بعدم رغبتهم بقدومه لان هذا ليس الوقت المناسب".

وتدافع مئات المشيعين اللبنانيين أمس الأربعاء للمس نعش وزير الصناعة بيار الجميل الذي أثار اغتياله الذي أنحى حلفاؤه باللوم فيه على سوريا مخاوف من مزيد من أعمال القتل وتصاعد العنف بين الفصائل اللبنانية.

وسيطر الغضب والترقب على البلاد فيما استعدت لدفن الجميل وهو مسيحي اغتيل بالرصاص بينما كان يمر بسيارته في إحدى ضواحي بيروت يوم الثلاثاء. والجميل هو سادس شخصية سياسية مناهضة لسوريا يتم اغتيالها في غضون نحو عامين.

واتهم الزعماء اللبنانيون المناهضون لسوريا دمشق بالوقوف وراء الاغتيال وتوقعوا مقتل المزيد من السياسيين الذين قادوا احتجاجات أدت إلى انهاء الوجود العسكري السوري بلبنان العام الماضي.

النساء نثرن الأرز من شرفات المنازل على نعش بيار الجميل أثناء تشييعه أمس ببلدة بكفيا شمال شرقي بيروت أمس
النساء نثرن الأرز من شرفات المنازل على نعش بيار الجميل أثناء تشييعه أمس ببلدة بكفيا شمال شرقي بيروت أمس
وقال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط "يبدو ان النظام السوري استمر في الاغتيال وسيستمر في الاغتيالات. انا اتوقع مزيدا من الاغتيالات ولكن مهما فعلوا نحن هنا وسننتصر."

وقال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة أمس الأربعاء ان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة طلب من الأمم المتحدة تقديم المساعدة لبيروت في التحقيق في مقتل وزير الصناعة.

وأضاف عنان في رسالة لمجلس الأمن يطلب فيها "اتخاذ اللازم" ان السنيورة وجه له رسالة أمس الأول مفادها ان حكومته تريد أن يضاف مقتل الجميل إلى التحقيقات الجارية في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير 2005.

وخلص تقرير دولي الى توريط مسؤولي امن لبنانيين وسوريين في مقتل الحريري. ونفت سوريا اي تورط لها.

وزاد اغتيال الجميل من التوترات بين الحكومة المناهضة لسورية والمعارضة المؤيدة لدمشق بقيادة حزب الله العازم على الاطاحة بالحكومة التي يعتبرها موالية للولايات المتحدة.

ونفى مبعوثون سوريون الاتهامات بتورط دمشق في الاغتيال وانضموا إلى موجة من الإدانات الدولية للحادث.

أثناء تشييع جثمان بيار الجميل امام تمثال جده بيار الجميل بمسقط رأسه في بكفيا امس
أثناء تشييع جثمان بيار الجميل امام تمثال جده بيار الجميل بمسقط رأسه في بكفيا امس
وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض ان بوش اتصل هاتفيا بالسنيورة لابداء دعمه عقب اغتيال الجميل وتعهد "بدعم استقلال لبنان إزاء التجاوزات التي ترتكبها إيران وسوريا".

واضاف ان بوش اتصل أيضا بوالد الوزير الجميل الرئيس الأسبق أمين الجميل كي يقدم العزاء.

وسيشيع جثمان الجميل اليوم الخميس ودعت القوى المناهضة لسوريا الى مشاركة كثيفة.

ونقل جثمان الجميل من مستشفى قرب بيروت الى مسقط رأسه في بكفيا شمال شرقي بيروت حيث سار المئات من أنصاره ومؤيديه خلف النعش رافعين صوره وملوحين بأعلام حزب الكتائب البيضاء التي تتوسطها شجرة ارزة خضراء.

وفيما سار النعش ببطء باتجاه قصر الجميل نثرت النساء الارز من على شرفات المنازل على النعش. وتدافع المئات للمس النعش لدى مروره.

وقال رزق الله الجميل (45 عاما) "ماذا يمكنني القول. لقد قتلوا بطل الابطال. انهم يقتلون حلم لبنان. اشارات الاشتباه نحو سوريا."

وصب أنصار الجميل جام غضبهم على سوريا. وكان هناك تواجد أمني كثيف في بكفيا والضواحي التي تسكنها أغلبية مسيحية.

شقيقته نيكول تبكي فوق النعش
شقيقته نيكول تبكي فوق النعش
ووصف البابا بنديكت السادس عشر الاغتيال بأنه هجوم وحشي وحث الشعب اللبناني على الحذر من "قوى الظلام التي تحاول تدمير البلاد."

ودعا البطريرك الماروني نصر الله صفير الى ضبط النفس وقال "هذه المصيبة ليست مصيبة عائلة بل مصيبة وطن.. اتوجه الى جميع اللبنانيين ليفكروا قليلا ويضبطوا اهواءهم."

وقال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري أمس إن بلاده أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأنها لا ترغب في أن تكون لها صلة بالمحكمة المقرر تشكيلها ما دام لم يتم التشاور معها.

وأضاف مقداد في مقابلة مع رويترز "لم يؤخذ رأينا نهائيا في عملية تشكيل المحكمة وفيما تم التوصل إليه من اتفاق بين لبنان والأمانة العامة للأمم المتحدة. هذا يعطي الانطباع بأننا غير معنيين طالما لم يجر التشاور معنا."

"حزب الله"
وندد "حزب الله" بالجريمة ودعا الى "التوقف ملياً عند هذا الحادث وخلفياته وأبعاده"، قائلاً: "ان الذين ارتكبوا هذه الجريمة يريدون دفع لبنان الى الفوضى والضياع والحرب الاهلية، ويريدون قطع الطريق على اية معالجات سلمية وسياسية وديموقراطية للازمات القائمة في البلاد".

لكن قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للحزب، وفي تقرير بثته في نشرتها الرئيسية مساء أمس الأول، لفتت الى تحذيرات من الاكثرية سبقت الاغتيال، فاستنتج ان "دولة" هؤلاء تتحمل المسؤولية. وربط بين الجريمة و"كواتم الصوت التي تلقتها السفارة الاميركية في وقت سابق".

رجل امن يقوم بتصوير آثار الرصاص على باب السيارة التي قتل فيها الجميل
رجل امن يقوم بتصوير آثار الرصاص على باب السيارة التي قتل فيها الجميل
الجريمة
وأفادت المعلومات الأولية التي توافرت لدى الاجهزة الامنية ان الوزير الجميل كان يقود سيارة من نوع "كيا" في منطقة الجديدة حيث قدم واجب العزاء بأحد المواطنين. ولدى وصوله قرب كنيسة مار انطونيوس، اعترضت سيارته سيارة "هوندا" رباعية الدفع سوداء كان فيها شخصان أو ثلاثة، وترجّل القاتل وحده من السيارة واقترب من الناحية اليسرى لجهة مقعد القيادة حيث كان يجلس الوزير الجميل خلف المقود مقفلاً زجاج النافذة، واطلق القاتل النار على زجاج السيارة من رشاش خفيف "خاص" بالاغتيالات ومزود كاتماً للصوت، ويرجّح ان يكون عيار الرشاش 7,62 ميلليمترا، فيما يبلغ عيار المسدس 7 أو 9 ميلليمترات، الامر الذي ركزت الأدلة الجنائية على التدقيق فيه.

وقد اصيب الوزير الجميل في رأسه كما اصيب مرافقه سمير الشرتوني الذي كان يجلس الى جانبه، وتوفي على الفور. وبعد اطلاق الرصاص اصطدمت سيارة الوزير الجميل بسيارة الجناة. الذين فروا وتواروا. وتبين ان أحداً من المواطنين في محيط مكان الحادث لم يسمع طلقات نارية مما رجح نظرية استخدام القاتل كاتماً للصوت، فيما يرجّح العدد الكثيف للطلقات في زجاج السيـارة فـرضية استعمـال رشاش خفيف".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى