العاهل الأردني .. ثلاث حروب أهلية تلوح في أفق الشرق الأوسط

> واشنطن «الأيام» سوزان كورنويل :

>
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني
حذر العاهل الأردني الملك عبد الله أمس الأحد من أن الشرق الأوسط قد يشهد ثلاث حروب أهلية في العراق والأراضي الفلسطينية ولبنان ما لم ينهض المجتمع الدولي بتحرك قوي وعاجل.

ويتوجه الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى عمان هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي,وقال عبد الله إنه لا بد أن تتمخض هذه القمة عن تطورات مهمة لوقف العنف الذي بدأ يخرج عن نطاق السيطرة في العراق.

وقال العاهل الاردني لشبكة (إيه.بي.سي.) "لا أعتقد أننا في وضع يسمح لنا بالعودة والتطرق لهذه المشكلة مرة أخرى في أوائل 2007."

لكنه أضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تنظر إلى "الصورة الكبيرة" وأن يكون لديها الحلول الشاملة للشرق الأوسط تشمل جميع الأطراف في المنطقة مشيرا إلى أن هذا يجب أن يشمل سوريا وإيران.

وقال العاهل الأردني "نواجه احتمالات قوية بنشوب ثلاث حروب أهلية في المنطقة سواء كانت في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان أو العراق."

وأضاف "نستطيع أن نتخيل أننا سندخل عام 2007 في خضم ثلاث حروب أهلية. وبالتالي فإن الوقت حان لاتخاذ خطوة قوية للأمام باعتبارنا جزءا من المجتمع الدولي وضمان أن نجنب الشرق الأوسط الأزمة الكبيرة التي أخشى وأرى احتمال حدوثها في 2007."

وفي ظل انزلاق العراق نحو حرب أهلية شاملة تجدد إدارة بوش مساعيها للحد من العنف هناك بطلب المساعدة من الدول العربية المعتدلة.

وعاد ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي لتوه من زيارة للسعودية حيث أجرى محادثات بشأن الشرق الأوسط. ومن المقرر أن يلتقي بوش والمالكي يومي الأربعاء والخميس في قمة بدأت تتخذ شكلا طارئا.

وعبر عبد الله عن أمله في أن يكون لدى المالكي أفكار يطرحها على بوش بشأن كيفية التوفيق بين الجماعات المختلفة في العراق.

وقال "ويتعين عليهم أن يقوموا بذلك الآن لأن من الواضح كما نشهد أن الأمور بدأت تخرج عن نطاق السيطرة... هناك حاجة لتحرك قوي للغاية هناك اليوم."

وعلى النقيض من أسلافه تجنب بوش حتى الآن المشاركة بشكل فعال في عملية صنع السلام بالشرق الأوسط لكن هذا الوضع قد يتغير بعد أن لجأ بوش إلى وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر الذي يقود مجموعة لدراسة الأوضاع في العراق من المنتظر أن تصدر توصيات بشأن الاستراتيجيات البديلة في العراق.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي في مقابلة منفصلة أمس الأحد إن العراق تحول بالفعل إلى ساحة قتال إقليمية إذ تلجأ الحركات الإسلامية في عدد من الدول العربية إلى تمويل المسلحين الذين يقاتلون الحكومة العراقية والجيش الأمريكي.

وقال الربيعي لشبكة (سي.إن.إن) "ليست دولة واحدة ولا دولتين. الأمر أكبر من ذلك. إنه قتال أو إنها حرب بين المتطرفين والمعتدلين في المنطقة بأسرها."

وأضاف أن إيران تساعد بعض الجماعات الشيعية المتطرفة في العراق "لكن لا توجد دلائل على أن إيران تساعد القاعدة أو المسلحين المناهضين للحكومة في العراق."

ويشعر الملك عبد الله بالقلق أيضا بشأن الأوضاع في لبنان حيث أثار اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل المناهض لسوريا المخاوف من تفجر العنف بين الفصائل مرة أخرى,لكنه قال إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يزال "جوهر المشكلة"ويستضيف الأردن أكبر عدد من الفلسطينيين خارج الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحذر العاهل الأردني من أنه إذا لم تتطور عملية السلام في المنطقة خلال الشهرين المقبلين "فلن يكون هناك شيء لنتحدث بشأنه" وسيواجه الشرق الأوسط العنف لعقد آخر أو عقدين من الزمن.

وعندما سئل إن كان يجب إشراك سوريا أو إيران في مؤتمر دولي عن الشرق الأوسط أجاب "المشكلة هي أن أمريكا بحاجة لأن تنظر إلى الصورة كاملة,ليست مجرد قضية منفصلة بذاتها."

وقال "أقول دائما إن فلسطين هي الأصل. إنها مرتبطة بما يحدث في العراق وما يحدث في لبنان. إنها مرتبطة بالقضايا التي نجد أنفسنا فيها مع السوريين. لذا إن كنتم تريدون حلا شاملا فإن الحل الشامل هو في حشد جميع الأطراف في المنطقة معها."

ومن ناحية أخرى كتب سناتور جمهوري كبير قائلا إن الأوان قد فات لإرسال المزيد من الجنود إلى العراق,وقال تشاك هيجل "ليس لدينا جنود آخرين لنرسلهم. وحتى لو كان لدينا فلن يجدوا حلا للوضع في العراق."

وكتب هيجل وهو عضو بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في صحيفة واشنطن بوست يقول إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تبدأ في التخطيط لانسحاب تدريجي. وقال "نحن ندمر هيكل قوتنا الذي استغرقنا 30 عاما في بنائه." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى