ارتفاع عدد قتلى تفجيرات بغداد إلى 202 ومقتل 22 في تلعفر

> بغداد «الأيام» الستير مكدونالد :

>
شابان عراقيان يبكيان خارج المشرحة بعد التعرف على جثت اقاربهما
شابان عراقيان يبكيان خارج المشرحة بعد التعرف على جثت اقاربهما
فجر مهاجمان انتحاريان نفسيهما في سوق شيعي بشمال العراق أمس الجمعة كما سقطت قذائف مورتر على ضواح ببغداد مما زاد من التوتر الطائفي بعد يوم شهد أكثر التفجيرات دموية في العراق قتل خلاله 202 عراقي في حي مدينة الصدر ببغداد.

وفي الوقت الذي دعا فيه الزعماء السياسيون إلى ضبط النفس وفرضت فيه السلطات حظرا للتجول على بغداد في مسعى لتجنب نشوب حرب أهلية شاملة قتل المهاجمان الانتحاريان 22 شخصا ببلدة تلعفر قرب الحدود السورية.

وطالب التيار الصدري الذي يسيطر على حي مدينة الصدر الذي شهد الهجوم الدموي أمس الأول رئيس الوزراء نوري المالكي بإلغاء قمة مقررة الأسبوع المقبل مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في الأردن.

جاء هذا المطلب فيما حمل سكان مدينة الصدر قتلاهم وساروا خلف نعوشهم وأخذوا يهتفون غضبا وحزنا على الضحايا.

وقال الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي تسيطر ميليشيا جيش المهدي التابع له على مدينة الصدر أمام مؤيديه خلال خطبة الجمعة إنه ينبغي على زعماء الدين السنة إصدار فتوى تطالب بوضع حد لقتل الشيعة.

وقال أحد أبرز مساعدي الصدر السياسيين في البرلمان لرويترز إن الكتلة السياسية التابعة لرجل الدين الشيعي ستنسحب من الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة ومن البرلمان اذا التقى المالكي مع الرئيس الامريكي مثلما هو مخطط في الاردن الاسبوع القادم.

وقال فالح حسن شنشل وهو مسؤول بارز في حركة الصدر لرويترز "نطلب من المالكي الغاء اجتماع مزمع مع بوش لانه لا يوجد سبب يدعو للاجتماع مع المجرم الذي وراء الارهاب في العراق."وقال "سنعلق عضويتنا في الحكومة والبرلمان اذا مضى قدما في خططه."

ويتوقع أن يناقش بوش مع المالكي سبل منح قوات الأمن العراقية مزيدا من السيطرة لزيادة احتمال البدء في سحب القوات الأمريكية. غير أن كفاءة تلك القوات إلى جانب الولاءات الطائفية لها محل شكوك كبيرة.

ويواجه المالكي ضغوطا من جانب واشنطن التي يتزايد قلقها من أجل الوفاء بتعهدات بحل الميليشيات الشيعية بما فيها جيش المهدي والتي يقول مسؤولون أمريكيون إنها تسيطر على قطاعات من الشرطة والجيش. غير أن المالكي يعتمد على الصدر وغيره من الإسلاميين الشيعة لتعزيز موقعه.

ويطالب الصدر الذي قام جيش المهدي التابع له بانتفاضتين ضد القوات الأمريكية في عام 2004 بانسحابها وبدا أنه يحاول استغلال هجمات أمس بمدينة الصدر لدعم قضيته.

وفي بغداد أصيب أمس 250 آخرين على الأقل في الهجمات بست سيارات ملغومة وقذائف مورتر بحي مدينة الصدر في أشد الهجمات دموية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.

ودعا الصدر أتباعه إلى ضبط النفس رغم أن تصريحات مماثلة صدرت عقب تفجير مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في فبراير شباط لم تفلح في منع شن هجمات انتقامية في أعمال قتل يلقي زعماء السنة باللوم فيها على جيش المهدي.

وسقطت قذائف مورتر على منطقة الأعظمية السنية القريبة من مدينة الصدر وأدت إلى إلحاق أضرار بمسحد أبو حنيفة النعمان الشهير عقب التفجيرات أمس الأول بينما قال سكان في منطقة تسكنها أغلبية شيعية بغرب بغداد الذي تسكنه أغلبية سنية إن قذائف مورتر سقطت عليها أمس.

ويخشى كثير من السنة في الوقت الحالي من أن انسحابا سريعا للقوات الأمريكية البالغ عددها نحو 140 ألفا قد يحفز الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لشن هجوم شامل,ودعا خطباء الجمعة في أنحاء العراق إلى الوحدة.

وقال الإمام خالد محمد خلال خطبة الجمعة بمدينة الفلوجة معقل السنة في غربي بغداد "أدعو أهل الفلوجة إلى إرسال المال والطعام والملابس إلى إخواننا في مدينة الصدر والأعظمية.. هناك عدو مشترك هاجمنا لإشعال فتنة طائفية بيننا."غير أن محللين يتوقعون مستقبلا قاتما.

وقال مصطفى العاني المحلل السياسي بمركز الخليج للأبحاث في دبي إن الأوضاع تتجه حاليا إلى نوع من الحرب الأهلية المفتوحة.

وأضاف أن الأوضاع تخرج تدريجيا عن نطاق السيطرة وأنه لا القوات الأمريكية ولا الحكومة العراقية يمكنها السيطرة عليها.

وحذر أشرف قاضي مبعوث الأمم المتحدة من أن الهجمات قد تدفع العراق "إلى دائرة من العنف لا يمكن السيطرة عليها تهدد النسيج الاجتماعي للعراق بالكامل أو أي امكانية لمستقبل يقوم على السلام والتسامح والوحدة."

مواطنون عراقيون ينظرون إلى جثث اقاربهم
مواطنون عراقيون ينظرون إلى جثث اقاربهم
وكانت تحركات قوات الامن هي الحركة الوحيدة التي شهدتها شوارع بغداد بجانب آلاف المشيعين الذين تدفقوا سيرا على الاقدام خلف سيارات تحمل نعوش ضحايا التفجيرات متجهين جنوبا الى مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة.

وقال أحد السكان ويدعى حسن لدى مرور المشيعين "في نهاية المطاف كلنا خاسرون."

وأضاف "هذا وطننا..بلدنا. يجب أن يتحد السنة والشيعة لاعادة بناء بلدنا حتى نتمكن من التنفس."

وتخضع بغداد بالفعل منذ تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في فبراير شباط لحظر تجول لعدة ساعات خلال صلاة الجمعة.

غير أن حظر التجول الذي فرض أمس شامل ولاجل غير مسمى كما أغلق مطار بغداد أيضا وأغلق الميناء الرئيسي في البصرة والذي تسيطر عليه أحزاب شيعية تضامنا مع الضحايا.

واتهم قادة العراق والولايات المتحدة القاعدة وانصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالسعي الى تفجير حملة انتقامية من جانب الشيعة للاستفادة من الفوضى التي ستسود البلاد.

وجاءت الهجمات بعد اسابيع من التوتر داخل حكومة الوحدة العراقية التي تدعمها واشنطن. وبعد هزيمة حزبه الجمهوري في انتخابات الكونجرس الشهر الجاري حث الرئيس الامريكي جورج بوش زعماء الاغلبية الشيعية في العراق والاقلية السنية على كبح جماح الميليشيات وتفادي انزلاق البلاد الى حرب أهلية.

ووجه زعماء يمثلون جميع الطوائف الرئيسية نداء عبر التلفزيون من اجل التحلي بضبط النفس في خطوة لم تتخذ منذ فبراير شباط عندما أدى تفجير ضريح شيعي كبير في سامراء أنحي فيه باللوم على تنظيم القاعدة الى اطلاق موجة من اعمال العنف التي تزايدت حدتها خلال الاشهر التسعة الماضية.

وقال رئيس الوزراء العراقي في خطاب تلفزيوني منفصل ان سفك دماء الابرياء على ايادي التامر السوداء يتطلب التحلي بالحكمة والامتناع عن الانفعال والاندفاع العاطفي. وتمسك بقتال وملاحقة الارهابيين.

وقالت الامم المتحدة يوم الاربعاء ان أعمال العنف سجلت مقتل أكثر من 3700 مدني في أكتوبر تشرين الاول. واشارت الى تصاعد الهجمات منذ هجوم سامراء وقالت ان نحو 420 ألفا فروا من ديارهم ونزحوا الى اماكن أخرى في العراق منذ ذلك الهجوم.

وتقول واشنطن التي نشرت الالاف من الجنود في بغداد منذ اغسطس اب لوقف اراقة الدماء ان الكثير من وحدات الشرطة والجيش يشتبه بولائها لجماعات شيعية وان بعض الوحدات خاصة في الجيش يعتقد أن لها صلات بزعماء سنة.

وكان المالكي قد دعا الى انتقال سريع للمسؤولية الامنية من القوات الامريكية الى القوات العراقية.

(شارك في التغطية روس كولفين وكلوديا بارسنز) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى